ذكر الكاتب والباحث الليبي محمد الجارح أن انتشار تنظيم «داعش» في ليبيا ونجاحه في السيطرة «بسهولة ودون مجهود يذكر» على بعض المناطق، إنما يدل على مدى فشل الدولة في ليبيا، مشددًا على ضرورة وجود استراتيجية فعَّالة ومنظمة للتغلب على التنظيم.

وأضاف زميل «معهد رفيق الحريري» للدراسات، في مقال منشور بموقع جريدة «فورين بوليسي» الأميركية، أن قتل التنظيم 21 مصريًا مسيحيًا دفع القاهرة لشن ضربات جوية على معاقله في مدينة درنة، في تدخل جديد داخل الأراضي الليبية منذ حملة حلف «الناتو» العام 2011، في ظل الفوضى وعدم الاستقرار المسيطرين على الدولة.

وتابع الكاتب: إن الضربات الجوية المصرية كانت متوقعة نظرًا لتعرض أمن مصر القومي للخطر بسبب الفوضى في جارتها الليبية، وأثارت تلك الضربات عددًا من ردود الفعل داخل ليبيا بين المرحب بها والمطالب بمزيد من الضربات وبين المشكك في نوايا مصر.

وألقى الكاتب، في مقاله المنشور أمس الثلاثاء، اللوم على الدول الغربية وترددها في القيام بدور أكثر فاعلية داخل البلاد مما تسبب في الفوضى الحالية، وأكد أن تنظيم «داعش» يتمركز بشكل جيد داخل ليبيا ويستغل انعدام وجود حكومة موحدة ومؤسسات قوية، ويرى الكاتب أن الضربات المصرية قد تتسبب في انضمام عدد أكبر من الليبيين والأجانب إلى التنظيم.

القضاء على «داعش» يحتاج استراتيجية قوية طويلة المدى

وعن الاستراتيجية الأفضل للقضاء على التنظيم، يرى الكاتب أن الدول التي تريد القضاء عليه يجب أن تتبع استراتيجية محكمة لتكون فعَّالة على المدى الطويل، وأضاف أن الضربات الجوية المصرية ربما تحصل على دعم في ليبيا ومصر، لكن على المدى الطويل لن تكون فعَّالة، فأي استراتيجية يجب أن تقوم على خطة محكمة لتأمين الحدود تفاديًا لأي أعمال ثأرية أو تهريب السلاح أو عبور المجاهدين.

وتابع الكاتب: إن أي تدخل خارجي يجب أن يقوم بحماية المنشآت والموانئ النفطية الحيوية، وعلى المدى الطويل، من الضروري بناء المؤسسات الأمنية والدفاعية، والتوزيع العادل للفرص الاقتصادية والاستفادة منها، والبعد عن سياسات الإقصاء والظلم وعدم المحاسبة.

وفي نهاية مقاله، يؤكد الكاتب أن الأزمة في ليبيا أصبحت إقليمية ودولية وليست محلية فقط، ورغم أن حلاً ليبيًا خالصًا للأزمة هو الأفضل، لكن الليبيين تنقصهم القدرة على حل مشاكلهم وحدهم، ولهذا أى حلول يجب تنسيقها مع شركاء ليبيا الدوليين الداعمين الديمقراطية وحكم القانون.