Atwasat

«فاينانشيال تايمز»: قادة أوروبا يُمَنون أنفسهم بليبيا مستقرة

القاهرة- بوابة الوسط (ترجمة: مريم عبدالغني) الجمعة 28 يوليو 2017, 04:35 مساء
WTV_Frequency

تسألت جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في افتتاحية تقرير نشرته اليوم الجمعة عن ما ستكون عليه أوروبا مع استقرار الأوضاع في ليبيا على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط.

تحركات قادة أوروبا الأسبوع الجاري طرحت احتمالية إحراز إنجازات على عدة جبهات في ليبيا

وقالت الجريدة إن الأسبوع الجاري شهد موجة من نشاط دبلوماسي مفكك ولكن مكثف من القادة الأوروبيين من مختلف الأصعدة لتحقيق هذا الهدف المنتظر، كما لو أنه آخر بند مدون بأجندتهم.

وأضافت أن كل هذا النشاط الغرض منه الوصول إلى الجائزة الكبرى (استقرار ليبيا): فمنذ الإطاحة بمعمر القذافي العام 2011، سقطت ليبيا في حرب أهلية وفوضى، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من أنها ستصبح المركز الأول للإرهابيين، إضافة إلى مخاوف أخرى بشأن تأمين الطاقة في ظل موارد ليبيا من النفط والغاز، كما أنها بشكل أساسي المصدر الرئيس لآلاف المهاجرين الذين يصلون إلى الموانئ الإيطالية أسبوعيًا.

وتابعت أن الأسبوع الجاري طرح احتمالية إحراز إنجازات على عدة جبهات في ليبيا، وهو ما يمكن أن يُحسن المشهد بشكل كبير، لكنها قالت إن: «لا شيء بسيط كما يبدو عندما يتعلق الأمر ليبيا».

واعتبرت الجريدة أن الحدث الأعظم كان قمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، التي جمع فيها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس فائز السراج، وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر.

قمة باريس تسببت في استياء المسؤولين في روما الذين شعروا بالتهميش

وأشارت إلى أن قمة باريس تسببت في استياء المسؤولين في روما الذين شعروا بالتهميش، فبعيدًا عن أي شيء إيطاليا هي الدولة الغربية الوحيدة التي لها سفارة في ليبيا، لكن الجريدة قالت إن نتائج القمة لم تكن سيئة على الورق، فقد كان سلوك رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني أكثر إيجابية بشأن «غزوة» الرئيس الفرنسي بعد القمة مما كان عليه قبل عقدها.

واتفق حفتر والسراج في قمة باريس الثلاثاء الماضي على وقف اطلاق النار، وبدء عملية مصالحة سياسية تفضي إلى إجراء انتخابات العام المقبل. وقالت «فاينانشيال تايمز»: «يبدو ذلك مثاليًا لكن هناك شكوكًا مزعجة».

وأوضحت أن أول هذه الشكوك هو ما إذا كان القادة المتنافسين يمكنهم الوفاء بوعودهم في ظل قوة الميليشيات المحلية الجامحة في البلاد، مضيفة أن من ضمن الشكوك كذلك ما إذا كان حفتر، وهو رجل قوي تدعمه مصر وروسيا، مستعدًا حقًا لقبول الحكم المدني.

وأضافت أن الشك الثالث يتمثل فيما إذا كانت ليبيا مستعدة لنقلة سريعة للانتخابات، وما إذا كانت الانتخابات قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وإلى تأجج ثورة أخرى في خضم الحرب الأهلية.

وقالت الجريدة إنه في حين أن الاستقرار السياسي هو أمر أساسي في ليبيا بالنسبة لإيطاليا، إلا أن روما قلقة أيضًا بشأن إيجاد طريقة لكبح تدفقات المهاجرين على المدى القصير.

ولفتت إلى أن السراج طلب من رئيس الوزراء الإيطالي الأربعاء الماضي في لقاء في روما، المساعدة البحرية في هذا الشأن، وهو طلب قالت الجريدة إن المسؤولين الإيطاليين كانوا ينتظرونه منذ شهور، مضيفة أنه يعني أن السفن البحرية الإيطالية قد تكون في وضع يُمكنها من دخول المياه الليبية قبل نهاية الصيف لاعتراض الزوارق المهاجرة ومساعدة حرس السواحل الليبي على القيام بذلك.

مسؤولون بقصر الإليزيه يقولون إن إنشاء نقاط ساخنة في ليبيا لا يمكن القيام به إلا في حال تحسن الأمن بها

واعتبرت الجريدة أن هذه «نقطة تحول»، لكنها قالت إن الأمر يطرح عددًا من الأسئلة أيضًا، أحدهما يتعلق بقواعد الاشتباك للقوات الإيطالية في المياه الليبية، والثاني هو ما إذا كان يمكن معاملة المهاجرين الذين يجري اعتراضهم أثناء رحلتهم معاملة إنسانية بمجرد العودة إلى الأراضي الليبية، فيما يتمثل الثالث في إمكانية وجود رد فعل سياسي لعملية عسكرية يقوم بها حاكم ليبيا الاستعمار السابق على أراضيها.

وقالت «فاينانشيال تايمز» إنه على الأقل يبدو أن هناك مزيدًا من التنسيق في الأفق، فبعد زيارة لتونس الأسبوع الجاري قال المفوض الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية، ديميتريس أفراموبولوس، إن ليبيا ستكون قادرة قريبًا على تحديد منطقتها الخاصة للبحث والإنقاذ، وهذا يعني أن المهاجرين الذين سيجري إنقاذهم في المياه الدولية يمكن أن يُعادوا إلى الساحل الليبي.

إلا أنها أضافت أنه من غير المرجح أن يجري إنشاء «نقاط ساخنة» بسرعة على الأراضي الليبية لفحص المهاجرين من أجل الحصول على حق اللجوء، مضيفة أن ماكرون أشار إلى كثير من الأمور في خطابه بنيو أورليانز بالولايات المتحدة أمس الخميس ما تسبب في قدر كبير من الارتباك، حيث قال مسؤولون بقصر الإليزيه إن مثل تلك الخطوات يمكن القيام بها فقط في حال تحسن الأمن.

«فاينانشيال تايمز»: قادة أوروبا يُمَنون أنفسهم بليبيا مستقرة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بالصور: تبادل الخبرات بين الشركات الليبية والمالطية
بالصور: تبادل الخبرات بين الشركات الليبية والمالطية
ارتفاع الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية (الخميس 25 أبريل 2024)
ارتفاع الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية (الخميس 25 ...
«رأس اجدير» في مكالمة هاتفية بين الطرابلسي ونظيره التونسي
«رأس اجدير» في مكالمة هاتفية بين الطرابلسي ونظيره التونسي
على الطريقة الليبية.. جدل في فرنسا حول خطة بريطانية لترحيل اللاجئين إلى رواندا
على الطريقة الليبية.. جدل في فرنسا حول خطة بريطانية لترحيل ...
المنفي يطالب بدقة ترسيم حدود ليبيا لمنع الانتهاكات
المنفي يطالب بدقة ترسيم حدود ليبيا لمنع الانتهاكات
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم