Atwasat

مطار طرابلس: «صراع الميليشيات» وسط غياب الدولة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 16 يوليو 2014, 03:40 مساء
WTV_Frequency

وصفت وكالة أنباء رويترز مطار طرابلس الدولي الرئيسي بـ«ساحة قتال بين الميليشيات المتصارعة»، معتبرة ذلك مؤشرًا على الفوضى التي تعيشها «الدولة المصدرة للنفط».

وقالت الوكالة في تقرير لمراسلها في طرابلس: «إن الحكومة الضعيفة بجيشها غير الموجود تقريبًا على الأرض تدعو المتقاتلين إلى التهدئة، ولكن الطرفين لا يُظهِران أي بادرة على التراجع في أسوأ اشتباكات بين فصائل المقاتلين في العاصمة طرابلس منذ نوفمبر الماضي».

ويمضي التقرير مستعرضًا الأحداث التي تشهدها طرابلس منذ يومين قائلاً: «إن المقاتلين من منطقة الزنتان في شمال غرب البلاد يبدون استعدادهم للدفاع عن المطار الذي قاموا بحمايته في غياب القوات الحكومية عندما شاركوا في السيطرة على طرابلس في أغسطس العام 2011 عند الإطاحة بنظام معمر القذافي».

وقال محمد رمضان رئيس المجلس المحلي في الزنتان التي تملك الحصة الأكبر من المقاتلين: «إن الطرف الآخر قرر للأسف استخدام لغة السلاح».

و«الطرف الآخر» في النزاع والمتهم من الحكومة بمهاجمة منطقة المطار يوم الأحد هم فصائل جاءت بشكل رئيسي من مدينة مصراتة الساحلية وهم منافسون لمقاتلي الزنتان.

ولا تزال الخلافات الإقليمية والقبلية تمزق ليبيا، حيث تزعم كل من الميليشيات المتنافسة أنها تعمل من أجل استقرار البلاد ويتهم بعضها بعضًا بالتخلي عن مبادئ الثورة التي أطاحت القذافي.

وخلال الانتفاضة التي دعَّمها حلف شمال الأطلسي أزاحت الفصائل خلافاتها جانبًا، ولكن كل واحدة تسعى حاليًّا للسيطرة على طرابلس ويعتبر المطار الذي يقع على بعد 30 كيلومترًا جنوب العاصمة الجائزة الكبرى.

وقالت الحكومة: «إن 90 % من مباني المطار والطائرات الرابضة هناك تضررت ولكن من المستحيل تقييم حجم الأضرار، بينما يتطاير الرصاص في الأجواء».

واضطر وزير النقل إلى إلغاء جولة تفقدية داخل المطار في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد تعرُّض محيط المطار إلى القصف بصواريخ غراد.

ويصف مراسل «رويترز» الأحداث في مطار طرابلس الدولي فيقول: « داخل المطار تصطف ذخيرة الدبابات إلى جانب شاحنات صغيرة عليها مدافع مورتر أو رشاشات، في حين تتحرك دبابة روسية الصنع حول محطة الركاب ويتحرك برجها في كل الاتجاهات.

ومع استمرار القتال حتى ساعة الإفطار عند الغروب يتبادل المقاتلون الأدوار لأخذ استراحة داخل محطة الركاب المكيفة فيجلسون على المقاعد وعربات نقل الحقائب بالقرب من مكاتب تسجيل إجراءات الوصول، بينما يستأنف زملاؤهم إطلاق النار على الجبهة على بُعد نحو كيلومتر واحد عند الطرف الآخر من المطار».

ويضيف «حوالي ست طائرات لحقت بها أضرارٌ تركتها شركاتها الليبية أمام محطة الركاب في وقت متأخر من يوم السبت، مشيرًا إلى أن إحداها احترقت بالكامل، في حين أُصيبت الأخريات بفجوات كبيرة في الأجنحة أو الهيكل جراء زخات القذائف المضادة للطائرات».

ولم تصب الحافلات المتوقفة عند جانب المدرج بأذى، غير أنها كانت محاطة بالدخان المتصاعد من احتراق العشب في المناطق المتاخمة للمدرج، حيث انفجرت القذائف.

وقال رمضان وهو يجلس على مقعد وراء مكاتب المبيعات لشركتي لوفتهانزا وأليتاليا الأوروبيتين: «إن المدرج أُصيب بالصواريخ ويجب أن تصلحه شركة صيانة».

كان مقاتلون يجلسون على مقاعد بالقرب من مقهى ومتجر للحقائب لم تمس بضائعه.

وقال جندي: «لم يتضرر المدرج ولكن أُصيبت قاعة الجمارك».

في الخارج كان المقاتلون يرتدون ملابس عسكرية أو الجينز وقمصانًا بيضاء ويرتاحون أمام المدرج، في حين أخذ آخرون يهتفون «الله أكبر» عندما كانت المدافع المضادة للطائرات تهدر على مقربة منهم.

ومع حلول الليل كانت الحشايا تمد بالقرب من صناديق الذخيرة ومعها التمر المخصص للإفطار.

وقال رمضان لدى سؤاله عن فرص نجاح وسطاء الحكومة في وقف القتال: «لا توجد أية فرصة وإن الطرف الآخر رفض الوساطة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
خوري قد تخلف باتيلي.. هل تحل الأزمة على يد الأميركية؟
خوري قد تخلف باتيلي.. هل تحل الأزمة على يد الأميركية؟
توقيف شخصين بحوزتهما 2 كيلو «حشيش» في طبرق
توقيف شخصين بحوزتهما 2 كيلو «حشيش» في طبرق
«الكهرباء» تجري صيانات واسعة في طرابلس
«الكهرباء» تجري صيانات واسعة في طرابلس
طرابلس.. استرجاع مسروقات من محل ذهب تقدر بنصف مليون دينار
طرابلس.. استرجاع مسروقات من محل ذهب تقدر بنصف مليون دينار
الكبير يتفق مع نورلاند وهاريس على «الحاجة لإدارة فعالة للموارد العامة»
الكبير يتفق مع نورلاند وهاريس على «الحاجة لإدارة فعالة للموارد ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم