إصرارًا على استمرار الحراك الثقافي الإبداعي في مدينة سبها وتأكيدًا على نبض الحياة فيها، قام عدد من الفنانين التشكيليين بالمدينة بإطلاق مبادرة «الرسم على الجدران» في شارع عمر بن الخطاب، كلوحات للتعبير عن إبداعهم الفني، مستلهمين تفاصيله من التراث الليبي، حيث سعى خلالها الفنانون عبدآلله ابوعذبة وأحمد الكيلاني وأحمد السني وإبراهيم الغناي وعائشة معتوق وأمنة الزعيتري وحمزة أحمد وأسامة سالم وجمال العز ومفتاح جمعة ومحمد بنغازي وإبراهيم معنقر وخالد بن سلمى، إلى الابتعاد عن التكلف والافتعال وتقديم كل ما هو جديد ومختلف، تاركين للمواطن سبر غور أعمالهم التي تنوعت في الأسلوب والأداء.
وقال الأستاذ عادل بن سلمى لـ«بوابة الوسط» رغم الأوضاع الصعبة بالمدينة من انقطاع الكهرباء وأزمة السيولة والظروف الأمنية وقلة الإمكانات والأدوات التي يصعب توافرها، وكلها معوقات تجعل العمل صعبًا ومرهقًا، إلا أنه لابد من إيصال الصوت، فهذه الظروف لم تقف عائقًا أمام المبدعين في مدينة سبها.
وتأتي مبادرة الفنانين التشكيليين في مدينة سبها بمشاركة الكشافة واعضاء منظمة شبابك يا ليبيا، ردًّا على انتشار السلاح والعنف، فللمدنية نشاطات كثيرة غير السلاح الذي يطغى على كل شيء هي من البساطة والمدنية، بحيث إنها تحفر عميقًا في ذاكرة الناس، وتؤسس لبناء مستقبل خالٍ من العنف رغم قتامة اللحظة الراهنة، وكأن لسان حال مبدعي سبها يقول: رغم كل هذا العنف ثمة لون يسطع خلف الدبابة، وثمة صورة أقوى من صوت الهاون، وثمة رسام يقبض بريشته على لحظات صغيرة ساخرًا من بلادة السياسيين.
تعليقات