Atwasat

ضغوط تجبر إيطاليا على تقليص خطط المهمة البحرية في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 02 أغسطس 2017, 10:29 مساء
WTV_Frequency

فيما صوَّت البرلمان الإيطالي بالموافقة على مهمة بحرية لدعم خفر السواحل الليبي استجابة لطلب تقدَّم به المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين، أجبرت ضغوطٌ في طرابلس حكومة رئيس الوزراء باولو جينتيلوني على تقليص خطط المهمة البحرية، التي بدأت اليوم الأربعاء، في المياه الإقليمية الليبية.

وقال تقريرٌ لـ«رويترز» إن إيطاليا بدأت اليوم الأربعاء، عملية بحرية محدودة لمساعدة خفر السواحل الليبي على الحد من تدفق المهاجرين، مشيرًا إلى أن القضية أصبحت مصدرًا للجدل السياسي قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها العام المقبل في إيطاليا.

تقليص حجم الخطط
ووصلت صباح أمس الثلاثاء، سفينة دورية إيطالية إلى قاعدة أبوستة البحرية في العاصمة الليبية طرابلس بعد دقائق من موافقة البرلمان في روما على المهمة في ليبيا، فيما نوه تقرير «رويترز» إلى أن سفينة ثانية ستنضم خلال الأيام المقبلة إلى المهمة.

إيطاليا كانت تأمل في إرسال ست سفن إلى المياه الإقليمية الليبية، لكن تم تقليص حجم الخطط بعد احتجاجات من طرابلس.

والأسبوع الماضي أعلنت إيطاليا العملية، قائلة إنها تأتي بناء على طلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني. وكانت تأمل في بداية الأمر «إرسال ست سفن إلى المياه الإقليمية الليبية، لكن تم تقليص حجم الخطط بعد احتجاجات من طرابلس»، بحسب «رويترز».

وقالت وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي أمام لجان الدفاع والخارجية بمجلسي النواب والشيوخ في روما، أمس الثلاثاء قبل تصويت على المهمة، «سنقدِّم الدعم اللوجيستي والفني وفي العمليات لسفن البحرية الليبية، وسنساعدها وندعمها في تحركات مشتركة ومنسقة».

وأضافت: «لن يقع أي ضرر أو تجاهل للسيادة الليبية لأن هدفنا قبل كل شيء هو تعزيز السيادة الليبية» كما شددت على أن «إيطاليا ليست لديها النية لفرض حصار على الساحل الليبي».

معارضة وتصويت
وعلِّق ملصق لبطل المقاومة الليبي عمر المختار، الذي حارب الحكم الإيطالي في ليبيا خلال عشرينات القرن الماضي، فوق الساحة الرئيسية بالعاصمة طرابلس، وكُتب عليه «لا لعودة الاستعمار».
وأصدر مجلس النواب في طبرق بيانًا حذَّر فيه من أية محاولات من جانب إيطاليا لإعادة عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين إلى ليبيا.

وقالت «رويترز» إن التصويت على المهمة البحرية في ليبيا بالبرلمان الإيطالي «نال موافقة 328 عضوًا مقابل معارضة 113 في مجلس النواب، بينما أيده 191 عضوًا في مجلس الشيوخ مقابل معارضة 47».

وزارة الداخلية الإيطالية: 95215 شخصًا وصلوا إيطاليا حتى الآن هذا العام في انخفاض بنسبة 2.7 في المئة عن الفترة ذاتها من 2016.

وأشار التقرير إلى تراجع الأرقام الخاصة بعدد المهاجرين المتدفقين إلى الأراضي الإيطالية والقادمين عبر قوارب من ليبيا، خلال الأسابيع الماضية بعد ارتفاع في بداية العام، وقالت وزارة الداخلية الإيطالية اليوم: «إن 95215 شخصًا وصلوا إيطاليا حتى الآن هذا العام في انخفاض بنسبة 2.7 في المئة عن الفترة ذاتها من 2016» وفق ما نقلت «رويترز».

ولقي نحو 2230 مهاجرًا، معظمهم أفارقة فروا من الفقر والعنف في بلادهم، حتفهم حتى الآن هذا العام في محاولة عبور البحر انطلاقًا من السواحل الليبية إلى إيطاليا.

واعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان أن التحرك الإيطالي قد يعرِّض المهاجرين للخطر. وقالت: «بعد أعوام من إنقاذ الأرواح في البحر تستعد إيطاليا لمساعدة القوات الليبية المعروفة باحتجاز الأشخاص في ظروف تعرضهم لخطر حقيقي من التعذيب والعنف الجنسي والعمالة القسرية».

انتخابات مقبلة
وبلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إيطاليا خلال السنوات الأربع الماضية نحو 600 ألف، الأمر الذي زاد الضغط على مراكز استقبال اللاجئين وسبَّب أزمة سياسية متنامية.

ومن المقرر أن تجري إيطاليا انتخابات عامة في مايو 2018، ومن المتوقع أن تكون قضية الهجرة على رأس القضايا السياسية المثارة. وتتهم أحزاب يمينية الحكومة التي تنتمي ليسار الوسط بأنها لا تفعل شيئًا لوقف تدفق المهاجرين.

وقال نائب رئيس حزب رابطة الشمال المعارض، جيانكارلو جيورجيتي، للصحفيين في البرلمان الإيطالي إن قوارب المهاجرين «لن تتم إعادتها إلى الشاطئ الليبي لذا نحن لا نفهم ما الذي سنفعله هناك».

قواعد سلوك
وتأمل إيطاليا أن يتمكن خفر السواحل الليبي من المساعدة في منع قوارب المهاجرين المتهالكة من الإبحار. كما تقود الجهود الرامية لزيادة فعالية هذه القوة الصغيرة من خلال تدريب أفرادها وتحديث أسطولها. وتضغط إيطاليا على منظمات غير حكومية تلعب دورًا يزداد أهمية في انتشال المهاجرين قبالة الساحل الليبي ونقلهم إلى إيطاليا.

وافقت ثلاث من ثماني منظمات إنسانية، تعمل في جنوب البحر المتوسط، على الشروط الإيطالية.

ووضعت الحكومة الإيطالية قواعد سلوك للمنظمات غير الحكومية، وطالبت بأن يكون أفراد شرطة مسلحون على متن سفنها للمساعدة في الإمساك بمَن يحتمل أن يكونوا مهربي بشر.  ووافقت ثلاث من ثماني منظمات إنسانية، تعمل في جنوب البحر المتوسط، على الشروط الإيطالية هذا الأسبوع، بحسب «رويترز».

واحتجز خفر السواحل الإيطالي، اليوم الأربعاء، سفينة تشغلها منظمة «جوجند ريتيت» الألمانية غير الحكومية، وهي واحدة من المنظمات التي رفضت القواعد، بأمر من الادعاء في صقلية للاشتباه في أنها ساعدت الهجرة غير المشروعة.

وقالت المنظمة الألمانية عبر حسابها على موقع «تويتر» إن مسؤولين يستجوبون طاقم السفينة، لكنها لم تتلقَ أي معلومات عن التحقيق في أنشطتها، وفق «رويترز».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية للتنمية
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية ...
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
ارتفاع الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية (الخميس 28 مارس 2024)
ارتفاع الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية (الخميس 28 ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم