رأى كاتب في صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن الأحداث الجارية في ليبيا تثبت عدم صحة بعض "مشاعر التفاؤل" التي أحاطت بعملية التدخل في ليبيا عام 2011 حيث تهدد الحرب الأهلية ليبيا، وانسحب كل من الأمم المتحدة والسفير الأميركي وانتشر العنف والجماعات المسلحة في كل مكان.
ووصف المقال قيادة الغرب حملات لمساعدة الدول بالـ "المشوهة"و تنتهي بتدمير البلاد التي تحاول مساعدتها.
وأرجع كاتب المقال الأسترالي، أنتوني لوينستين، تعطل عملية بناء الديمقراطية الشاملة منذ سقوط القذافي إلى فساد الطبقة السياسية وعدم الكفاءة وتطرف القوى الإسلامية وتحول الاهتمام العالمي نحو صراعات أخرى.
وقال: "لقد عانت ليبيا من تحول الإعلام عنها إلى مناطق مثل العراق وأفغانستان وسورية وفلسطين بعد الانبهار بثورات الربيع العربي. ولم يتناول الإعلام السبب الواقعي لرغبة لندن وباريس وواشنطن في دخول ليبيا وهو احتياطات النفط الضخمة".
وأضاف، إن الدول التي دعمت حرب 2011 صمتت تاركة الفوضى تنتشر في ربوع ليبيا ووصول الأسلحة الليبية لسورية ومالي وغيرها وانتقلت بمنتهى السهولة نحو الصراع الذي يظهر تاليا للدفاع عن التدخل مرة أخرى.
وانتقد الكاتب إزدواجية مواقف دول وسياسيين مثل ديفيد كاميرون الذي نادى بالتدخل في ليبيا من منطلق "مسئولية الحماية" ولم تعرض التدخل في غزة عسكريا لحماية المدنيين من الصواريخ الإسرائيلية، وكذلك صمت هذه الدول أمام قمع النشطاء في العديد من الدول العربية.
واختتم لوينستين المقال قائلا إن تجارب "التحرير الغربية" هي تجارب مشوهة على المدنيين سواء تحت مسمى التعاطف أو "حق الحماية" أو التدخل لمنع انتهاك حقوق الإنسان، وتثبت ذلك تجارب ليبيا والعراق.
تعليقات