اعتبر المحلل السياسي فريدريك ويهري، المعركة الحالية في ليبيا معركة للسيطرة على موانئ النفط الرئيسية، لكنها وجه واحدٌ فقط من أوجه الحرب «المعقدة والمنسية التي اجتاحت البلاد»، وأبرزت خلافات عميقة بين الأطراف المختلفة استغلتها قوى إقليمية وجماعات جهادية مثل تنظيم «القاعدة».

وحذَّر المحلل البارز ببرنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، ومقرها واشنطن، في مقاله بموقع مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية، من خطورة استمرار الحرب الليبية على الدول الأفريقية المجاورة وعلى الدول الأوروبية القريبة.

الحرب عزلت ليبيا

وأضاف، في مقاله المنشور أمس الاثنين، أنَّه بعد أكثر من ثلاث سنوات على رحيل القذافي، تفتقر ليبيا لوجود كيان سياسي موحد، فبدلاً عن وجود حكومة مركزية قوية، توجد حكومتان تتنافسان على الشرعية والسيادة.

وأوضح أنَّ كل ما فعلته الفصائل المتناحرة هو عزل ليبيا عن العالم الخارجي، إذ تدمَّرت المطارات الرئيسية، وأوقفت شركات الاستثمار الأجنبية مشاريعها داخل ليبيا، وبالمثل أغلقت السفارات الأجنبية أبوابها، وتركَّزت المعارك في الأشهر الأخيرة على موانئ النفط واحتياطات البنك المركزي.

وشدَّد الكاتب على أهمية مصادر النفط للدولة ووصفها بأنَّها «تراث ليبيا»، وهذا التراث يتم تبديده على يد الأطراف الليبية، على حد قول الكاتب.

الحوار هو الحل

كما أكد الكاتب في مقاله، أنَّ حوار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة هو الأمل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية، ويبقى السؤال الأهم: هل تملك الفصائل الليبية المختلفة القوة المطلوبة لإتمام اتفاق سلام نظرًا لطبيعة الجماعات المسلحة؟

ويعتقد الكاتب أنَّ التهديد الناتج من تنظيم «داعش» داخل ليبيا سيؤدي إلى ترجيح كفة المعتدلين.

ويرى الكاتب وجود اختلاف في وجهات النظر حول أسباب الحرب بين الطرفين، إذ قال، من خلال مشاهداته في مدينة مصراته: «في مصراته الحرب ليست حول النفط فقط، لكنهم يحاولون منع عودة ما وصفوه بـ(الدولة العميقة) والتي يقودها حفتر». وأضاف: «على الجانب الآخر، يرى قادة عملية الكرامة أنَّ هدف الحرب هو حماية الدولة من حكومة يسيطر عليها إسلاميون متشددون أو إرهابيون، ويقول قادة الكرامة إنَّ عناصر من تنظيم (أنصار الشريعة) تقاتل مع مصراته».