قالت الرئاسة الفرنسية إن التحدي الأكبر أمام الليبيين هو «بناء دولة قادرة على الوفاء بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتتحلى بجيش نظامي موحد تحت سلطة مدنية»، وذلك عشية لقاء مرتقب يجمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، والقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر في باريس.

وأشارت الرئاسة الفرنسية، في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، إلى ضرورة «السيطرة على الأراضي الليبية والحدود لمحاربة الجماعات الإرهابية والاتجار بالأسلحة والمهاجرين، لكن في ظل رؤية للعودة إلى حياة مؤسسية مستقرة».

وأضافت الرئاسة الفرنسية «ليس المطلوب أن نتوصل غدًا إلى حل للأزمة الليبية، لكننا نأمل بأن يتوافق الطرفان المتنازعان على بيان مشترك»، مكررة أن لا حل عسكريًا في ليبيا.

الاهتمام الفرنسي المتزايد بدا واضحًا في سياسة الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، في حوار مع جريدة «لو موند» الفرنسية نهاية شهر يونيو الماضي إن «ليبيا كانت أولوية للرئيس الفرنسي».

اقرأ أيضًا: انزعاج إيطالي من لقاء السراج وحفتر في باريس

إزاء ذلك قال تقرير لوكالة «فرانس برس» إن لقاء فايز السراج والمشير خليفة حفتر برعاية ماكرون يسعى للتوصل إلى تسوية سياسية وإخراج البلد من الفوضى، حيث من المقرر أن يلتقي الاثنين بعد ظهر الثلاثاء في قصر سيل-سان - كلو التابع لوزارة الخارجية الفرنسية في منطقة باريس.

وذكرت الوكالة أن الرئيس الفرنسي سيلتقيهما على التوالي قبل اجتماع ثلاثي يحضره مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا غسان سلامة الذي يتسلم منصبه هذا الأسبوع، إذ يعد هذا هو اللقاء الثالث بين السراج وحفتر بعد اجتماعين في مايو 2017 في أبوظبي، وفي يناير 2016 بعيد تعيين السراج.

اقرأ أيضًا: السراج وسيالة يصلان باريس

وأشارت الوكالة إلى أن «مبادرة ماكرون لا تخلو من صعوبات بالنظر إلى الوضع الليبي المعقد والفوضى وسط تنازع السلطة، وتهديد للإرهابيين وتهريب الأسلحة والبشر».

ونقلت عن دبلوماسي فرنسي، لم تسمه، أنّ «المشهد متفجر جدًا على الصعيد السياسي والعسكري»، لكن الإليزيه اعتبر اللقاء «إشارة قوية» ويثبت «الالتزام الشخصي» للرئيس الفرنسي.