توقَّعت مجلة «ذي إيكونومست» البريطانية فشل التدخل العسكري في إنهاء الصراع الليبي. ووصفت المجلة الوضع في ليبيا حاليًّا بأنَّه يرثى له، وسقوطها الفوضوي يجرُّ البلاد المحيطة بها إلى الفوضى، ويشكِّل خطرًا على الدول الغربية وأوروبا بصفة خاصة.

وقالت المجلة: «في ظل الأوضاع الحالية، بالكاد يمكننا القول على ليبيا إنَّها دولة، إذ تخلت جميع الأطراف المتنافسة عن المفاوضات لحل خلافاتها مع وجود حكومتين دون أجهزة أمنية فعالة أو جيش، وقيام الجماعات المسلحة بإرهاب المواطنين وسرقة المتبقي من ثروة البلاد، وتدمير البقية الباقية من البنية التحتية وقتل وتعذيب أي معارض».

وحثَّ المقال، الذي نُشر اليوم السبت، المجتمع الدولي والدول الغربية على الابتعاد عن خيار التدخل العسكري في ليبيا، مشددًا على أهمية اتباع الطرق الدبلوماسية لاحتواء الأزمة، لأنَّ أية عمليات عسكرية داخل ليبيا ستدفع آلاف اللاجئين إلى أوروبا، فضلاً عن زيادة الجهاديين والبؤر الإرهابية.

ولإنهاء الصراع، يرى المقال أنَّه على الأمم المتحدة والجامعة العربية الانضمام إلى الجهود الدبلوماسية، وضرورة عقد مؤتمر «أصدقاء ليبيا» وإجبار الدول الإقليمية، التي تستخدم ليبيا كساحة معركة في حرب للوكالة، على الالتزام بحظر توريد الأسلحة داخل ليبيا.

وأكدت المجلة البريطانية ضرورة الضغط لتكوين حكومة وحدة وطنية مدعومة بدستور جديد يضمن الحكم الذاتي للأقاليم والمدن الكبرى، وإعادة توزيع بعض عائدات النفط على قطاع الخدمات العامة في المناطق الواقعة تحت سيطرة جانبي الصراع تحت إشراف الأمم المتحدة، وإرسال قوات لحفظ الأمن في حال الوصول إلى اتفاق.