Atwasat

«ذي إيكونوميست» تدعو الغرب إلى التدخل في ليبيا بـ«الدبلوماسية الحيوية»

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 12 يناير 2015, 09:24 مساء
WTV_Frequency

دعت مجلة «ذي إيكونوميست»، البريطانية، الغرب إلى عدم التفكير «بالتدخل عسكريًا» في ليبيا، ونصحت بالتدخل «عبر المزيد من الدبلوماسية الحيوية»، التي رأت أنها «ما زال لديها فرصة لاحتواء النزاع»؛ لأن هناك «الكثير من المصالح المعرضة للخطر».

واعتبرت «الافتتاحية التحليلية» للمجلة، التي نشرت يوم الجمعة 9 يناير الجاري، تحت عنوان «ليبيا... الدولة الفاشلة القادمة»، أن «أي حمام دم» في ليبيا سيؤدي إلى تدفق الآلاف من اللاجئين عبر المتوسط، وأن «الجهاديين في تورا بورا واليمن والصومال لديهم عادة في تغذية الغلاة الذين يستهدفون نيويورك وباريس».

معركة دبلوماسية
ودعت المجلة أيضًا كلاً من «الأمم المتحدة والجامعة العربية والحكومات الغربية الرئيسية إلى الانضمام إلى المعركة الدبلوماسية (بشكل أكبر وبتصميم أكثر)»، وقالت إن «هناك حاجة لانعقاد (مؤتمر أصدقاء ليبيا) لكبح القوى الإقليمية التي تستخدم ليبيا كميدان معركة، والالتزام باحترام تعهداتها بفرض حظر على السلاح إلى ليبيا وهي التعهدات التي قدمتها في السابق ولم تحترمها». واعتبرت أن «الأمر المنطقي الوحيد هو السعي لمحاولة بناء حكومة وحدة وطنية مدعومة بدستور جديد يقدم حكمًا ذاتيًا للمناطق والمدن الرئيسية». إلا أنها أشارت إلى أنه (رغم أنه يتوجب الاعتراف بأن مشروعًا كهذا لم يعرف عنه النجاح إلا نادرًا في العالم العربي الذي يحظى فيه المنتصر بكل شيء لوحده).

في حالة الوصول إلى اتفاق عبر المفاوضات فإنه يتوجب إرسال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة

ورأت المجلة إمكانية «تسريب» بعض إيرادات النفط في «حسابات مصرفية» تكون خاضعة لإشراف «الأمم المتحدة»، بحيث يتم إعادة توزيع العوائد على «الخدمات العامة»، فيما أطلقت عليه «الجهتين المتنازعتين»، مشيرة إلى أنه «وفي حالة الوصول إلى اتفاق عبر المفاوضات فإنه يتوجب إرسال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة».

بالكاد تكون دولة
ووصفت «الافتتاحية التحليلية» للمجلة أن ليبيا هذه الأيام «بالكاد تكون بلدًا وعلى الإطلاق»، مشيرة إلى أن «الفصائل التي عملت معًا على إسقاط معمر القذافي لم تعد تهتم بتسوية خلافاتها عبر المباحثات»، وقالت إن «الجزء الشرقي من البلاد واقع تحت سيطرة (تحالف علماني) إن أمكن الوصف ومقره طبرق، وفي الغرب هناك خليط من مجموعات مقرها طرابلس ومصراتة.. وتدعم هذه المجموعات ميليشيات إسلامية متشددة».

وأشارت الافتتاحية إلى الاستقطاب الإقليمي تجاه ما يجري في ليبيا، وقالت: «إن الآخرين تم جرّهم إلى المعركة»، ورأت أن كلاً من «تركيا وقطر والسودان تقف إلى جانب الفصائل ذات الميل الإسلامي. في حين أن مصر والإمارات العربية ضمن آخرين تدعم التحالف الشرقي الذي يحظى أكثر بالاعتراف».

«السُم الليبي»
وأضافت: «المشكلة أن السم الليبي بدأ ينسكب ويمتد عبر جزء كبير من بلدان الساحل وفي الدغل الأفريقي جنوب الصحراء الكبرى من مالي في الغرب وعبر النيجر وشمال نيجيريا ويتجه شرقًا نحو السودان والصومال، بل وحتى صحراء سيناء في مصر المجاورة لإسرائيل»، وأن «القبائل العربية والمجموعات الإثنية الأخرى في الجنوب الوعر تعيش وضعًا منفلتًا؛ حيث تهريب السلاح وتهريب البشر وتوفير ملاجئ آمنة للجهاديين المؤيدين للقاعدة، بل توفر ملجأ حتى للقتلة من الدولة الإسلامية في العراق وسورية».

ورأت «ذي إيكونوميست» أنه بعد مرور أربع سنوات على ما صار يعرف بـ«الربيع العربي»، فإن «دُولَه كلها تكاد تكون في حالة يرثى لها»، مشيرة إلى أن تونس هي الاستثناء الوحيد، فيما باتت ليبيا المجاورة والمترامية الأطراف والغنية بالنفط تسير نحو «الانحدار سريعًا وبشكل فوضوي مثلما يحدث في سورية، وبدأت فعليًا في استقطاب الأجانب»؛ مما جعلها «تشكل تهديدًا للغرب».

الفشل الغربي
واعتبرت المجلة أن الغرب حاول عدم التدخل في ليبيا «بسبب الفشل الغربي في العراق وأفغانستان»، إلا أن الدول الثلاثة أميركا وفرنسا وبريطانيا تدخلوا «بتردد في إبعاد القذافي بغرض منعه من قتل مواطنيه من الليبيين»، لكنهم مصممون على «عدم الانجرار نحو الإشراف على ما أملته ليبيا من تغيير نحو الديمقراطية، دع عنك التدخل العسكري على الأرض»، وتركت الأمور للأمم المتحدة والليبيين أنفسهم، الذين أصرّوا على إصلاح ذات البين بينهم بأنفسهم.

مهمة الليبيين أسهل من السوريين أو العراقيين أو اليمنيين؛ لأن ليبيا بلد غني ومتجانس في الدين والطبقات والأعراق

فشل القذافي
وقالت: «إن فشل القذافي في بناء أي إطار مؤسسي للبلاد جعل المهمة مثبطة لهمم الليبيين من ذوي النوايا الحسنة»، وأنه «إدراكًا من الأمم المتحدة لسمعة الغرب السيئة في أعين العديد من العرب، لم تطلب من القوى الأوروبية أو أميركا التدخل. وبعد مقتل السفير الأميركي هناك مسح باراك أوباما يديه ببساطة من ليبيا. ولم يسرع الأوروبيون لملء الفراغ».

وفي نهاية المقال دعت المجلة الليبيين إلى «أن ينقذوا ليبيا». وقالت إن «مهمتهم هي أسهل من مهمة السوريين أو العراقيين أو اليمنيين؛ لأن ليبيا بلد غني وعدد سكانه صغير ومتجانسين لحد بعيد في الدين والطبقات والأعراق». لكنّها رأت «أن الليبيين ما زالوا في حاجة إلى المساعدة»، داعية العالم «ألا يترك ليبيا لوحدها؛ لأن ليبيا التي تعمها الفوضى تشكل خطرًا جسيمًا عليه».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تحرك عسكري روسي «غامض» في ليبيا
تحرك عسكري روسي «غامض» في ليبيا
محكمة أجدابيا تعين لجنة حراسة قضائية على أموال مؤسسة الاستثمار
محكمة أجدابيا تعين لجنة حراسة قضائية على أموال مؤسسة الاستثمار
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 16 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الثلاثاء 16 أبريل 2024)
بعد صيانة طارئة.. إعادة الكهرباء إلى منطقة جارف
بعد صيانة طارئة.. إعادة الكهرباء إلى منطقة جارف
التحكيم الدولي.. فصل جديد في قصة الأمير البلجيكي والمؤسسة الليبية للاستثمار
التحكيم الدولي.. فصل جديد في قصة الأمير البلجيكي والمؤسسة الليبية...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم