وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الأوضاع في ليبيا بالمزرية نتيجة فشل الحكومة في احتواء الجماعات المسلحة وزيادة وتيرة أعمال العنف وتحول مساحات كبيرة من البلاد إلى أراضٍ مثالية لتجنيد المقاتلين ومخازن لتهريب السلاح إلى تونس والجزائر ومالي.

وعلى الرغم من هذا يرى المقال أن هناك كثيرًا من الخطوات والإجراءات المتاحة أمام المجتمع الدولي والرئيس الأميركي باراك أوباما يمكن من خلالها مساعدة ليبيا في عبور المرحلة الانتقالية، لكن هذه الإجراءات تفتقر إلى التنسيق ومُعرضة جميعها لأعمال العنف.

أكد الكاتب أولاً أهمية دور الأمم المتحدة في التوسط للوصول إلى اتفاق الهدنة، لأنها تفتح المجال أمام المجتمع الدولي للسيطرة على عملية الانتقال السياسي في ليبيا كما حدث في اليمن، التي يحكمها اتفاق متعدد الأطراف منذ 2011. فبعثة الأمم المتحدة يجب أن تعود إلى ليبيا في أسرع وقت، على أن تكون مدعومة بكل الوسائل التي تمكنها من إحياء روح الوطنية التي وُجدت بعد موت القذافي، وفقًا للمقال.

ثانيًا، تكوين حكومة جديدة يتطلب جهودًا دبلوماسية من المجتمع الدولي حتى يتمكن رئيس الوزراء القادم من مباشرة أعماله دون الخوف من قوة وسيطرة الجماعات المسلحة، ويجب تنشيط عملية بناء المؤسسات والعمل على إنهاء دستور شمولي وتكوين حكومة قادرة على إقناع المقاتلين بتسليم الأسلحة أو مواجهة العواقب.

ثالثًا، يجب على الأمم المتحدة إعادة النظر في طلب رئيس الوزراء السابق على زيدان بتدريب ودعم قوات ليبية خاصة لحماية المنشآت الحيوية بمساعدة من الاتحاد الأوروبي والخدمات اللوجيستية التي تقدمها أميركا، والعمل على بناء جيش قوي تحت إشراف قوات الناتو لأن المؤسسات العسكرية الليبية ضعيفة للغاية ولم يتم بعد بناء نظام عسكري فعّال.