سلط تقريرٌ بموقع جريدة «ذا تلغراف» البريطانية الضوء على أوضاع الخدمات الطبية في مدينة بنغازي، مشددًا على أنَّ الفوضى التي تشهدها ليبيا تتسبب في عواقب إنسانية وخيمة.

وأكد التقرير، المنشور الجمعة، أنَّ عمليات القتال تسببت في قطع طرق الإمدادات الطبية ونقص الدواء في المراكز الصحية، إلى الحد الذي أجبر المركز الطبي على طلب المساعدات الطبية مثل القفازات والأدوات الجراحية حتى أغطية الأسِرَّة.

ونقل التقرير عن بعض الأطباء قولهم: «تواجه المستشفيات في بنغازي كارثة طبية».

وأشار التقرير إلى أنَّ الأدوية والأدوات الطبية المتبقية داخل المركز تكفي ثلاثة أسابيع فقط.
ونقل عن أحد العاملون بالمركز قوله: «لقد تُركنا وحدنا لنواجه كارثة طبية. ولم يُرسِل أي طرف مساعدات رغم نداءاتنا المستمرة».

وأوضح التقرير أنَّ الأوضاع الأمنية داخل ليبيا محفوفة بالمخاطر، ودفعت جميع منظَّمات الإغاثة الدولية إلى الانسحاب خارج البلاد، وأجبرت عددًا كبيرًا من المستشفيات على الإغلاق، وتحوَّلت إحدى المدارس شرق بنغازي إلى جناح لعلاج الأمراض النفسية يضم قرابة 300 مريض، فضلاً عن إغلاق ميناء ومطار بنغازي وهما المصدر الرئيسي للأدوية والإمدادات الطبية.

وقال رمضان ميلاد، مدير مستشفى بنغازي للأمراض النفسية، إنَّ حالة مرضاه تسوء بشدة بسبب أصوات المعارك، مضيفًا في مكالمة مع الجريدة من بنغازي: «نحن معلقون في خيط. كيف يمكن لمثل هؤلاء المرضى البقاء سالمين في ظل القصف وأصوات المدافع».

وأظهرت صور المدينة كم الدمار الذي لحق بها، وفقًا للتقرير. وتعاني الأحياء السكنية المأهولة الانقطاع المستمر في الكهرباء والإمدادات الغذائية.

وترى الجريدة أنَّ عمليات القتال في مدينة بنغازي تعكس صراعًا أكبر في ليبيا، حيث توجد حكومتان وبرلمانان كل منهما يتحكم في عدد من الجماعات المسلحة ويتنافس من أجل السلطة، مما يثير المخاوف من أنْ يوفر فراغ السلطة الذي تشهده ليبيا أرضًا خصبة للجهاديين.