Atwasat

الاغتيال: «ثقافة عصابات» احترفها المتطرفون

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 25 سبتمبر 2014, 01:07 مساء
WTV_Frequency

ذكر المدون والكاتب الصحفي الليبي وزميل معهد «أتلانتيك كاونسيل» محمد الجارح أن اغتيال الناشطين السياسيين سامي الكوافي وتوفيق بن سعود يلخص الحالة التي وصلت إليها ليبيا خلال العامين السابقين، ويهدد ما بقي من مساحة ضيقة من الحريات التي ما زال يتمتع بها بعض الليبيين، وذلك تعليقًا على الاغتيالات الأخيرة التي أصابت مدينة بنغازي والتي استهدفت نشطاء وعسكريين ومدنيين.

وقال الجارح في مقال له نشر بموقع صحيفة «فورين بوليسي» الأميركية أمس الأربعاء، إن توفيق وسامي على الرغم من صغر سنهما إلا أنهما كانا من أبرز رموز المجتمع المدني الليبي، وكانا يؤمنان بالدولة المدنية التي تضمن حقوق الإنسان والحريات، لكنهما دفعا حياتهما ثمنًا لهذه الأفكار، مضيفًا أن المجتمع المدني في ليبيا غير منظم، ولا يوجد ما يضمن سلامة وحماية النشطاء مما يدفعهم للرحيل من البلاد بحثًا عن ملجأ آمن خارج ليبيا.

واتهم الكاتب قيادات الجماعات المسلحة بخلق ما وصفه بـ «ثقافة العصابات»، وذلك بضم جيش من تابعين غير متعلمين وعاطلين مهمتهم نشر الفوضى في ليبيا، وشن حملة من الترهيب والتخويف للمجتمع المدني، وخطف وتهديد واستهداف السياسيين وأقاربهم والنشطاء والصحفيين، مضيفًا أن السياسيين الموالين لهذه الجماعات هم المستفيد الوحيد من هذه الفوضى التي تقوم بتصفية معارضيهم.

وتابع: «إن حرية التعبير أصبحت مهددة من مخاطر حقيقية مع استمرار تدهور الأوضاع في ليبيا»، ونقل الكاتب عن أحد النشطاء السياسيين في بنغازي قوله: «إذا أردت التعبير عن رأيك الآن ستواجه إما الموت أو الخروج من البلاد، وتعيش خائفًا على حياتك وحياة أسرتك».

وهاجم الكاتب محمد الجارح وسائل الإعلام الدولية لفشلها في نقل حقيقة ما يجري في ليبيا، وحقيقة المخاطر التي يتعرض لها أصحاب الرأي في الوقت نفسه الذي يتجاهل فيه قادة المجتمع الدولي الأوضاع المتردية في ليبيا، فالمجتمع الدولي عليه حماية حقوق الإنسان والمدنيين كما وعد العام 2011، وعليه الآن محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات.

ويتساءل هل يوجد دليل أكبر على فشل الدولة الليبية من اغتيال توفيق وسامي، وعدم محاسبة المسؤول عن ذلك حتى الآن؟

ويقول الكاتب إنه من غير المرجح أن يواجه قتلة توفيق وسامي وغيرهما من المدنيين العقاب أو محاسبة قانونية قريبًا، وهذا يمكنهم من الاستمرار في حملتهم الإرهابية، مضيفًا أنه في حال أرادت السلطات الليبية والمجتمع المدني الوصول إلى حل سلمي للأزمة الحالية عليهم تبني القضية التي مات من أجلها هؤلاء النشطاء وغيرهم.

الاغتيال: «ثقافة عصابات» احترفها المتطرفون

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لنقي: باتيلي كغيره من المبعوثين السابقين يديرون الأزمة ولا يحلونها
لنقي: باتيلي كغيره من المبعوثين السابقين يديرون الأزمة ولا ...
السفارة الأميركية تثمن جهود الشركاء المحليين في حفظ التراث الليبي
السفارة الأميركية تثمن جهود الشركاء المحليين في حفظ التراث الليبي
الكبير يبحث 3 ملفات مع محافظ المصرف المركزي التونسي
الكبير يبحث 3 ملفات مع محافظ المصرف المركزي التونسي
المقريف يوجه التعليم الخاص بالاستعداد لتنفيذ مبادرة اليوم الدراسي الكامل
المقريف يوجه التعليم الخاص بالاستعداد لتنفيذ مبادرة اليوم الدراسي...
عبيد: استقالة باتيلي متوقعة وعلى الليبيين إنجاح ملف المصالحة
عبيد: استقالة باتيلي متوقعة وعلى الليبيين إنجاح ملف المصالحة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم