Atwasat

«فايننشال تايمز»: محافظا المركزي يتنافسان على عوائد النفط

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 08 ديسمبر 2014, 06:09 مساء
WTV_Frequency

نشرت صحيفة فايننشال تايمز، اليوم الاثنين، تقريرًا عن ليبيا بعنوان «محافظا المركزي يتنافسان على السيطرة على عوائد النفط».

وقال التقرير إن «الانقسام الذي أحدثته الحرب الأهلية في ليبيا لم يجعلها فقط ميدانًا لمنافسة بين حكومتين تتقاتلان من أجل السلطة، بل طالت المنافسة محافظي مصرفها المركزي؛ مما يمهد الطريق أمام صراع حول السيطرة على عوائد النفط واحتياطي العملة الأجنبية».

ويتولى إدارة المصرف المركزي في طرابلس الصديق عمر الكبير، رغم أنه طرد من منصبه كمحافظ في سبتمبر من قبل مجلس النواب المعترف به دوليًا.

والكبير الذي يقاوم قضائيًا قرار إقالته، واصل دفع مرتبات الدولة والسلع التموينية في كل ليبيا، إلا أنه أوقف أوجه الإنفاق الأخرى المتفق عليها قبل انقسام الحكومة، بحسب الصحيفة.

وقام برلمان طبرق بتعيين علي حبري النائب السابق للمحافظ بديلاً للكبير، إلا أن حبري لا يملك صلاحية التصرف في الأصول المالية الوطنية التي ما زالت تدار من طرابلس العاصمة.

التنافس على إدارة المؤسسات
هذا التنافس على إدارة المؤسسات الوطنية في بلاد تشهد حربًا في أرجائها يهدد بدفع البلاد إلى شفا الانقسام.

وأضاف التقرير أن عبدالسلام نصّيه الذي يترأس اللجنة البرلمانية المالية، يقول إن «الأمر صعب للحكومة في شرق البلاد لعدم وجود أموال. ولا يمكننا المواصلة على هذا الشكل في السنة المقبلة؛ حيث يتوجب أن تكون لنا موازنة. وقد وعد حبري باتخاذ إجراءات لتحويل الحسابات».

وقال حبري للصحيفة إنه يهدف إلى استعادة السيطرة على حسابات العوائد النفطية بحلول يناير إذا لم يتوصل الوصول إلى «صيغة توافقية» مع طرابلس التي ما زالت في قبضة تحالف فجر ليبيا ذي الميول الإسلامية.

وقلل حبري من شأن الصعوبات المتعلقة بحصوله على مداخل لتلك الحسابات، إلا أنه اعترف بأن اتخاذ إجراء في الخصوص قد يسبب استجابة قوية من طرابلس. وقال إن: «تحويل العـوائد أمر سهل جدًا، لكننا ندرس ردود أفعال الطرف الآخر. ويمكنك توقع أي شيء. لذلك فإن الجانب الأمني لديك يجب أن يتسم بالقوة. لأن قيامنا بالاستحواذ على الأصول قد يزيد الحرب اشتعالاً، ولهذا نحن حريصون ألا يحدث ذلك».

وأضاف: «ولكي تموّل نفسها في الربع الأخير لسنة 2014 قامت حكومة طبرق ببيع سندات وزارة المالية إلى المصارف المحلية بقيمته 2.3 مليار جنيه إسترليني».

الخدمات المصرفية
واستنادًا إلى جمال عبدالملك رئيس مصرف التجارة والتنمية غير المملوك للدولة، فإن الخدمات المصرفية في شرق البلاد في حدها الأدنى بسبب الانقسام مع طرابلس. وأضاف: «المصرف المركزي في الغرب يستحوذ على كل شيء، في حين أن المصرف الذي في الشرق لا يملك شيئًا. وليس بمقدور فروعنا في شرق البلاد سوى القيام بتحويلات محدودة مثل تلك التي تقدم عبر شركة (ويسترن يونيون) لأن المعاملات لا تمر عبر المصرف المركزي في طرابلس. نحن نقوم بإرسال رسائل إلكترونية (إيميلات)، لكن المصرف في غرب البلاد لا يرد عليها، في حين أن المصرف المركزي في شرق البلاد لا توجد به أموال كافية».

الدبلوماسيون الغربيون الحريصون على منع ليبيا من الانقسام يتابعون باهتمام كيف يتعامل الطرفان مع المصرف المركزي والمؤسسات الأخرى مثل هيئة الاستثمار الليبية والصندوق السيادي والمؤسسة الوطنية للنفط.

المباحثات بين الأطراف
وأعلن برناردينو ليون رئيس بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا عن مباحثات بين القوى الموالية لسلطتي طبرق وطرابلس في الأسبوع المقبل، إلا أنه إلى الآن لم يتعهد أي طرف بحضورها، بحسب الصحيفة.

ونقل التقرير عن دبلوماسي غربي قوله: «نحن بالتأكيد نشجع الطرفين على عدم استغلال هذه المؤسسات، وأعتقد أن اتفاقًا حول (المؤسسات) سيكون أحد الأشياء التي ستسفر عنها المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة».

وكما هو الحال مع المصرف المركزي، طال التنافس رئيسي هيئة الاستثمار، والمؤسسة الوطنية للنفط. واستنادًا إلى نفس الدبلوماسي، فإن رئيسا هيئة الاستثمار التقيا صدفة مؤخرًا حينما وجدا نفسيهما يقيمان في نفس الفندق في لندن.

كما أن الرئيس المعين من قبل طبرق لمؤسسة النفط حضر في الشهر الماضي اجتماع أوبك في فيينا، بينما تم حظر منافسه المقيم في طرابلس من حضور الاجتماع، علمًا بأنه مازال يدير القطاع النفطي في البلاد ويتعامل مع الشركات الدولية، وفق التقرير.

ومن المحتمل أن ثمن الفشل في الوصول إلى اتفاق سيكون غاليًا. ويقول محمد الجارح، وهو محلل ليبي وزميل غير مقيم بالمجلس الأطلسي: «هناك إحساس بعدم اليقين حول من هو فعليًا يحكم ليبيا. ولكن هناك أولئك على الطرفين الذين يفهمون أن جهود السيد ليون يجب أن تنجح؛ لأنه إذا لم يتوفر اتفاق توافقي على تقاسم السلطة فإن البديل هو خسارة كل شيء».

تحذير دولي
وحذّر مسؤولون دوليون ومراقبون آخرون من فقدان ليبيا لثروتها المعتبرة إذا بقيت في حالة حرب مع نفسها. ويصل الإنتاج النفطي اليومي 800 ألف برميل، وهو نصف ما كانت تنتجه ليبيا يوميًا، كما أن انخفاض أسعار النفط يجعل من الضرورة الالتجاء إلى استخدام الاحتياطي لسد العجز في الموازنة التي تضخمت بمقدار النصف من الناتج المحلي الإجمالي.

ويقول محمد القرشي رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى ليبيا: «إن كل هبوط في أسعار النفط بنسبة 10% سوف يزيد من عجز الموازنة بنسبة 2%». ويرى أن البلاد في حاجة إلى أن تصل أسعار النفط سعر 135 دولارًا للبرميل بمستوى الإنتاج الحالي لضبط موازنتها التي وصلت 47 مليار دولار هذه السنة.

وكان سعر النفط توقف عند 68.77 دولارًا للبرميل، يوم الجمعة، في حين أن احتياطي العملة كان أكثر قليلاً من 100 مليار دولار في شهر أغسطس استنادًا إلى أرقام صندوق النقد الدولي، أي أقل من 121 مليار دولار التي كان عليها في بداية السنة.

وتابع القرشي: «إذا استمروا في فعل ما يفعلون وتواصل النزاع فإن الاحتياطي سيتعرض للنضوب في أربع سنوات».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الاستشعار عن بعد»: زلزال جنوب اليونان.. هل شعرتم به؟
«الاستشعار عن بعد»: زلزال جنوب اليونان.. هل شعرتم به؟
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم