Atwasat

«أسوشيتد برس»: ليبيا تدخل مرحلة الدولة الفاشلة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 10 سبتمبر 2014, 09:45 مساء
WTV_Frequency

رأى تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس أن ليبيا تنحدر إلى مستنقع الدولة الفاشلة؛ إثر سيطرة «التشكيلات المسلحة الإسلامية» وحلفائها على العاصمة طرابلس ومدن أخرى لتقيم حكومتها الخاصة وترفض برلمانًا انتُخب الصيف الحالي.

ووفقًا للتقرير الذي كتبه «ماغي ميشيل ولي كيث»، فإن استيلاء تلك المجموعات الشهر الماضي على العاصمة طرابلس دق ناقوس الخطر في الغرب، حيث يوجد ضمن تلك المجموعات متطرفون من بينهم «أنصار الشريعة» التي تحكم الآن مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، وهي الجماعة التي حملت مسؤولية قتل السفير الأميركي وثلاثة آخرين في هجوم شن العام 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي.

وأشار إلى تحذير وزير الدفاع الفرنسي في مقابلة، أمس الثلاثاء، من أن ليبيا باتت «مركزًا للإرهابيين» ودعوته إلى اتخاذ إجراء دولي، بالإضافة إلى حديثه عن تحرك قوات فرنسية عند الحدود الليبية.

لفت التقرير إلى قلق عام ينتاب الليبيين تجاه المتطرفين، ووقوف بلادهم على شفا التشرذم الكامل

ولفت التقرير إلى قلق عام ينتاب الليبيين تجاه المتطرفين، ووقوف بلادهم على شفا التشرذم الكامل، مشيرًا إلى أن القتال في طرابلس الشهر الماضي، وسيطرة التشكيلات المسلحة على العاصمة ومدينة بنغازي تسبب في فرار أكثر من 100 ألف ليبي من منازلهم، ودفع نحو 150 ألف عامل أجنبي إلى مغادرة البلاد، بالإضافة إلى تدمير مطار طرابلس الدولي وخطف العديد من المدنيين الذين يدعمون الطرف الآخر، في ممارسات وصفتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» هذا الأسبوع بأنها ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية.

مرحلة الدولة الفاشلة
وتتجاذب ليبيا الآن، حسب الوكالة، «حكومتان» متنافستان. واحدة في طرابلس أعلنها «إسلاميون» تدعمهم مجموعات تدعى «فجر ليبيا» تحكم سيطرتها على العاصمة، وعلى الجانب الآخر البرلمان الذي انتخب في يونيو الماضي والذي يهيمن عليه «سياسيون مناهضون للإسلاميين» أجبر على الفرار إلى مدينة طبرق الواقعة في أقصى الشرق الليبي عند الحدود مع مصر والتي تبعد أكثر من 1500 كلم عن العاصمة طرابلس، وهناك كلف البرلمان حكومته برئاسة رئيس الوزراء عبدالله الثني يدعمه جيش ضعيف وبعض الميليشيات، وتصطف البلاد جميعها بمدنها وبلداتها، قبائلها وأقلياتها العرقية وراء أحد الجانبين؛ مما يثير احتمالية اندلاع صراع أوسع وأعظم.

في معظم القسم الغربي من البلاد، ألقت «التشكيلات المسلحة» التي تسيطر على أغلب المدن بثقلها خلف الإسلاميين في طرابلس، ومع ذلك فإن سكان المدن أكثر انقسامًا، حيث أعلنت قبيلة التبو وقوفها إلى جانب حكومة الثني بعد أن أعلنت غريمتها القبائل العربية دعمها الحكومة التابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته.

«التشكيلات المسلحة» بطرابلس تسيطر على المباني الوزارية، لكن الموظفين في عمومهم يتجاهلون دعواتها بالتوجه إلى العمل

وأشار التقرير إلى أن «التشكيلات المسلحة» بطرابلس تسيطر على المباني الوزارية، لكن الموظفين في عمومهم يتجاهلون دعواتها بالتوجه إلى العمل، وليس ثمة من يصدر القرارات.

ونقلت الوكالة عن رئيس المكتب الإعلامي في وزارة الثقافة عادل صنع الله قوله: «لدينا وزارات من دون وزراء. لا يوجد أحد يمتلك السلطة، ولا موازنة. الحكومة في حال شلل».

وتابعت «أسوشيتد برس» أن نفط ليبيا لا يزال يتدفق، إذ يصدر نحو 740 ألف برميل يوميًا، في واحدة من العلامات المضيئة القليلة في البلاد، بحسب الوكالة، لافتة إلى أن الواردات تودع في المصرف المركزي، بينما يحاول الجانبين الضغط على البنك للحصول على المال، لكن حتى الآن يحاول المصرف البقاء على الحياد في الصراع. ويقوم المصرف المركزي بدفع رواتب موظفي الحكومة ولا أكثر من ذلك.
صراع على السلطة

مفارقات الفوضى
وفي لافتة وصفها التقرير بإحدى «المفارقات» الناجمة عن الفوضى في ليبيا، فإن أفراد «التشكيلات المسلحة» مازالوا يتلقون رواتب منذ تم إدراجهم في قوائم وزارة الدفاع أو الداخلية.

وصف التقرير الأزمة في ليبيا بأنها «صراع على السلطة أكثر منه مواجهة أيديولوجية»

ووصف التقرير الأزمة في ليبيا بأنها «صراع على السلطة أكثر منه مواجهة أيديولوجية»، ضاربًا مثالاً بأن «التشكيلات المسلحة» بمصراتة تعد القوة الرئيسية المتحالفة مع الإسلاميين وقادت عملية الاستيلاء على طرابلس، منوهة بأن كثيرًا من تلك «التشكيلات» لا تمتلك أيديولوجية إسلامية.

وتشهد ليبيا اضطرابات منذ الإطاحة بمعمر القذافي العام 2011. ولم تتعاف قوات الجيش والشرطة، التي كانت ضعيفة دائمًا في عهد القذافي، من الحرب وذهبت السلطة بدلاً من ذلك إلى «تشكيلات مسلحة» مدججة بالسلاح في أنحاء البلاد.

وفي الوقت نفسه، يكافح السياسيون لتشكيل حكومة فاعلة تعمل على جلب الديمقراطية. وانتخب البرلمان السابق، والمعروف باسم المؤتمر الوطني العام، في 2012 وشهد أغلبية ضئيلة من الإسلاميين بقيادة جماعة الإخوان المسلمين. لكن الانقسامات بين الإسلاميين وخصومهم قوضت من جهود الحكومة، وبدأ كل طرف في التحالف مع «تشكيلات مسلحة»، الأمر الذي تسبب في تحويل الخلافات السياسية إلى نزاع مسلح.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الدولار يواصل الارتفاع مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية
الدولار يواصل الارتفاع مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية
إعادة تشغيل الوحدة الأولى في محطة كهرباء حقل الاستقلال بعد صيانتها
إعادة تشغيل الوحدة الأولى في محطة كهرباء حقل الاستقلال بعد ...
حكومة الدبيبة: حصر 1549 ملفا للمتضررين من المياه الجوفية في زليتن
حكومة الدبيبة: حصر 1549 ملفا للمتضررين من المياه الجوفية في زليتن
تحذير أفريقي بعد تأجيل مؤتمر سرت.. ماذا قال وزير خارجية الكونغو؟
تحذير أفريقي بعد تأجيل مؤتمر سرت.. ماذا قال وزير خارجية الكونغو؟
عبد الصادق: 10 مليارات دولار لرفع إنتاج النفط الليبي إلى 1.4 مليون برميل
عبد الصادق: 10 مليارات دولار لرفع إنتاج النفط الليبي إلى 1.4 ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم