أكدت تقارير صحف غربية أنَّ الهجوم على فندق «كورنثيا»، الثلاثاء، الذي أعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عنه يمثِّل إشارة لتوسع نفوذ التنظيم في ليبيا، وأنَّه يمثل استعراضًا للقوى، وأكدت تقارير أنَّ الحادث يجعل من محادثات جنيف أمرًا ملحًّا بصورة أكبر.

وشهدت العاصمة الليبية (طرابلس) هجومًا على فندق «كورنثيا» تسبب في مقتل ثمانية أفراد بينهم أجانب وإصابة 12، وأعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عن الهجوم وسمَّاه «غزوة أبو أنس الليبي»، وأعقب ذلك تبرؤ أسرة أبو أنس من الحادث.

الهجوم يزيد من أهمية محادثات جنيف
أكدت جريدة «ذا غارديان» البريطانية في تقرير نشرته اليوم الخميس، أنَّ الهجوم يؤكد ضرورة محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنَّ المسؤولين في حوار جنيف يسابقون الوقت للوصول إلى خطط للحل قبل أن يسيطر التنظيم على مناطق أوسع في ليبيا.

ووفقًا للجريدة، تزيد قوة «داعش» المتنامية في ليبيا من مخاوف الغرب بسبب قرب ليبيا من أوروبا، مما يجعل القارة الأوروبية هدفًا مغريًّا للتشكيلات المسلحة هناك. وأكد التقرير أنَّ أهم المخاطر في ليبيا الآن هو توقع حدوث أزمة إنسانية كبرى مع قرب نفاد الأموال في البلد.

«داعش» يستعرض عضلاته
ويكشف الهجوم توسع سيطرة تنظيم «داعش» في ليبيا «التي أصبحت تسودها الفوضى»، ويثير تساؤلات حول وجود تنسيق مع قيادات التنظيم في سورية والعراق في هذا الهجوم، ووفقًا لتقرير «وكالة أسوشيتد برس»، الذي نشرته جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس الأربعاء.

وأكد تقرير «ذا غارديان» أنَّ التنظيم هو المستفيد الأكبر حتى الآن من «حالة الفوضى وانعدام القانون في ليبيا» في تكوين قوى له في الولايات الثلاث التي أعلنها (طرابلس وبرقة وفزان)، مشيرة إلى عمليات قطع الرؤوس واستعراضات القوى العسكرية التي يقوم بها.

ووفقًا للجريدة البريطانية فإنَّ «الهجوم يمثل آخر استعراضات العضلات للتنظيم في البلد الذي يتوجَّه نحو مستويات دمار من النوع السوري».

وأكد تقرير «أسوشيتد برس» أنَه يوجد أمام الدول الغربية خيارات قليلة في مقاتلة مثل هذه التنظيمات مع سيطرة كثير من التشكيلات المسلحة على مناطق مختلفة من ليبيا، وعدم قدرة حكومة مجلس النواب المعترف بها دوليًّا على السيطرة على قطاعات واسعة من ليبيا.

وأعاد تقريرٌ بجريدة «واشنطن تايمز» الأميركية التأكيد على الدلالات التي يمثلها الحادث واصفًا إياه بـ«الأكثر وقاحة بين الهجمات التي قام بها الجهاديين الذين أعلنوا ولاءهم للتنظيم في ليبيا». و«أنَّه يزيد التكهنات حول اتساع نفوذ التنظيم في شمال أفريقيا».