تترقب أسواق النفط العالمية اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» والمنتجين من خارجها، في مدينة سان بطرسبرغ الروسية غدا الإثنين، بينما يحاول وزراء النفط ضم ليبيا ونيجيريا إلى إطار اتفاق خفض الإنتاج المبرم نوفمبر الماضي.

ومن المتوقع أن يناقش اجتماع سان بطرسبرغ مدى التزام الدول المنتجة باتفاق خفض الإنتاج الكلي، ويشهد الحضور الأول لليبيا ونيجيريا. لكن مراقبين لفتوا إلى أن «تحالف الدول أضحى ضعيفًا ومهترئًا، ما يعكس مدى صعوبة تحقيق هدفهم المتمثل في تحقيق الاستقرار للأسواق العالمية».

محلل أميركي: «تراجع الأسعار تحت مستوى 50 دولارًا يضر بمنتجي أوبك. تريد الإكوادور الانسحاب من الاتفاق»

وذكرت شبكة «سي إن بي سي» الاقتصادية الأميركية أن التركيز بالأسواق منصبٌّ على اجتماع لجنة الرقابة الوزارية المشتركة المعنية بمراقبة مدى التزام الدول بتطبيق اتفاق خفض الإنتاج.

وتوقع مراقبون أن توصي اللجنة بالاستمرار في الالتزام بخفض مستويات الإنتاج الحالية، لافتين إلى جهود تُبذل لضم ليبيا ونيجيريا للإطار الحالي للاتفاق نظرًا لزيادة الإنتاج غير المتوقعة من البلدين.

وتراجعت أسعار النفط، الجمعة، عقب تقرير أظهر زيادة إنتاج دول «أوبك» في يوليو بمقدار 145 ألف برميل، مقارنة بشهر يونيو الماضي، مما يرفع الإنتاج الكلي إلى 33 مليون برميل يوميًّا.
ولفت رئيس السلع واستراتيجية المشتقات المالية في «بنك أوف أميركا» فرانسيسكو بلانش إلى «تصدعات داخل (أوبك)»، موضحًا أن «تراجع الأسعار تحت مستوى الـ50 دولارًا يضر بمنتجي (أوبك). تريد الإكوادور الانسحاب من الاتفاق وتعمل على زيادة إنتاجها، والآن يتحدث العراق عن زيادة إنتاجه بمقدار نصف مليون برميل».

وتابع: «المجموعة تواجه ضغطًا كبيرًا من أعضاء لا تريد خفض إنتاجها. أعتقد أن الاجتماع سيكون روتينيًّا لا أكثر. ستكون هناك بعض التوصيات».

وتوقع بلانش ثبات أسعار النفط بين 45 و 50 دولارًا للبرميل خلال العام الجاري. وقال: «(أوبك) محاصَرة. لا يمكنها الخروج بسهولة. فالاختيار هنا بين موت سريع أو بطيء. فالتخلي عن اتفاق خفض الإنتاج بمثابة موت سريع، والإبقاء عليه بصيغته الحالية موت بطيء».

توقعات بثبات أسعار النفط بين 45 و 50 دولارًا للبرميل خلال العام الجاري

ومن جانبها قالت رئيسة استراتيجة السلع لدى «آر بي سي كابيتال ماركتس»، هيلما كروفت، إن ليبيا ونيجيريا مترددتان في الموافقة على فرض قيود لإنتاجهما، وسترسل البلدان وفودًا للمشاركة في اجتماع روسيا.

وتابعت: «قد يفي وزير النفط السعودي خالد الفالح بتعهده بإفساح المجال لإنتاج دول مثل ليبيا ونيجيريا، وخفض إنتاج السعودية، لكني لا أتوقع إعلان مزيد من خفض الإنتاج». ورأت أن الاجتماع المقبل يجب أن يتعامل مع زيادة الإنتاج في ليبيا ونيجيريا، إما بإنهاء استثناء البلدين أو تقرير مزيد من خفض الإنتاج لباقي الدول.

وبدوره رأى جون كيلدوف من «آجين كابيتال» أن الخبر الجيد الوحيد الذي سيدفع الأسواق للأمام هو إعلان السعودية خفض مزيد من إنتاجها، لكنه استبعد أن يكون هناك مزيد من خفض الإنتاج قائلاً: «لا توجد رغبة لذلك».

ولا تزال إمدادت النفط مرتفعة، رغم تراجع الإنتاج في الولايات المتحدة. وخفَّض كثير من المراقبين توقعاتهم للأسعار. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 2.5% إلى 45.77 دولار، وتراجعت عقود خام برنت 2.6% إلى 48 دولارًا للبرميل، في تعاملات أول من أمس الجمعة.