تناولت افتتاحية جريدة «ذا غارديان» البريطانية الخطط الأوروبية لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، وذكرت أن تلك الخطط تحمل عددًا من التساؤلات والعيوب يجب تداركها قبل البدء في العملية.
وأشارت الافتتاحية أمس الثلاثاء إلى عدم وضوح إمكانية قيام دول الاتحاد بتغيير الأزمة التي تشهدها سواحل البحر المتوسط ولا وتيرة الرد عليها، ولفتت إلى قيام عدد من الدول، في مقدمتها بريطانيا وبولندا وإسبانيا وفرنسا برفض نظام الحصص المقترح، ورفض قبول مزيد من المهاجرين داخل أراضيها، مما يقوض فرص صياغة سياسة واضحة وشاملة للتعامل مع وصول آلاف المهاجرين إلى السواحل الأوروبية.
وأوضحت الجريدة البريطانية أن الجانب العسكري من الخطط الأوروبية يحمل عدة تساؤلات، فالتحدث عن وجود قوات وعمليات أرضية على سواحل ليبيا أو التعدي على السيادة الليبية أثار كثيرًا من الشكوك، ورغم استبعاد ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني احتمال اللجوء إلى القوات البرية، تبقى «فشل المهمة» من المخاوف الرئيسة.
وأضافت الجريدة أن الخيار العسكري سيكون من الصعب تنفيذه نظرًا لرفض عدة أطراف أهمها روسيا هذا المقترح، فضلاً عن عدم وضوح كيفية تعامل القوات الأوروبية في حال تمت مهاجمتها داخل ليبيا.
وتابعت أن تجاهل الأسباب الحقيقية وراء أزمة الهجرة غير الشرعية من أكبر عيوب المخطط الأوروبي، واتهمت الجريدة الدول الأوروبية بتجاهل الأزمات التي عصفت بدول إقليم الصحراء الأفريقي، والتي دفعت آلاف الشباب للخروج منه إلى أوروبا وتسببوا في تفاقم تلك الأزمات.
وطالبت الجريدة البريطانية دول الاتحاد ببحث استراتيجية أكثر فاعلية في قمتهم المرتقبة الشهر المقبل، تركز على الأسباب الحقيقية وراء أزمة الهجرة، والابتعاد عن الخطابات.
تعليقات