أثارت المطالب المتصاعدة بضرورة وضع آلية للتدخل في ليبيا لمواجهة خطر التنظيمات المتشددة، ردود فعل غالبية الصحف الأوروبية، اليوم الثلاثاء، التي رأت حتمية التدخل، لأن ما يحدث في ليبيا بات يطول المصالح المباشرة للقارة الأوروبية.

وطالبت جريدة «أي- بي- ثي» الإسبانية، أوروبا بالاستعداد للتدخل العسكري.

ورأت في افتتاحيتها أن «مجرد نظرة على خريطة منطقة البحر الأبيض المتوسط تؤكد القلق في معظم البلدان الأوروبية. وأن قيام المجرمين في سرت بقتل ضاحياهم ليس في الصحراء ولكن على ساحل البحر الأبيض المتوسط، الذى نتقاسمه مع الشعوب العربية في شمال أفريقيا هو في حد ذاته رسالة. والقتل الذي ارتكب ضد الأقباط يجب أن يُفسّر على كونه تهديدًا مباشرًا موجهًا إلى أوروبا ومحاولة للتخويف».

وأشارت الجريدة الإسبانية إلى أن منظمة حلف شمال الأطلسي نفذت أكبر مهمة فى أفغانستان، لأكثر من عقد من الزمان، وهو بلد يقع على أكثر من 6.000 كيلومتر من إسبانيا. وتابعت: «ربما يتعين علينا أن نعد أنفسنا للتدخل فى ليبيا، التى تبعد 300 كيلومتر فقط من سواحل الإيطالية، إذا أردنا تجنب أن يتحول جزءًا من شمال أفريقيا إلى قاعدة إرهابية، وألا تكون الأراضي الأوروبية فى متناول النيران».

دعوة لإعادة رسم مستقبل ليبيا وتوطيد هياكل الدولة

أما جريدة «ليبراسيون» الفرنسية الصادرة في باريس، فدعت إلى الإعداد لمستقبل ليبيا بشكل أكثر جدية مما يحدث عام 2011.

ورأت الجريدة عدم وجود بديل عن تدخل عسكري في ليبيا، داعية إلى وضع مهمة أكثر جدية مما حدث في الماضي.

وكتبت «ليبراسيون»: «بعد أربع سنوات، التدخل العسكري لم يأخذ في الاعتبار ضرورة الإعداد للمستقبل. لا يزال الحل الأكثر سوءًا هو عدم التدخل والسماح بتفشي الفوضى إلى أوروبا».

ضرورة أن يقوم التدخل الدولي على أسس قانونية بالتنسيق مع البلدان العربية وتحت رعاية أممية.

وأشارت إلى المطالبة الفرنسية الإيطالية بتنظيم تدخل دولي برعاية الأمم المتحدة، لافتة إلى ضرورة أن يقوم التدخل على أسس قانونية بالتنسيق مع البلدان العربية وتحت رعاية الأمم المتحدة.

واتهمت جريدة «كوريري ديل تيشينو» السويسرية، أوروبا بالتقاعس تجاه الوضع الليبي، قائلة إن الاتحاد الأوروبي يترك فرنسا تتحرك لوحدها على الصعيد الدولي، وأن أوروبا لا تهتم بحدودها الجنوبية أو تدفق اللاجئين ومواجهة التهديد الملموس الذي يُمثل التيار الإسلامي المتشدد.