Atwasat

نشطاء الجنوب يأملون بزيارة سلامة ويخشون إهمال المنطقة

سبها – بوابة الوسط: رمضان كرنفودة الخميس 10 أغسطس 2017, 10:40 مساء
WTV_Frequency

لم يخفِ عددٌ من النشطاء في المنطقة الجنوبية، خشيتهم من إهمال المبعوث الجديد للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، اللبناني غسان سلامة، زيارة المنطقة مثلما فعل سابقاه الإسباني برناردينو ليون والألماني مارتن كوبلر، لكنهم أعربوا عن أملهم بزيارة قريبة يقوم بها سلامة للإطلاع والاستماع إلى رؤيتهم حول الوضع الراهن، ومقترحاتهم للدفع نحو التسوية المتعثرة للعملية السياسية في البلاد منذ أكثر من عامين.

ومن توليه مهام عمليه رسميًّا، في الأول من أغسطس الجاري، بدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، في زيارة كل من طرابلس وبنغازي والقبة للقاء المجلس الرئاسي ورئيس مجلس النواب وعميد بلدية بنغازي والأطراف الفاعلة سياسيًّا واجتماعيًّا.

واستطلعت «بوابة الوسط» آراء عدد من النشطاء والشباب والمرأة فى سبها حول توقعاتهم للدور المنتظر من غسان سلامة، لحلحلة الأزمة المستعصية في البلاد، وموقفه من زيارة الجنوب، على غرار المناطق الأخرى في البلاد التي زارها منذ تسلمه مهامه على رأس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

بعثة خاصة بالجنوب
لم يبدِ الطالب الجامعي، عبدالقادر أبوشناف، تفاؤله حيال المبعوث الأممي الجديد، حيث قال: «تكهناتي تذهب إلى أنه لن يزور أي مبعوث أممي الجنوب، ولن يتحدث عنه في المستقبل ولن ينظر إليه»، مشيرًا إلى أن شمال البلاد هو صاحب الاهتمام الأكبر من قبل الأطراف المعنيين بالأزمة في الداخل والخارج.

ويضف أبوشناف لـ«بوابة الوسط» موضحًا «أن أغلب إقامة النواب في الشمال ويهمهم الشمال أكثر من الجنوب، والأطراف القوية هي في شمال» البلاد، ورأى أن دور الأمم المتحدة «محدود في الوساطة بين الفرقاء المتنازعين»، ومع ذلك شدد على مطالبته بـ«بعثة أممية خاصة بالجنوب» لأن الجنوب لديه أيضًا «فرقاء سياسيون» منهم مَن هو «تابع لإدارة الشرق» ومَن هو «تابع لإدارة الغرب».

ووجه الطالب الجامعي حديثه لجميع المتنازعين قائلاً: «إذا كان أحد الأطراف يظن أن الأمم المتحدة تشرعن المجلس الرئاسي، والطرف الآخر يعتقد أنها تعترف وتشرعن أيضًا بالقوات التابعة لمجلس النواب، فما عليهم إلا مقاطعة المفاوضات والسير في الطريق الذي يظنون أنه سيحقق مطالبهم».

ويرى أبوشناف أن السبب في استمرار الأزمة وفشل عملية الحوار ومخرجاتها والوساطة الأممية في البلاد يعود إلى «جهل المفاوض الليبي بالدور الأممي» الذي «جعله يحول كلاً من طارق متري وليون وكوبلر والآن غسان سلامة إلى (شيوخ) يتم تحكيمهم للخروج بحل يرضي الأطراف»، على حد وصفه.

واعتبر أبوشناف أن «نفس الجهل يجعل المفاوض الليبي ينظر للأمم المتحدة اليوم كشرطي أممي مطلوب منه القبض على المجرم وإيداعه السجن فورًا». لكنه ينبه إلى أن «الأمم المتحدة ليست مقاولاً سياسيًّا عليه تسليم ليبيا بالمفتاح (مشطبة وجاهزة) لأحد الأطراف»، مجددًا تأكيده على أن فشل المفاوضات «يتحمله المفاوضون الفاسدون الذين يفكرون في كل شيء إلا حال البلد المتأرجح على حافة الانهيار».

وكما ساهمت الأمم المتحدة في استقلال ليبيا، تقوم بعثة الدعم منذ العام 2011، بزيارات إلى المناطق الليبية لسماع الآراء والأفكار من النشطاء السياسيين ووجهاء وأعيان وشيوخ القبائل، لكن الجنوب الليبي لم يحظِ منذ اندلاع الأزمة بالاهتمام الكافي من قبل البعثة الأممية مثلما كان إبان عهد الاستقلال.

الهجرة والمصالح
لكن الكاتب الصحفي من مدينة سبها، إبراهيم فرج، فضَّل التمهل قبل الحكم على المبعوث الأممي الجديد كونه لا يزال في بداية مهمته، ورأى أن «النظر إلى الجنوب الليبي يلقى أهمية بالغة لدى المنظمة الدولية لما له من تأثير كبير على أمن الاتحاد الأوروبي»، خاصة ملف الهجرة غير الشرعية التي تعانيها الدول الأوروبية». وبيَّن أن اهتمام المنظمة الدولية والقوى الأوربية بالمنطقة الجنوبية وليبيا عامة «سينصب وفق مصالحهم».

وأضاف فرج لـ«بوابة الوسط» أن عمل المنظمات الدولية من داخل ليبيا يتطلب «أرضية مناسبة» حتى تكون على صلة مباشرة بالأحداث يمكن أن توفر رؤية أوضح وأدق، لكنه نبه إلى أن «الأمر يتعلق بمدى تحسن الأمن الداخلي بليبيا» الذي قال إنه «السبب الرئيسي وراء فشل أكثر المبعوثين السابقين، إضافة إلى استمرار الانقسام السياسي والمؤسساتي الحاصل الآن» الذي أكد أن «له تأثيرًا مباشرًا في نجاح مهمة سلامة من عدمها».

ويرى فرج أن المبعوث الأممي غسان سلامة «سيجد صعوبة في تنفيذ أعماله ما لم تعالج تلك المسائل العالقة إضافة إلى إمكانية المصالحة الشاملة التي لها انعكاساتها على مهمة المبعوث»، لكنه أعرب عن أمله في تنجح مهمة سلامة في إرساء السلام في ليبيا.

حراك جنوبي
وكانت البعثة الرباعية التي كلفتها الأمم المتحدة في ليبيا في العام 1948 قامت بزيارة منطقة الشاطئ في فزان للاستماع إلى صوت المنطقة التي كانت تمثلها آنذاك الجمعية الوطنية بفزان التي تعد أول كيان سياسي في المنطقة حينها، قبل إجراء أول انتخابات في البلاد في ذلك الوقت، لكن المبعوثين الأخيرين، ليون وكوبلر، لم يبادر أي منهما طوال مهمته في ليبيا إلى زيارة المنطقة، ما خلف موقف سلبيًّا لدى أهالي الجنوب من البعثة الأممية.

ويعكس رأي الناشط الشاب من منطقة مرزق، إسماعيل بازنكة، الموقف السلبي في الجنوب من البعثة الأممية، حيث يرجح أن تستمر البعثة الأممية في إهمال الجنوب، ويشدد على ضرورة تدشين «حراك داخلي جنوبي للعب دور كبير على الصعيد الوطني من خلال مشروع منظم له خطط واضحة وعريضة مشتركة»، يمكن من خلاله لفت الأنظار والاهتمام محليًّا ودوليًّا للمنطقة.

اهتمام من جانب واحد
ويشارك الناشطان خالد أحمودة وأبوبكر مينا، بازنكة الموقف السلبي من البعثة الأممية، لكن أحمودة شدد على «أن مَن يمثل الجنوب هم الذين سوف يستمع إليهم غسان سلامة ويجلس معهم» دون الحضور إلى المنطقة، وهو ما اعتبره «تكرارًا لنفس المشهد السابق الذي سلكه المبعوثان السابقان ليون وكوبلر» اللذان اتهمهما بتعمد «التهميش لأهل وسكان الجنوب».

بينما أوضح الناشط أبوبكر مينا سبب إعلان موقفه السلبي وتوقعه استمرار تجاهل الجنوب من قبل البعثة، قائلاً لـ«بوابة الوسط»: «لست متفائلاً بذلك نظرًا لغياب الجنوب سياسيًّا على الساحة الليبية، أو ضعفه» إلا أنه رجح أن «يكون هناك اهتمامٌ من جانب واحد بالجنوب، يؤرق أوروبا، وهو موضوع الهجرة وعمل منظمة الهجرة الدولية فى الجنوب لتحسين الخدمات والتنمية المكانية».

وينبه، مينا مع ذلك في حديثه إلى أن عمل المبعوث الأممي غسان سلامة في ليبيا «محفوف بالمخاطر» ويؤكد أن الأزمة الليبية «لازالت تراوح مكانها بالرغم من التفاؤل بعد لقاء أبوظبي واتفاق باريس» الذي جمع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، والقائد العام للجيش خليفة حفتر.

لكن رغم تصدير الموقف السلبي تجاه موقف البعثة من الجنوب الليبي، يبدي بازنكة تفاؤله بنجاح غسان سلامة في مهمته، وينبه إلى أن «أرضية المشهد السياسي فى ليبيا الآن تشهد استقطابًا دوليًّا أكثر من أي وقت سابق خصوصًا من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن»، لكنه يعتبر أن هذا الاستقطاب قد «يجعل الأرضية سهلة للعمل للمبعوث الجديد»، لدفع العملية السياسية.

وتأييدًا لرأي بازنكة، يرى الناشط الحقوقي عقيلة المحجوب، أيضًا أن «الأرضية جيدة وذلك بسبب تواجد شبه توافق دولي على المشكلة الليبية»، وهو ما ذهبت إليه أيضًا الناشطة فى مؤسسات المجتمع المدني، جملية الجملي، التي تقاربت مع بازنكة والمحجوب في الرأي قائلة لـ«بوابة الوسط» إن نجاح سلامة «ممكن» لأن «هناك تغييرًا فى المناخ السياسي» داخل البلاد في الوقت الراهن.

تفادي الأخطاء
كما أبدت الإعلامية راندا أحمد، تفاؤلها بنجاح سلامة في الوصول بالأزمة الليبية إلى بر الأمان، وقالت لـ«بوابة الوسط»: «من وجهة نظري سوف ينجح إذا عمل على تفادي الوقوع في الإخفاقات التي وقع فيها نظراؤه السابقون، وسيبدل جهده للعمل من أجل إجماع وجهات النظر» بين الفرقاء الليبيين.

ومع ذلك، يبقى أهل الجنوب فى انتظار زيارة المبعوث الأممي غسان سلامة إلى مناطقهم حاملاً غصن الزيتون، وأين ستهبط طائرته هل فى مطار سبها الذي تجرى استعدادات افتتاحه؟.. أم في مطار تمنهنت الذي ينتظر تلقيه الإذن بهبوط الطائرات إليه من القيادة العامة للجيش.

نشطاء الجنوب يأملون بزيارة سلامة ويخشون إهمال المنطقة
نشطاء الجنوب يأملون بزيارة سلامة ويخشون إهمال المنطقة
نشطاء الجنوب يأملون بزيارة سلامة ويخشون إهمال المنطقة
نشطاء الجنوب يأملون بزيارة سلامة ويخشون إهمال المنطقة
نشطاء الجنوب يأملون بزيارة سلامة ويخشون إهمال المنطقة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يبحث عن إجابة: من المتسبب في الغلاء ونقص السيولة؟
«وسط الخبر» يبحث عن إجابة: من المتسبب في الغلاء ونقص السيولة؟
توصية من «داخلية الدبيبة» لرفع عقوبات دولية عن «الشرطة»
توصية من «داخلية الدبيبة» لرفع عقوبات دولية عن «الشرطة»
«هذا المساء» يناقش: هل تأتي حلول الاقتصاد الليبي من واشنطن؟
«هذا المساء» يناقش: هل تأتي حلول الاقتصاد الليبي من واشنطن؟
أول لقاء «معلن» بين ستيفاني خوري ومسؤول ليبي
أول لقاء «معلن» بين ستيفاني خوري ومسؤول ليبي
غانيون تبحث مع الباعور التوزيع الشفاف والعادل للموارد
غانيون تبحث مع الباعور التوزيع الشفاف والعادل للموارد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم