قالت جريدة «لوس أنغليس تايمز» البريطانية إنه في وقت يفكر فيه أوباما في التدخل العسكري في العراق أصبح كثيرون يرون تجربة ليبيا حكاية تحذيرية للأذى غير المقصود الذي تسببه القوى العظمى عندما تتدخل بشكل محدود في صراع لا يمكن التنبؤ به، فما قال عنه مسؤولو إدارة أوباما إنه «تدخل مثالي» دون خسائر غربية، تسبب، بحسب الجريدة، في تحول ليبيا بعد ثلاث سنوات إلى أكثر ما يخافه المسؤولون الأميركيون.

ونقل التقرير، الذي نشر السبت، عن المتخصص بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأميركي، برايان كاتوليس أنه «في الوقت الذي تعد فيه العراق وأفغانستان مثالاً على الإسراف والمغالاة في التصرف، تمثل ليبيا حالة عكسية عندما يتم القيام بالقليل والحصول على نتيجة غير مرضية».

ويقول ناقدون: إن أميركا وحلفاءها من الناتو تسببوا دون قصد في تحول ليببا إلى خطر أمني أكبر عن حالتها قبل التدخل العسكري، فلم يرد المسؤولون الأميركيون الشروع في جهود بناء دولة في بلد غني بالنفط بدا أنه لا يشكل خطرًا على الأمن الغربي، وذلك بعد عقد من الحروب والفشل في العراق، فالناتو على حسب التقرير فشل في تحقيق الهدف بوضع ليبيا على طريق الديمقراطية والاستقرار.

ولفت التقرير إلى ما يجري في ليبيا من حالات تهريب السلاح والهجرة غير الشرعية من سورية وشمال أفريقيا إلى أوروبا عن طريق ليبيا، كما نقل التقرير عن خبراء أميركيين ممن أيدوا تدخل الناتو أن التدخل كان مجرد البداية لفصل جديد في ليبيا ولم يكن ليصبح فاعلاً بمفرده، وأن آلاف الأرواح أنقذت وتٌخلص من القذافي، وأن نجاح ليبيا يتطلب استراتيجيات بناء الائتلافات السياسية وتدريب القوات، ولكن وفقًا لمن عارضوا التدخل منذ البداية، كانت النتائج متوقعة، ولم يفكر بصورة كافية في كيفية التأكد من حصول الناس على الحرية والأمن.