قالت الباحثة والناشطة السياسية الدكتورة أم العز الفارسي رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد جامعة بنغازي إن آمال الشعب الليبي معقودة علي نجاح القوى الوطنية التي وصلت إلى قبة البرلمان، وإمكانية توصلها إلى مجموعة من القرارات الحكيمة والرشيدة والشجاعة، لإنقاذ ليبيا من المخاطر التي تهدد وحدة وسلامة شعبها وأراضيها.
وأضافت الفارسي في تصريحات خاصة لـ«بوابة الوسط» أن هذا البرلمان يعد أول برلمان ليبي منذ 40 سنة، بعد أن نجح الشعب الليبي في إسقاط الدكتاتورية المتسلطة في ظل حكم القذافي، بعد ثورة 17 فبراير المجيدة التي أثبتت للعالم كله روعة وبسالة المواطن الليبي، ونضاله من أجل الحصول علي حريته وكرامته، والعيش في ظل دولة ديمقراطية دستورية حديثة، بعيدًا عن العنف والإرهاب.
وأكدت الدكتورة أم العز الفارسي أن هناك تحديات تواجه أحلام الشعب الليبي في إقامة دولة ديمقراطية حديثة، من أخطرها حالة التجاذبات والاستقطابات التي تغذيها بعض القوى المتشددة المدعومة بالأسلحة والأموال الفاسدة، مشددة على أن الشعب الليبي لديه أمل كبير في البرلمان ليكون الوسيلة الحقيقية لمنع هذه الصراعات، والوصول إلي استقرار الوطن، من خلال دعم الهيئة التأسيسية للدستور، والوصول إلى حكومة إنقاذ واستقرار وطني، تقوم علي أسس علمية حديثة، وتضع آفاقًا جديدة للحوار الوطني الشامل من أجل لم شمل الأسرة الليبية مرة أخرى، وتستعين بالخبرات المحلية والدولية في القضاء على الأسلحة المنتشرة في ليبيا والتي تهدد أمن واستقرار البلاد.
فضلاً عن اتخاذ موقف جاد وحاسم وشجاع لمنع التدخلات الأجنبية والإقليمية في ليبيا لأن مثل هذه التدخلات من شأنها تغذية الصراع في ليبيا وتحقيق مصالح أجنبية علي حساب القضية الليبية.
وأكدت على أن نجاح البرلمان الليبي معقود على قراءته لأسباب فشل المؤتمر الوطني وكان من أبرزها عدم احترامه للإعلان الدستوري، رغم أنه لم يكن إعلانًا موفقًا إلا أنه حظي بقبول الأغلبية أملاً في الوصول إلى شرعية مؤسسات المرحلة الانتقالية.
وأشارت إلى أن المؤتمر الوطني استجاب بكل أسف لضغوط وتخوفات ذات صيغة جهوية، وأجندات إقليمية ودولية ليس من مصلحتها استقرار ليبيا، مشيرة إلى أن المؤتمر الوطني لم يستعن بالخبرات الوطنية التي عانت الويلات من نظام القذافي، رغم أنهم حاولوا تقديم كل الدعم للمؤتمر.
تعليقات