Atwasat

«لقاء باريس» يكشف الصراع الأوروبي على ليبيا

القاهرة – محمود غريب الخميس 27 يوليو 2017, 08:27 صباحا
WTV_Frequency

كشف لقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، برعاية إيمانويل ماكرون حجم الصراع الأوروبي على ليبيا، وهي المرة الأولى التي يطفو فيها على السطح تلاسن أوروبي بشأن حجم التنسيق أو المشاركة في النقاش الدائر، خاصة بعدما عبّرت إيطاليا عن انزعاجها من التجاهل الفرنسي لها سواء على مستوى التنسيق أو الظهور في المشهد.

وبينما سبقت روما اللقاء بتصريحات عبّرت خلالها عن أنها تراقب بحذر الاجتماع المرتقب، تحدثت أوساط إيطالية عن خيبة أمل واضحة لعدم إشراكها في تنظيم الاجتماع، وهي الحالة التي كشفتها جريدة «لا ريبوبليكا» عندما قالت منزعجة إن إيطاليا لم تتلق أية معلومات إطلاقًا من فرنسا، وتم فقط إبلاغها بالأمر عن طريق مقربين من السراج ومستشارين لحفتر على حد سواء.

الرئيس الفرنسي الجديد يسحب البساط لصالح قصر الإليزيه

منسق رئيسي للجهود الأوروبية
إيطاليا التي اعتبرت نفسها خلال الأشهر الأخيرة منسقًا رئيسيًا للجهود الدبلوماسية الأوروبية والولايات المتحدة بشأن الملف الليبي، شعرت على ما يبدو أن الرئيس الفرنسي الجديد يسحب البساط لصالح قصر الإليزيه، لكنّ روما شعرت بمزيد الانزعاج بعدما قالت إنها، وفور تسلمها معلومات من الطرف الليبي، تواصلت مع فرنسا ولكنها لم تحصل على أي ردود فعل، وتحديدًا بشأن طبيعة العملية السياسية التي تريد باريس إرساءها.

إزاء هذا التطور صرح وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريون بأنه سيزور روما عشية لقاء حفتر والسراج، للحديث مع إيطاليا بحيثيات ما يجري، غير أن الشعور الإيطالي ظل لدى تلك النقطة غير راضٍ عن مستوى التنسيق، فتسارعت صحف رسمية نشر تقارير صبيحة اللقاء مفادها أن «اللقاء فشل قبل أن يبدأ».

الإحراج الكبير الذي وقعت فيه صحيفة «لاريبوبليكا»، واسعة الانتشار في إيطاليا ما نقلته الاثنين، بأﻥ «ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻓﺸﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ»، ﻣﺮﺟﻌﺔً ﺫﻟﻚ إﻟﻰ «ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺣﻔﺘﺮ ﻟﺤﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ»، وهو ما بدا بعيدًا عن الواقع بإعلان البيان المشترك.

اهتمام أيطالي محلي
الصراع المكتوم كشف اهتمامًا محليًا في إيطاليا بالملف الليبي، وهو ما ظهر من خلال ما نقلته وكالة «أكي» عن سياسية يمينية إيطالية أنّ «الاجتماع الذي نظمته فرنسا بشأن ليبيا يمثل فشلاً ذريعًا للسياسة الخارجية لرينزي ألفانو وجينتيلوني».

وقالت زعيمة حزب التحالف الوطني، إخوة إيطاليا، جورجا ميلوني في تصريحات الاثنين، إن «عدم الكفاءة والسطحية التي عالج بها تيار اليسار القضية الليبية هي السبب الأساس لحالة الطوارئ المرتبطة بالهجرة، وجعل بلادنا تفقد دورها الطبيعي كمحاور متميز مع ليبيا»، متابعة: «إنه فشل آخر لهذه الحكومات والذي ستدفع إيطاليا ثمنه باهظًا».

الخلاف على إدارة الملف الليبي أو مقاربات الحل بات بديهيًا خلال الفترة الماضية بين بعض الأطراف الإقليمية

الخلاف على إدارة الملف الليبي أو مقاربات الحل بات بديهيًا خلال الفترة الماضية بين بعض الأطراف الإقليمية، كالإمارات وقطر على سبيل المثال اللتين تختلفان كليًا في مقاربات الحل من جهة والأطراف الداعمة في الداخل من جهة أخرى، وأيضًا «مصر والجزائر» اللتين طفا على السطح خلال السنوات الأخيرة خلاف بينهما في وجهات النظر حول رؤيتهما للحل، لكنّ الجديد هذه المرة هو أنّ خلافًا جاء لأول مرة من الغرب الذي التزم خلال السنوات الماضية بلهجة متقاربة بشأن الملف الليبي.

وأثمر «لقاء باريس» الذي جمع فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وقائد الجيش الليبي المشير عن بيان مشترك تضمن الاتفاق على عشر نقاط عرّجت على أغلب الخلافات بين الأطراف، سواء السياسية أو الأمنية والاقتصادية حيث اتفق الطرفان على السعي لوضع خارطة طريق لتأمين والدفاع عن الأراضي الليبية ضد التهديدات وكل أنواع التهريب، بالإضافة إلى انخراط قوات الأمن والجيش في هذه الخطة كجزء من إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية لتنسيق مكافحة الإرهاب، وتأمين وضبط الحدود ومكافحة الشبكات الإجرامية المنظمة التي تستغل ليبيا وتزعزع الاستقرار في وسط البحر المتوسط.

وتأتي أهمية «لقاء باريس» في توقيت أعقب خارطة طريق اقترحها السراج وأثارت جدلاً كبيرًا بين الأطراف الليبية، ليتفق الطرفان الرئيسيان في ليبيا، «السراج وحفتر» برعاية فرنسية على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت، وهي ذاتها جوهر مبادرة السراج، كما كرر البيان المشترك التأكيد على أن الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات هو الجامع للعملية السياسية، فيما تعهد الطرفان ببناء دولة وطنية ديمقراطية ذات سيادة تحترم القانون والتداول السلمي للسلطة وحقوق الإنسان.

«لقاء باريس» يكشف الصراع الأوروبي على ليبيا
«لقاء باريس» يكشف الصراع الأوروبي على ليبيا
«لقاء باريس» يكشف الصراع الأوروبي على ليبيا

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تكالة يدعم جهود «أكاديمية الدراسات العليا» لتوطين البحث العلمي
تكالة يدعم جهود «أكاديمية الدراسات العليا» لتوطين البحث العلمي
أضر بالاقتصاد الوطني.. الحبس والغرامة لقائد تشكيل عصابي هرَّب محروقات
أضر بالاقتصاد الوطني.. الحبس والغرامة لقائد تشكيل عصابي هرَّب ...
«وسط الخبر» يناقش: هل يشرح فشل باتيلي مصير خليفته المرتقب؟
«وسط الخبر» يناقش: هل يشرح فشل باتيلي مصير خليفته المرتقب؟
مونتريال تحقق مع كندي وليبي متهمين بمحاولة بيع «مسيَّرات» في ليبيا
مونتريال تحقق مع كندي وليبي متهمين بمحاولة بيع «مسيَّرات» في ...
سفير هولندا يدعو إلى تحقيق شفاف حول وفاة دغمان
سفير هولندا يدعو إلى تحقيق شفاف حول وفاة دغمان
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم