ذكر كريس ستيفن مراسل الجارديان أن الأزمة التي تعيشها ليبيا الآن كانت بسبب المجلس الوطني الإنتقالي الذي ساهم في انتخاب أول برلمان ديمقراطي للبلاد في الوقت الذي احتفظت فيه المليشيات بسلاحها فبدلا من أن يستخدم المجلس الوطني نفوذه والبداية الموفقة للثورة الليبية بعد سقوط القذافي، مول المليشيات بدلا من نزع سلاحها.
أما ما يحدث في ليبيا الآن، وفقا للجارديان، هو أن مقاتلي المعارضة الذين ساعدهم الناتو بقصف قوات القذافي في 2011 هم الآن المسؤولون عن عمليات القتل والفارق الوحيد هو أن الناتو والغرب عموما لم يتدخل بشكل حقيقي إلا لإجلاء الرعايا الأجانب في ليبيا.
وعلى الرغم من انتخاب مؤتمر وطني ليبي ذو سيطرة إسلامية إلا أن الخلاف والانقسام الداخلي أدى إلى تأخير انتخابات جديدة ما ساعد على ظهور وجوه جديدة مثل خليفة حفتر الذي يقاتل ضد المليشيات الإسلامية، وهو الأمر الذي لم يساعد على عودة الاستقرار الغائب.
وأكد ستيفن أن الغرب يتحمل جزء من اللوم على ما يحدث في ليبيا، إلا أن هذا لا ينفي أن مشكلة الحرية في ليبيا هي مشكلة ليبية نتجت في الأصل بسبب عقود من الديكتاتورية تحت حكم القذافي، ثم مليشيات متقاتلة هي في الحقيقة لا تختلف عن بعضها تقريبا حيثُ يتزعم كل واحدة منها قائد يرى نفسه زعيما ملهما، والقتال بين منطقة ومنطقة أخرى وبين عشيرة وأخرى، ومن جهة أخرى فإن الإسلاميين في ليبيا يسمون أنفسهم بالثوريين، ما يعنى وصم أي معارض لهم بأنه معادي للثورة.
تعليقات