Atwasat

لقاء صالح - السويحلي.. «الواقعية» تتحقق في روما

روما - تونس - طرابلس - بنغازي: الوسط الجمعة 28 أبريل 2017, 03:48 مساء
WTV_Frequency

أعطى اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة عبدالرحمن السويحلي في روما، الجمعة الماضي، دفعة كبيرة لجهود الحل السياسي في ليبيا، في ظل توقعات دولية بأن تشهد الفترة المقبلة خطوات أخرى كبيرة قد تشمل اجتماعا بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر.

وفاجأ لقاء عقيلة صالح مع رئيس مجلس الدولة المتابعين، كونه تم دون إعلان مسبق، لكنه أدى -في المقابل- إلى إشاعة جو من التفاؤل داخل الأوساط المنشغلة بحل الأزمة الليبية، ولاسيما بعد إعلان طرفيه عن استعدادهما للعمل من أجل المصلحة الوطنية العليا ووقف نزيف الدم في البلاد، وفق ما جاء في بيان مشترك صدر في ختام اللقاء.

رغبة في مواصلة الحوار
وعكست التصريحات الصادرة عن الطرفين رغبتهما في مواصلة الحوار، باعتباره الطريق الوحيدة لتحقيق المصالحة الوطنية. وقال المكتب الإعلامي لمجلس الدولة: «ساد جو من الود والصراحة هذه اللقاءات التي يعتبرها الطرفان مفيدة للغاية، إذ ناقشا القضايا التي تؤثر في الحياة اليومية للمواطن الليبي، واتفقا على التوصل إلى حلول سلمية ومنصفة للقضايا العالقة».

وأشار المكتب الإعلامي في بيان مقتضب إلى «أن الأمر يتطلب لقاءات أخرى ترتكز أساسا على إعلاء مصلحة الوطن والمواطن، والمصالحة الوطنية، ووقف نزيف الدم، وعودة كل النازحين في الداخل والخارج».

لمطالعة العدد 75 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

ووفق البيان، فقد «شدد رئيس مجلس الدولة، على أن اللقاء الذي جمعه مع رئيس مجلس النواب، كان في إطار المؤسسات المنبثقة من الاتفاق السياسي الليبي وآليات تنفيذه، وبحث المختنقات التي تواجه تطبيقه والتعديلات اللازمة لذلك، مؤكدا عدم تطرق اللقاء لملف المؤسسة العسكرية إلا في ما يخص ضرورة انصياعها للسلطة المدنية العليا».

ونقل المكتب الإعلامي لمجلس الدولة أن السويحلي أبدى موافقته وقبوله الدعوة، انطلاقا من قناعته بضرورة تقديم التنازلات والجلوس والحوار مع الطرف الآخر، المتمثل في مجلس النواب لإنهاء الانقسام السياسي وتحقيق المصالحة الوطنية.

وقال رئيس مجلس الدولة إن الاتفاق السياسي هو الجامع «بين النواب والأعلى للدولة»، وإن لقاءه برئيس البرلمان إنما جاء «لصالح مستقبل الوطن»، مضيفا، في تدوينة على حسابه بموقع «تويتر»: «ما جمعني بعقيلة صالح مستقبل وطن، والأشخاص لا يعنون شيئا في تاريخ الأوطان إلا بقدر شجاعتهم في الحق».

عبد الكريم: لقاء روما جاء بناء على وساطة تونسية - إيطالية للاستماع إلى وجهة نظر السويحلي التي تسهم في حل الأزمة الراهنة

أما المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب، فتحي عبدالكريم، فقال إن لقاء روما جاء بناء على وساطة تونسية - إيطالية للاستماع إلى وجهة نظر السويحلي التي تسهم في حل الأزمة الراهنة.
وأشار إلى أن اللقاء ناقش ضرورة العمل على المصالحة الوطنية الشاملة وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم، والإسراع في حل الأزمات التي يعانيها المواطن الليبي والاستمرار في الحوار، وتعديل الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وشدد عبدالكريم على أن اللقاء لم يتطرق إلى طلب أو تحديد أسماء معينة لتولي المناصب، لافتا إلى أن المستشار عقيلة صالح وافق على اللقاء بصفته رئيس مجلس النواب لكل ليبيا، ويفاوض من أجل مصلحة كل الليبيين.

ودعا رئيس مجلس النواب إلى المصالحة وحقن الدماء والدعوة إلى الأمان والاستقرار، ومحاربة الإرهاب ورفع المعاناة عن المواطن الليبي الذي اكتوى بغلاء الأسعار ونقص السيولة وارتفاع أسعار العملات الصعبة، مشددا على أنه «لا تنازل عن الثوابت التي أعلن عنها في مجلس النواب حول استمرار الحوار وتعديل الاتفاق السياسي»، وفق عبدالكريم.

ترحيب وتفاؤل
قوبل اللقاء بترحيب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، إمحمد شعيب، الذي قال إن هذه الخطوة تعبر عن «شجاعة الطرفين والتحلي بروح المسؤولية الوطنية للعمل معا من أجل إنقاذ البلاد من التمزق والانقسام». وقال شعيب لـ«الوسط» إن هذه الخطوة إحدى مخرجات ومقتضيات وثيقة الحوار السياسي، تعكس أن «الواقعية السياسية وتغليب العقل هما الطريق نحو الاستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية»، مطالبا بضرورة توسيع مثل هذه اللقاءات لتشمل الأطراف الفاعلة كافة في المشهد السياسي الوطني.

وفي تغريدة له على حسابه بـ «تويتر»، وصف رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، مارتن كوبلر، اللقاء بـ«الخطوة الجيدة نحو تنفيذ الاتفاق السياسي»، مضيفا: «شجعني الاجتماع بين رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الأعلى للدولة»، علما بأن كوبلر التقى أول من أمس الثلاثاء السويحلي في العاصمة طرابلس وبحث معه تفاصيل لقائه مع رئيس مجلس النواب.

السويحلي: بنود الاتفاق السياسي حددت آلية تعديله «بشكل واضح وصريح»

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الدولة إن السويحلي أعرب خلال اللقاء عن انزعاجه الشديد من إضاعة وإهدار الوقت في مناقشة تفاصيل جانبية فيما يخص آلية تعديل الاتفاق السياسي، مؤكدا أن بنود الاتفاق حددت آلية تعديله «بشكل واضح وصريح».

وبحث السويحلي مع كوبلر نتائج اجتماعه مع رئيس مجلس النواب، والخطوات العملية لبدء المفاوضات بشكل مباشر بين المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب لمعالجة المختنقات التي تواجه الاتفاق السياسي، وإجراء التعديلات اللازمة لذلك وفقا للآليات المنصوص عليها في بنود.

لمطالعة العدد 75 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

من جانبه، عبر مبعوث الأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا، السفير صلاح الدين الجمالي، «عن أمله في انعقاد الحوار الليبي في أقرب وقت»، وقال: «أنا متفائل بقرب إعلان استئناف الحوار السياسي بين الأشقاء الليبيين لتطوير اتفاق الصخيرات».

وأضاف في تصريحات إلى جريدة «الأهرام» المصرية أنه لمس «خلال لقاءاته داخل ليبيا، أنه لا يوجد خلاف جوهري، وأن الجميع حريصون على وحدة بلادهم، وبناء حياة سياسية عصرية وديمقراطية في ليبيا، وعلى تجنب الإقصاء».

من جهة ثانية، ربطت وسائل إعلام دولية بين لقاء رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الدولة، بدور إيطالي متنام في مسار الأزمة الليبية، في ظل الانشغال الأميركي بملفات أخرى أكثر إلحاحا بالنسبة لإدارة الرئيس دونالد ترامب.

«لاستامبا»: اجتماع روما لم يتطرق وفق مصادرها إلى إشكاليات حيوية تتعلق بإدارة الأزمة في ليبيا

وركزت مختلف الصحف الإيطالية في تغطيتها للقاء بدور مكتب وزير الخارجية الإيطالي انجلينو ألفانو في تنظيمه. وأكدت جريدة «لاستامبا» أن اجتماع روما لم يتطرق وفق مصادرها إلى إشكاليات حيوية تتعلق بإدارة الأزمة في ليبيا، لكنه سمح للطرفين بالاجتماع والاتفاق على عقد سلسلة لقاءات أخرى.

أما جريدة «كوريري ديلا سيرا»، فذكرت أن اللقاء كان مثمرا جدا، وتم الاتفاق خلاله على ضرورة بلورة حل سلمي للأزمة الليبية، مشيرة إلى أن أهمية اللقاء تكمن في كونه الأول على هذا المستوى بين الطرفين، وأنه يفتح الباب للقاءات أخرى.

وأوضحت الجريدة أن إيطاليا عملت على التحفظ عن هذا اللقاء، ولكن أخباره تسربت لتوجيه رسالة إيجابية لليبيين.

من جانبها، رأت جريدة «ذا غارديان» البريطانية في هذا اللقاء انفراجة دبلوماسية لحل الأزمة الليبية، وقالت إنه قد يفضي إلى اتفاق نهائي بين الطرفين.

حضور روسي
تزامنت هذه الأجواء مع زيارة لافتة لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، التقى خلالها السراج، فيما يعكس اهتمام موسكو بتعميق علاقتها مع مختلف الأطراف، وكسر الانطباع السائد بدعمها للقيادة العامة للجيش الليبي.

وناقش السراج مع بوغدانوف الإجراءات العملية لتنفيذ برامج التعاون الاقتصادي، وتسهيل عودة الشركات والمؤسسات الروسية للعمل مجددا في ليبيا، فيما أكد المسؤول الروسي أن الشركات الروسية ستعود قريبا للعمل في ليبيا وأن «الاستعدادات جارية لتحقيق ذلك»، بحسب ما نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس عبر صفحته على موقع «فيسبوك».

وأكد بوغدانوف خلال اللقاء «اهتمام روسيا البالغ بحل الأزمة الليبية من خلال المفاوضات بين الأطراف السياسية الليبية، مؤكدا أن روسيا ستعيد «علاقات التعاون مع ليبيا إلى سابق عهدها وستفي بهذا التعهد».

كما التقى السراج، بمقر المجلس بمدينة طرابلس، المبعوث الأممي مارتن كوبلر، الذي أطلعه على نتائج اجتماعاته في نيويورك على هامش جلسة مجلس الأمن التي بحثت تطورات الوضع في ليبيا.

كوبلر: المجتمع الدولي متفق على أنه «لا مجال للحل العسكري في ليبيا، وأن الحل الوحيد يصاغ على طاولة المفاوضات»

وتناول الاجتماع، وفق بيان لإدارة التواصل والإعلام بمجلس الوزراء، الخطوات القادمة لإنجاح العملية السياسية في ليبيا، إذ أكد كوبلر أن المجتمع الدولي متفق على أنه «لا مجال للحل العسكري في ليبيا، وأن الحل الوحيد يصاغ على طاولة المفاوضات»، بينما شدد السراج على أن «الحوار الجاد يقضي بإنهاء كافة عمليات التصعيد العسكري وإعلان وقف إطلاق النار في الجنوب الليبي».

وفي سياق متصل، بدأ المبعوث الأممي الأربعاء زيارة إلى الجزائر «لمواصلة المشاورات بشأن الأزمة الليبية». وذكرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، في بيان، أن كوبلر سيجري خلال زيارته محادثات مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، عبدالقادر مساهل، حول «آخر مستجدات الوضع في ليبيا، ومدى تطبيق الاتفاق السياسي الليبي».

وقال وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إن بلاه لا تحتاج إلى وسيط للاستماع إلى انشغالات الليبيين، لذلك بادرت إلى إرسال أحد أعضاء الحكومة الأسبوع الماضي إلى ليبيا، في إشارة إلى زيارة مساهل إلى بعض المدن الليبية.

وأكد لعمامرة في تصريح إلى الصحفيين على هامش ندوة حول «حرية المعتقد في الجزائر» بمقر وزارة الخارجية الجزائرية مساء الثلاثاء، أن بلاده ستحتضن الدورة 11 لدول جوار ليبيا في 8 مايو المقبل.

لمطالعة العدد 75 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حالة الطقس في ليبيا (السبت 20 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (السبت 20 أبريل 2024)
منخفض صحراوي مركزه الجزائر يضرب ليبيا خلال اليومين المقبلين
منخفض صحراوي مركزه الجزائر يضرب ليبيا خلال اليومين المقبلين
تحذير من رياح نشطة على الساحل الغربي
تحذير من رياح نشطة على الساحل الغربي
إرجاع الكهرباء لمناطق عدة في طرابلس
إرجاع الكهرباء لمناطق عدة في طرابلس
تنفيذا لتعليمات المقريف.. المدارس تفتح أبوابها لتلاميذ الإعدادية والثانوية
تنفيذا لتعليمات المقريف.. المدارس تفتح أبوابها لتلاميذ الإعدادية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم