قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن المنظمة الدولية للهجرة قدمت مساعدات طارئة لأكثر من أربعة آلاف مهاجر عقب انتهاء اشتباكات صبراتة، نقلوا «إلى مستودع بمنطقة دحمان بعد أن كانوا متواجدين بعدّة مراكز إيواء ومخيّمات غير نظامية»، وفق بيان لبعثة الأممية اليوم الأحد.

وشهدت مدينة صبراتة (80 كلم غرب طرابلس) خلال الأسابيع الثلاثة الماضية اشتباكات عنيفة أسفرت عن سيطرة غرفة عمليات محاربة «داعش» على المدينة، التي «تُمثّل إحدى أهمّ نقاط المغادرة بالنسبة إلى قوارب المهاجرين التي تحاول خوض غمار الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر مسار البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا».

فريق ميداني
وأشار البيان إلى أن الفريق الميداني الذي أرسلته المنظمة الدولية للهجرة لمعاينة الوضع في مستودع دحمان يوم 7 أكتوبر أفاد بأنّ «مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية يحتفظ بألفين وستمئة مهاجر (من بينهم 1819 رجلاً و704 نساء و11 طفلاً) في المكان. كما نُقل مهاجرون آخرون من مواقع مختلفة من صبراتة إلى المستودع، ويُنتظر قدوم المزيد قريبًا».

ووفق البيان فإن أصل هؤلاء المهاجرين ينحدر من عدّة بلدان ويوجد من بينهم نساء حوامل وأطفال حديثي الولادة وأطفال غير مصحوبين، لافتًا أن الفريق الطبي الخاص بالمنظمة الدولية للهجرة قدم الاحتياجات الصحية الأساسية للمهاجرين. ونقل امرأة حامل في سيارة إسعاف إلى عيادة خاصّة تبعد عن مدينة صبراتة عشرة كيلومترات وهناك أنجبت طفلاً سليمًا معافى.

مساعدات إضافية
وزوّدت المنظمة الدولية للهجرة ألفين وستمئة مهاجر، ممن قدموا أوّلاً، بالغذاء والمياه ولوازم الإغاثة الأساسية التي تتضمّن مفارش وأغطية ووسائد ولوازم النظافة الصحية. فيما يُنتظر تسليم المزيد من المساعدات الغذائية والمساعدات في حالات الطوارئ لجميع المهاجرين القابعين في المستودع في الأيام المقبلة.

ونوه البيان إلى أن المنظمة الدولية ستزود المهاجرين بدعم نفسي واجتماعي خلال الأيام القليلة القادمة. كما ستمنح الفرصة لهؤلاء المهاجرين في العودة إلى وطنهم من خلال برنامج المساعدة على العودة الطوعية الإنسانية الخاص بالمنظمة الدولية للهجرة.

قلق وبدائل
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا عثمان البلبيسي: «يُساورنا قلق بالغ إزاء الأعداد الكبيرة للمهاجرين الذين علقوا خلال أحداث صبراته الأخيرة». وأضاف: «أصبح إيجاد بدائل لمراكز الإيواء ضرورة. وفي أثناء ذلك، لن تتوانى المنظمة الدولية للهجرة عن توفير المساعدات الإنسانية المباشرة والمساعدات الصحية والنفسية والاجتماعية لتلبية الاحتياجات العاجلة لآلاف من المهاجرين المتضررين».

وأوضح بيان البعثة الأممية أن السلطات الليبية أفادت بأنّ المهاجرين القابعين في مستودع صبراتة سيُحوّلون إلى مراكز إيواء بطرابلس. ونبه إلى أن حوالي ألفي مهاجر في طور النّقل الذي يؤمّنه مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية بحضور المنظمة الدولية للهجرة بهذه المراكز لمواصلة تقديم المساعدات لدى قدوم المهاجرين.

وذكر البيان أنه مع تنقّل المزيد من المهاجرين عبر المستودع الذي يفتقر إلى أدنى المرافق، تنشأ حاجة ملحّة إلى توفير المساعدات الأساسية التي تتضمن الغذاء والمياه ولوازم الإغاثة الأساسية والمساعدات الصحية.

وقال البلبيسي: «سوف نستمرّ في رصد الوضع عن كثب بالتشاور مع الشركاء الميدانيين في المجال الإنساني. وتدعو المنظمة الدولية للهجرة إلى استجابة موحدة ومنسّقة يقودها جميع الفاعلين في المجال الإنساني من أجل تلبية احتياجات هؤلاء المهاجرين».