حلل موقع شبكة «بلومبرغ» الإخبارية الأميركية نداءات التدخل العسكري في ليبيا، التي تصاعدت عقب ذبح 21 مصريًا على يد تنظيم «داعش» في الأراضي الليبية، وأشار إلى أنها استجابة غير مناسبة للحدث قد تحول الأمور للأسوأ.

التدخل نظرية غير واقعية
رأت افتتاحية «بلومبرغ»، المنشورة أمس الثلاثاء، أن التدخل في ليبيا ليس الحل أو الرد الأمثل على ما فعله «داعش»، كما أشارت إلى أن حدوث التدخل هو افتراض بعيد الحدوث.

واعتمدت «بلومبرغ» على تحليلات لمواقف وخطوات دول، فاستبعدت قيادة مجلس الأمن لتدخل دولي في ليبيا لأن عضوتيه، الصين وروسيا، سترفضان التدخل مثلما عارضتا التدخل الأميركي سابقًا في ليبيا العام 2011.

وأكدت عدم نجاح التدخل إذا اعتمد على مصر وحدها لأن جيشها الذي يعد الأقوى عربيًا لن يتمكن من التدخل بشكل حاسم في مساحات ليبيا الواسعة. وبالنسبة لإيطاليا فقد عرضت خمسة آلاف جندي فقط للمشاركة، فيما لا يريد الرئيس الأميركي باراك أوباما ساحة معركة جديدة بالشرق الأوسط.

«التدخل» يساعد «داعش»
وتوقعت الافتتاحية أن تصب نتائج التدخل في صالح تنظيم «داعش» بأكثر من طريقة، مشيرةً إلى أن التنظيم سيعمل على الاستفادة من وجود جنود أوروبيين مقبلين على سواحل ليبيا لزيادة عدد المنضمين له بإثبات شرعيته كمدافع عن الإسلام ضد «أتباع الصليب»، وأشارت الافتتاحية أن أي قوة خارجية ستتورط حتمًا في الصراع الداخلي في ليبيا.

«نقطة إيجابية»
وفي وسط القلق المتنامي من انتشار تنظيم «داعش» في مناطق كثيرة، رأت الافتتاحية أن لمحة من الأخبار الجيدة هي أن وحشية وطموح «داعش» في ليبيا تسبب في انقلاب كثير من التشكيلات والفصائل الإسلامية ضده.

ورأت الافتتاحية أن الحل يكمن في دعم المحادثات التي انطلقت برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها في ليبيا برناردينو ليون، والتي تحرز تقدمًا بطيئًا نسبيًا. وأشارت إلى أنها تستحق التشجيع والدعم للتوصل لحكومة وحدة وطنية وهي الطريقة الأمثل لوقف العنف واستكمال جهود الإغاثة.

واقترحت الافتتاحية عددًا من الحلول التي يمكن لبعض الدول القيام بها لمساعدة ليبيا، فطرحت قيام الاتحاد الأوروبي بدوريات بحرية أكثر قوة وبعيدة المدى تغطي المياه على بعد 30 ميلاً من إيطاليا .

ووجهت الافتتاحية اقتراحًا لأميركا وأوروبا معًا بالقيام بالمزيد لمساعدة جيران ليبيا لحماية حدودهم ووقف تمدد تنظيم «داعش» عبر تزويدهم بالمعلومات المخابراتية والتدريب والسلاح.