تسلمت مصلحة الآثار بالحكومة الموقتة، أمس الأربعاء، من القوات الخاصة البحرية تمثالاً رخاميًّا كان قد عُـثر عليه بشارع المهدوي في وسط البلاد بمدينة بنغازي.

وأوضح المكتب الإعلامي للمصلحة، في بيانٍ نشره عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، أن التمثال يعود لرأس امرأة تنتمي للحقبة الرومانية في أوائل القرن الثاني الميلادي، مضيفًا أن عملية التسليم جرت بمقر القوات البحرية بمحضر رسمي وقَّعه مدير إدارة البحوث والدراسات الأثرية، الدكتور صالح العقاب، وآمر عمليات محور سوق الحوت علي الهادي بورزيزة.

وقال عقاب: «إن التمثال من التماثيل الشخصية، ويمثل شخصية مهمة في العصر الروماني، وبه الكثير من السمات التي تمكننا من التعرف على تاريخه بسهولة، ويبدو أنه غير مسجَّل في مراقبة آثار بنغازي، وسيتم التأكد من ذلك من خلال مراجعة القطع المسجلة لديها».

وأشار عقاب إلى أن الرأس الرخامي «ربما كان بحوزة أحد مهربي الآثار أو أنه قد جُلب من منطقة أخرى لأن هذه المنطقة كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية التي ربما حاولت تجميعها وبيعها من أجل تمويل أعمالها الإجرامية».

من جهته، أوضح مدير مكتب الآثار المسروقة بالمصلحة الدكتور خالد الهدار أن «الملامح وتصفيفة الشعر وأيضًا استعمال مميزات النحت كاستعمال المثقاب بشكل خفيف ترجِّح أن التمثال يرجع إلى أوائل القرن الثاني الميلادي، ونحن نحتاج إلى دراسة وإلى مقارنات للتأكد من ذلك».

وأكد الهدار أن التمثال «روماني وربما يكون إلهة لدى الرومان أو أنها سيدة من الأسرة الحاكمة أو سيدة غنية جدًّا»، مبينًا أنه «من خلال الشكل يتضح أنها شخصية مرموقة وهي إضافة جديدة ومهمة لأنَّ مدينة بنغازي وما تملكه مدينة بنغازي من منحوتات يعتبر قليلاً جدًّا».

في المقابل، ذكر آمر عمليات محور سوق الحوت، علي الهادي بورزيزة، أن التمثال عُـثر عليه في نهاية شارع المهدوي بمنطقة وسط البلاد من قبل الكتيبة 240، مضيفًا أنه كان مخبأ بأحد المنازل لغرض التصرف به وبيعه ونقله عن طريق البحر.

وأشار المكتب الإعلامي لمصلحة الآثار إلى إقامة مؤتمر صحفي يوم الأحد المقبل بمقر المصلحة في منطقة الليثي لتوضيح الدراسة المبدئية لكشف الشخصية التي يجسدها التمثال والفترة التاريخية التي يرجع إليها.