أوردت الرسائل الإلكترونية لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، محاولة سيف الإسلام القذافي الوصول إلى اتفاق هدنة بدعم من بريطانيا معتقدًا أنَّه بذلك «يعمل على تقسيم آراء دول حلف الناتو وبالتالي إضعاف حملتهم»، وذلك حسب مصادر ذات صلة بمستشارين لنجل القذافي.

وأشارت رسائل أخرى إلى مخاوف علي زيدان والمقريف من زيادة قوة الحركة الانفصالية في إقليم برقة، وتحذيرات مصرية من وصول «جماعات سلفية مسلحة» من مصر إلى بنغازي.

مفاوضات سيف الإسلام السرية مع بريطانيا
نقلت رسالة بتاريخ 3 يونيو 2011، عن مصادر حساسة ذات صلة بمستشارين لسيف الإسلام أن «الحكومة الليبية بدأت بشكل سري في محادثات معقَّدة مع الحكومة البريطانية للحصول على دعمها في التوصُّل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ثوار المجلس الوطني الانتقالي والسماح بتقاسم السلطة، على أن يكون سيف الإسلام رئيس الدولة، ويشكِّل أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الحكومة والسماح للقذافي بالخروج من ليبيا إلى منفى دون رفع قضايا ضده سواء في ليبيا أو المحاكم الدولية».

سيف الإسلام يسعى لهدنة تسمح بتقسيم السلطة وتعيينه رئيسًا للدولة، وتسمح بالخروج الآمن للقذافي.

وترى المصادر أن «سيف الإسلام اعتقد أنَّ اقتراح الهدنة والمفاوضات سيخلق انقسامًا داخل الناتو ويضعف عملياته العسكرية ضد قوات القذافي».

ونقلت الرسالة التي بعث بها (مساعد سابق للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون) سيدني بلومنتال إلى كلينتون طرف يدعى «sid» الذي نقل عن مصادر مطلعة على عمليات اللجنة العسكرية في المجلس الوطني الانتقالي أنه «في يوم 1 يونيو 2011، قام ضباطٌ في المخابرات الليبية بزرع سيارة مفخَّخة أمام فندق تيبستي في بنغازي، مما أدى لإصابة شخص».
انفصال برقة وسلفيو مصر
وأظهرت رسالة سرية مؤرَّخة في 10 ديسمبر 2012، بعث بها سيدني بلومنتال إلى هيلاري كلينتون، تحدَّث فيها عن وجود «اجتماعات سرية بين رئيس الوزراء علي زيدان والرئيس محمد مقريف وعدد من قادة القبائل من إقليم برقة، اتفقوا خلالها أنَّ الحركة الانفصالية في برقة تزداد قوة وستصبح مشكلة كبيرة بحلول العام 2013».  

سيدني بلومنتال: قوات مصرية تستعد لاحتجاز مسلحين سلفيين ينتقلون إلى بنغازي في ليبيا.

وذكر سيدني بلومنتال، نقلاً عن مصادر سرية في الحكومة الوطنية الليبية وحكومات أوروبية وأجهزة مخابرات غربية، أن «اللواء يوسف المنقوش حذَّر علي زيدان من أنَّ القبائل الشرقية تعمل على زيادة تسليحها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لتأكيد رغبتهم في الحصول على الحكم الذاتي».

وعلى صعيد آخر، أوضح أنَّ ضباط أركان في الجيش الليبي تلقوا تحذيرات من قيادات بالجيش المصري تفيد «استعداد القوات العسكرية والأمنية المصرية لاحتجاز أو تحييد قوات سلفية شبه عسكرية تنتقل إلى ليبيا في بنغازي، عمل كثيرٌ منها مع القوات الثورية الليبية أثناء الثورة».
المؤسسة الوطنية للنفط
وجاء في الرسالة نفسها، أن «علي زيدان والمقريف قرَّرا، بعد التشاور مع وزير النفط عبد الباري العروسي، المضي قدمًا في خطة وضعها الوزير السابق عبد الرحمن بن يزة ، تتلخص في تقسيم إدارات الإنتاج والتنقيب إلى شركتين منفصلتين في بنغازي وطرابلس».

موت بن لادن
ونقلت الرسالة، بتاريخ 2 مايو 2011، عن مصادر لها علاقات مع قيادة المجلس الوطني الانتقالي أنَّ مقتل أسامة بن لادن قد يدفع مقاتلي تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» لاستخدام الأسلحة المتجهة إلى ليبيا لشن هجمات انتقامية ضد الولايات المتحدة وحلفائها»، وتخوَّفت المصادر من «أن استخدام الأسلحة بتلك الطريقة يعقد من علاقات المجلس الانتقالي (الذي بات مسيطرًا على شرق ليبيا إبان الثورة) مع حلف الناتو وأميركا».

وأوضحت الرسالة أن المخابرات السرية البريطانية والفرنسية علمتا بوصول أسلحة وأنظمة دفاع محمولة من النيجر ومالي كان من المفترض وصولها إلى ليبيا، لكن قادة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» تمكنوا من شرائها من مصدرها.

وأضافت: «تخوف قادة الثوار الليبيين من أن موت بن لادن يأتي في وقت تداولت فيه معلومات عن نية تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب) القيام بعمليات في شمال أفريقيا وأوروبا لتأكيد وجودها خلال الاضطرابات في ليبيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن حصولهم على أسلحة وصواريخ روسية الصنع من النيجر ومالي كانت في طريقها إلى ليبيا».