أثار الخلاف الناشب بين عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فتحي المجبري، ورئيس المجلس فائز السراج على خلفية وصول سفينة إيطالية إلى قاعدة طرابلس البحرية، جدلاً في الأوساط السياسية، لاسيما بعدما اتهم المجبري رئيس المجلس بـ«الخيانة» والتفريط في السيادة الوطنية، وهو الصراع الذي اعتبره أعضاء مجلس النواب «جدالاً غير صحي» على مستقبل العملية السياسية.

النائب عن العجيلات عبد المنعم بالكور، اعتبر انتهاء خلافات رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي مشروطاً بتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة سواء كانت شخصية أو مناطقية أو قبلية، بالإضافة إلى التزام كافة الأطراف بنصوص الاتفاق السياسي لأن نجاح الاتفاق مرهونٌ بالتزام الأطراف المعنية.

وأشار بالكور لـ«بوابة الوسط» إلى أن هناك العديد من الأطراف تُعرقل عمل المجلس الرئاسي، سواء أعضاء المجلس أنفسهم ومحافظ مصرف ليبيا المركزي ومجلس النواب لعدم التزامهم بالاتفاق السياسي، على حد قوله.

وبشأن دور النواب الداعمين للاتفاق السياسي في محاولة حل الخلافات، أشار بالكور إلى أن دورهم يقتصر على المساعدة والرقابة على الإجراءات التي تتخذها الحكومة، غير أنه أشار إلى أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من أداء دورهم على أكمل وجه، بسبب رئاسة مجلس النواب وعدم اعترافها بالاتفاق السياسي.

وبشأن اتهامات المجبري بتفرد السراج ببعض القرارات، قال بالكور: «إن الاتفاق السياسي أعطى بعض المزايا لرئيس المجلس الرئاسي»، لكنه استدرك بالقول: «كان من المفترض أن يكون هناك التزام واضح من الأعضاء ببنود الاتفاق السياسي حتى يمكن اتخاذ قرارات سليمة، لكن في بعض الأحيان يكون من المهم اتخاذ بعض القرارات العاجلة والضرورية بشكل انفرادي وتحمل مسؤولياتها».

وحول تصريحات المجبري التي اعتبر فيها بيان زميله بالمجلس الرئاسي محمد العماري «تزويراً وتدليساً للحقائق»، قال بالكور: «هناك بعض التصريحات اللامسؤولة تفتقر إلى الأدلة المادية ربما تكون للاستهلاك الإعلامي»، على حد قوله.

واعتبر بالكور وصف المجبري دخول البارجة الإيطالية بـ«الاستعمار الجديد»، بأنه «تصريحات الغرض منها محاولة الحصول على رضا أطراف معينة، حيث إن هذا الكلام يجب ألا يصدر عن أحد أعضاء المجلس الرئاسي»، مشيراً إلى تواصله مع المجلس الرئاسي بشأن هذه القضية، وأجاب المجلس بأن هناك اتفاقية بين ليبيا وإيطاليا بخصوص التعاون في صيانة القطع البحرية الليبية موقعة العام 2008.

وكان  عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فتحي المجبري، هاجم رئيس المجلس فائز السراج وعضو المجلس محمد عماري زايد، على خلفية وصول سفينة إيطالية وعلى متنها مجموعة من الخبراء في تخصصات شتى إلى قاعدة طرابلس البحرية، معتبراً دخول القوات الإيطالية انتهاكاً للسيادة الوطنية.

وتعليقاً على بيان سابق لعضو المجلس الرئاسي محمد عماري بأن القوات الإيطالية تأتي لخدمة خفر السواحل الليبية، قال المجبري إن البيان «تضمن تزويراً وتدليساً للحقائق، حيث قال إن المجلس الرئاسي قرر تفعيل اتفاق سابق وقع في عهد القذافي».

وشكك المجبري في عقد المجلس الرئاسي اجتماعاً في هذا الإطار، متسائلاً: «في أي مكان اجتمع الرئاسي وقرر تفعيل الاتفاق.. فهل اجتمع في الدوحة.. أم روما أو طرابلس؟، ونريد منه رقم المحضر وتاريخ الاجتماع».