Atwasat

بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار

بنغازي - بوابة الوسط: أسامة الجارد الإثنين 06 أبريل 2015, 05:07 مساء
WTV_Frequency

شهدت شوارع مدينة بنغازي حربًا طاحنة منذ العاشر من يونيو العام 2014 بين وحدات الجيش الليبي وقوات «مجلس شورى ثوار بنغازي» التي تضم بينها تنظيم «أنصار الشريعة».

وكان لحي الصابري ذو المساحة الشاسعة نصيب من الخراب الذي طال أحياء عدة في المدينة.

مراسل «بوابة الوسط» دخل حي الصابري الذي صار أطلالا ًمن الخرائب، وبدا خاليًا من السكان، جراء الاشباكات العنيفة التي شهدها الحي.

خراب ودمار
والتقطت كاميرا «بوابة الوسط» مشاهد الخراب والدمار التي طالت معظم شوارع الحي ماعدا مساكن محور شركة الكهرباء، التي لم تنج أبوابها ونوافذها جراء ضغط الانفجارات في المناطق المحيطة بها.

عدد كبير من سكان الصابري لم يغادروا منازلهم إلا في اللحظة الأخيرة بعد أن استحال البقاء فيها، ولا سيما بعد مهلة الجيش حسب الناطق باسم القائد العام، الرائد محمد الحجازي، فى العاشر من نوفمبر 2014.

يقول لـ «بوابة الوسط» أحد سكان الحي يوسف عبد الله إن الأضرار التي حدثت للمنازل تحتاج إلى لجنة خاصة من الدولة لحصر وتعويض أصحابها، وكان عبد الله زار الحي بعد حصوله على إذن من قيادة الجيش في بنغازي لاستعادة بعض أغراضه ومشاهدة ما آل إليه الوضع في الحي.

شعارات متناقضة
عند دخول حي الصابري يمكن مشاهدة شعارات وكتابات تركها المقاتلون خلفهم في زاوية كل شارع وغالبًا على جدران نخرها الرصاص والقذائف أو على أبواب المحال المتضررة والملتوية يمكن من خلالها تفسير هوية المقاتلين المتمركزين بحي الصابري.

الشعارات كانت مزيجًا من التناقض بين شعارات الثورة «ليبيا حرة وعاشت ثورة فبراير»، وشعارات المتطرفين المؤيدة لتنظيم «داعش» كعبارة «دولة الإسلام باقية وتمدد» و«الخلافة قادمة» و«جئناكم بالذبح» وآخرى تعبر عن نظام القذافي مثل «الفاتح أبدًا».

وعند محور الكهرباء بـ«الزريريعية» كانت مجموعات من المقاتلين بلباس شبه عسكري ترحب بوجود الصحفيين، بالإضافة إلى وجود مدرعات للجيش.

القناصة
ويحذر عناصر الجيش من اعتلاء أسطح المنازل أو السير في منتصف الشوارع لغرض التصوير، نظرًا لانتشار القناصة، وقال آمر العمليات العسكرية في الجبل الأخضر، فرج البرعصي، لـ«بوابة الوسط»، إنّ حي الصابري محاط بشبكة عنكبوتية من الألغام من الصعب اجتيازها في ظل غياب فرق الهندسة العسكرية.

وتابع البرعصي: «دائمًا ما نؤيد ضرورة الحسم وبشدة مع المسلحين، فمدينة بنغازي لا تتحمل وجود مسلحين على أراضيها ومناطق خارجة عن نفوذ الدولة، رغم إعطاء المسلحين فرصة تسليم أسلحتهم مقابل العفو عنهم».

وأوضح البرعصي، الذى رافق مراسل «بوابة الوسط» إلى الصابري، أن أهم أسباب إخلاء منطقة الصابري وجود مقاتلين مختبئين بين السكان ولا يرتدون زيًا خاصًا أو شارات تميزهم.

وعن صعوبة الحسم في الصابري ذكر البرعصي أن نقص الذخيرة وبعض الإمكانيات التي لم يتم توفيرها من السلطات المختصة؛ مما تسبب في قتل 87 من مقاتليه خلال خمسة شهور.

وأضاف أنه «لو تم توفير الذخيرة المطلوبة لكان تحرير مدينة بنغازي بالكامل في ظرف 30 يومًا»، مرجعًا سبب التأخير في الحسم إلى سبب آخر يؤخذ بعين الاعتبار كتجنيب تدمير ممتلكات الدولة والمواطنين من قبل القوات النظامية التابعة له.

وحول تبعية القوات التي يقاتلها الجيش قال: «إنَّ هؤلاء المقاتلين ليسوا إلا أدوات في يد بلدان أجنبية وأطراف داخلية لا تريد لليبيا أن تنهض من جديد بدليل نوعية الرصاص المتفجر الذي يمتلكه هؤلاء المقاتلين ونوعية حقائب التفخيخ وجنسية بعض المقاتلين».

وكشف في السياق ذاته عن وجود قناصة على أغلب أسطح المنازل بحى الصابري بينهم أجانب من «بوركينا فاسو»، يعالج الآن بمستشفى الجلاء في مدينة بنغازي. واعتبر البرعصي أن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريبات في زمن وزارة الداخلية السابقة في عدة بلدان أوروبية تحت حجة تطوير قدرات المؤسسات العسكرية والأمنية.

خزان بشري لا ينفد
وحول هوية المقاتلين والقناصة على أسطح البنايات والمنازل في الصابري قال رئيس عرفاء عطايا مصطفى لـ«بوابة الوسط» إن الصابري أصبح تجمع للمتطرفين بمختلف توجهاتهم والمجرمين السابقين الذين استغلوا الأوضاع الأمنية الهشة على مدار السنوات الماضية للسلب والنهب.

وعن كيفية حصول هؤلاء المقاتلين على الطعام، ذكر رئيس عرفاء عطايا: «يقيم هؤلاء المقاتلون على محلات البقالة التي تم فتحها من قبلهم بطرق غير مشروعة».

وذكر أيضًا بعض العسكريين عثورهم على «ترامادول» من أجل ما وصفوه بـ «الشجاعة المكتسبة».

النمس والعظمة وأبو الزبير الليبي
ستة أشهر على معارك الصابري منذ انطلاقها، ولا تزال عملية الحسم غير واضحة؛ الأمر الذي أثار بعض الجدل في حي الصابري وسبب تركز هؤلاء المقاتلين في الصابري تحديدًا.

وحول تركز المقاتلين في الحي قال رئيس قوة المهام الخاصة ومكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية، فرج قعيم: «الساحل البحري يمثل للجماعات المتشددة المتمركزة بالصابري خطًا خلفيًا للدعم اللوجيستي؛ وبطبيعة الحي الممتدة على الشريط الساحلي، يستخدم في ممرات بحرية من الصعوبة بمكان إقفال هذا المنفذ بسهولة، لاسيما إذا كان المقاتل في هذا الحي يريد أن يحافظ على ظهره محميًا وآمنًا فلن يجد مكانًا أفضل من البحر»، مضيفًا: «إن المقاتلين من الداخل يستغلون مرسى جليانة البحري لجلب القناصة والذخيرة ونقل الجرحى».

وأشار قعيم إلى استخدام هذه الجماعات لسراديب، بالإضافة إلى شبكة الصرف الصحي، التي تصب في البحر. ووفق معلومات خاصة حصل عليها مراسل «بوابة الوسط»، فإن الحي بطبيعته الخاصة يمثل الحاضنة ونقطة استقطاب للمتطرفين بمختلف أيديولوجياتهم. وأفاد عنصران من أنصار الشريعة، منهم أبوزبير الليبي، أن هناك عددًا من قيادات التنظيم تقطن في حي الصابري من بينهم محمود البرعصي وفرج بورأس المكنى «العظمة»، الذي كان نزيلاً بسجن أبوسليم، بالإضافة إلى قيادي آخر يدعى النمس.

خلايا عنقودية في الصابري
أما عبدربه الشريف المكنى بأبي البراء فذكر أن مرد ذلك يعود إلى أن طبيعة التخطيط العمراني بحي الصابري جعلت من وصفهم بـ«جنود الخلافة» يخوضون قتال شوارع، والقيام بعمليات كر وفر، نظرًا لضيق الشوارع والأزقة.

وحول هوية المقاتلين ذكر أبوالزبير الليبي، المحجوز لدى السلطات الأمنية، أن المقاتلين من مختلف الجماعات الإسلامية، ينتمي بعضهم إلى جماعة أنصار الشريعة وأميرهم بالصابري يدعى بورأس علي العضمة، وبعضهم ينتمي إلى تنظيم داعش، يقودهم محمود البرعصي، ومقاتلون من الدروع بقيادة أبناء الرملي، بالإضافة إلى الخارجين عن القانون.

البحر سر قوتهم
وقال أبوالزبير الليبي إن العمل العسكري داخل الصابري تقوم به خلايا تضم كل خلية منها خمسة عناصر، ويتصل شخص واحد فقط من كل خلية بالخلايا الأخرى، «ولذلك فإن كثيرًا من التفاصيل تكون غير واضح للخلية الأخرى، لكن سمعنا عن أحمد العقيلي، وسليمان بوعزة من السلماني، وبن سريت».

وقال القائد الميداني إبان حرب التحرير عبدالجواد البدين لمراسل «بوابة الوسط»: «إن الاحتكاكات السابقة مثلت خلفية نبهت قيادات الدروع لبعض الهفوات والثغرات، بإنشاء المعسكرات في أرض خلاء، ما يجعلها عرضة للمحاصرة والسقوط من بينها اقتحام الدرع رقم واحد يوم 7 يونيو 2013، ومعسكر راف الله السحاتي، ومعسكر 17 فبراير في جمعة إنقاذ بنغازي الأولى والثانية، فكانت هذه المعسكرات تتعرض للمحاصرة بإقفال الطرقات المؤدية إليها، كما تقطع طرق الإمدادات من حولها، ما جعلهم يفكرون في استراتيجيات بديلة عن المعسكرات، أو المباني داخل الأحياء التي لا تتصل بالبحر».

وأضاف البدين أن الدروع استعملوا حي الصابري نظرًا لاتصاله بالبحر كمنفذ للتواصل المفتوح بالمدن الأخرى، وربما حتى العالم الخارجي، فمقار الدروع منذ البداية كان أغلبها منتشر على البحر.

بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار
بالصور: «بوابة الوسط» تدخل حي الصابري وترصد مظاهر الدمار

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري الثالث (صور)
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري ...
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق لحكومة موحدة وانتخابات
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق ...
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من التداول
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من ...
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم