تناولت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية في مقال لها السبت، الأوضاع الليبية الحالية، متسائلة كيف وصلت ليبيا إلى حالة الاستقطاب المسيطرة على الحالة السياسية.

وأشار المقال إلى أن طريقة حل الأزمة الحالية سيكون له تأثيرا كبيرا على نظام الحكم في ليبيا والإقليم بأكمله.

ورأى كاتب المقال، إتش إيه هيلير، باحث في معهد بروكينجز والمعهد الملكي للخدمات المتحدة ببريطانيا، أنه بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى تدهور الأوضاع بهذا الشكل، من الواضح أن حالة الاستقطاب التي تشهدها ليبيا له أسباب بعيدة ومترسخة، والسؤال الآن هو «كيف تتفادى ليبيا الدخول في حرب أهلية شاملة»؟.

وتابع الكاتب، أن مخاطر وقوع حرب أهلية يؤثر على المنطقة بأكملها، فليبيا «أصبحت خطرا إقليميا ودوليا لا يجب أن يستهان به، إذ تحولت البلاد إلى مرتع للجماعات الجهادية مثل أنصار الشريعة ومخرن لكميات كبيرة من السلاح»، وأدت الأوضاع الأمنية بالفعل إلى مقتل مواطنين من تونس ومصر.

ووفقا للكاتب فإن هناك بعض النقاط الهامة ينبغي على المجتمع الدولي التركيز عليها، أولها التحول من قوة السلاح إلى قوة السياسة وضمان مناقشة جميع الاتجاهات والآراء في جو سياسي مناسب بعيدا عن سيطرة السلاح، ولهذا من الضروري بناء ودعم مجلس النواب.

وأوضح كاتب المقال أن مجلس النواب لديه شرعية دولية وإقليمية ولم تقم أية دولة أجنبية برفض هذ الشرعية، وبالتالي فإن وجوده يسمح ببديل آخر لاستخدام السلاح، ويبقى على النواب التأكد من تمثيل جميع الليبيين في المجلس دون الالتفات لخلفياتهم السياسية.

وأضاف: «يجب أن يكون المجلس مثالا للقرارات السياسية المسؤولة التي تنأى بالأعضاء عن الأفعال الاستفزازية أو الحزبية».