Atwasat

«حرب الغاز» من ليبيا إلى إيطاليا.. تخلط أوراق الجزائر

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأربعاء 12 أبريل 2017, 11:28 صباحا
WTV_Frequency

فرضت زيادة إمدادات ليبيا من الغاز والتنافسية الكبيرة من «غازبروم» الروسية وغاز الولايات المتحدة الأمريكية وتهديدات إيطاليا، جلوس الجزائر مع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع في بروكسل للتفاوض حول الأسعار وتجديد عقود التزود بالطاقة.

وقال مصدر جزائري من وزارة الطاقة إن بلاده دخلت في مفاوضات ماراثونية مع المفاوض الأوروبي، لتجديد عقود طويلة الأجل لتزويد أوروبا بالغاز، تنتهي في غضون عامين، ومناقشة الأسعار محل الخلاف بين الجانبين.
وقبل سنوات لم تكن الجزائر تجد صعوبة في إقناع الشريك الأوروبي بتجديد عقود تتجاوز مدتها 20 سنة، لكن دخول منافسين جدد سوق الطاقة ضاعف من متاعب الجزائر المتضررة منذ يونيو 2014 من تهاوي أسعار النفط.

وأوضح الخبير الاقتصادي الجزائري الدكتور كمال سي محمد، أن الجزائر ستجلس مع الاتحاد الأوربي في قادم الأيام للتفاوض حول الأسعار، لأنها العائق في عدم التجديد وفي ظل تنافسية كبيرة من غازبروم الروسية وإمدادات ليبيا وغاز الولايات المتحدة الأمريكية.

خبير جزائري: الجزائر تترقب زيادة امدادات ليبيا وإنتاجها

ترقب زيادة إمدادات ليبيا
وأضاف سي محمد لـ«بوابة الوسط»، أن الجزائر أيضًا تترقب زيادة امدادات ليبيا وإنتاجها، بالإضافة إلى أنها مستعدة للمنافسة السعرية ومحاول استرجاع سوقها قبل الأزمة الليبية، إذ أن الأسواق تأخذ ذلك في الحسبان في تحديد كميات النفط والغاز في المستقبل.

وأكد الخبير الاقتصادي أخذ الجزائر بعين الاعتبار هذه النقطة، وستكون أوراقها اقل بالنسبة للمفاوض الأوروبي، في حين أن الاتحاد يمكنه الاعتماد على روسيا أو ليبيا أو حتى مصر في هذه النقطة.

وتبدي الجزائر تخوفًا من عدم تجديد عقودها لذلك سارعت أمس الثلاثاء، لأول مرة لإبداء استعدادها لإبرام عقود قصيرة الآجل مع الأوروبيين لتصدير الغاز الطبيعي، وقال نور الدين بوطرفة، وزير الطاقة الجزائري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة والمناخ ميغيل أرياس كانيتي ببروكسل، إن الجانب التجاري هو العامل الرئيس الذي سيحدد كيفية تجديد تلك العقود لتصدير الغاز إلى الدول الأوروبية، وأضاف أن الجزائر مستعدة لإبرام عقود طويلة الآجل، أو عقود قصيرة، وتحديد مدة العقود متوقف على المفاوضات التي ستجمع الجزائر والشركات الطاقوية في أوروبا.

وكان مسؤولون في شركة سوناطراك الحكومية للطاقة قالوا إن الجزائر ستتبنى هذا العام نهجًا جديدًا في عقود الغاز، وإنها لن تطلب اتفاقات لمدة 20 أو 25 عاما، وستسعى بدلا من ذلك لإبرام عقود تتراوح مدتها بين عشر سنوات و15 سنوات.

وطمأن نور الدين بوطرفة الأوروبيين بشان قدرة الجزائر، على تلبية حاجيات السوق الأوروبية، وضمان تموينها بالكميات المطلوبة خلال 20 أو 30 سنة المقبلة، وقال إن الجزائر تعد أكبر منتج للغاز الطبيعي في أفريقيا، وثالث مورد للغاز الطبيعي نحو أوروبا بعد روسيا والنرويج.

وزير الطاقة الجزائري: الجزائر قادرة على تلبية حاجيات السوق الأوروبية

إيطاليا تخلط أوراق الجزائر وليبيا
وباعت الجزائر 20 مليون متراً مكعباً من الغاز إلى إسبانيا العام الماضي، لتغطي 55 في المائة من احتياجات الأخيرة، في حين زودت إيطاليا بما يعادل 16 في المائة من حجم الطلب لديها والبرتغال بما يعادل 15 في المئة.

ويتزامن تراجع البلاد عن بعض الشروط بعد تصريحات وزير التنمية الاقتصادية الإيطالية كارلو كالندي، التي مست الجزائر وليبيا بشكل مباشر.

وقال الوزير الإيطالي حسبما نقلته وكالة «أذرتاج» الاثنين الماضي، إن اختيار مشروع خط أنابيب الغاز العابرة للبحر الأدرياتيكي «تاب»، سيؤثر تأثيرا إيجابيا على أمن الإمدادات وتنويع مصادر الغاز وارتفاع عدد الشركات المنافسة والأسعار في أسواق إيطاليا وأوروبا.

وحسب قوله، «يكتسب تنويع المصادر والطرق أهمية بالغة. وتعتمد إيطاليا حاليا على الغاز الطبيعي الروسي بنسبة 45 في المائة. والمصدران الرئيسيان الآخران هما الجزائر وليبيا، اللتان تعتبران منطقتين غير مستقرتين. ستنتهي مدة معاهدات الامدادات مع الجزائر في عام 2020، الأمر الذي قد يشكل نقصا بنسبة 14 مليار متر مكعب من الغاز في تلبية الاحتياجات المرتقبة. لهذا تاب مشروع مهم».

وتم وضع حجر الأساس لمشروع تاب في 17 مايو عام 2016 في مدينة سالونيك اليونانية، وتم تنفيذ حوالي 32 في المائة من الأعمال الخاصة بإنشاء خط أنابيب الغاز العابر للبحر الأدرياتيكي.

وخط الأنابيب العابر للأدرياتيكي «تاب» الذي يمتد على مسافة 871 كيلومترا سيتصل مع خط أنابيب الغاز العابر للأناضول «تاناب»، قرب الحدود التركية-اليونانية في منطقة كيبوي. ويهدف مشروع «تاب» إلى نقل الغاز المستخرج من حقل «شاه دنيز 2» الأذربيجاني إلى جنوب إيطاليا (8 كيلومترات) عبر اليونان (547 كيلومتر) وألبانيا (211 كيلومتر) والبحر الأدرياتيكي (105 كيلومتر) ومنها إلى أوربا الغربية.
ويعلق الخبير سي كمال على ضغوطات الأوروبية عن طريق الرهان على خط «تاب»، أنه في الظرف الحالي قطاع الطاقة غير مربح كسابقه لأن الأسعار متدنية، بالإضافة إلى أن عين الاتحاد الاوروبي على تكنولوجيا الغاز الصخري مثل أمريكا ولكن هذا الأمر سيؤخذ بعض الوقت.

الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيني» الإيطالية: إنتاج الغاز المسال في ليبيا سيصل إلى 10 ملايين طن سنويًّا بحلول 2025

استكشافات جديدة
لكن في الوقت الراهن يستمر الصراع في ليبيا بين عدة دول أوروبية حول السيطرة على حقول الغاز، فإيطاليا من خلال شركة «إيني» فازت بعقود ضخمة عام 2007 لاستثمار الغاز بمنطقة «مليته» التي تحوي على مخزون من الغاز يكفي أوروبا لمدة ثلاثين عاما، بينما فازت فرنسا عام 2010 من خلال شركة «توتال»، بعقد لاستثمار الغاز بحوض «نالوت» القريب من «مليته». قبل أن تعود ليبيا وتلغي العقد مع الشركة الفرنسية بعد جدل قانوني.

والأسبوع الماضي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط والشركة الإيطالية إيني عن اكتشاف حقل غاز جديد يبعد حوالي 140 كم عن العاصمة الليبية طرابلس. وأشار بيان الشركة إلى انه جرى استكمال حفر البئر عند العمق النهائي 9780 قدما (2981 مترا). في وقت صرح الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيني» الإيطالية كلاوديو ديسكالزي، إن إنتاج الغاز المسال في ليبيا سيصل إلى 10 ملايين طن سنويًّا بحلول 2025.

وأواخر شهر مارس أظهرت بيانات من «سنام ريتي» المشغلة لشبكة الغاز في إيطاليا، أنه من المتوقع بقاء واردات روما من الغاز الليبي عند أدنى مستوياتها في عام. بعدما هبطت شحنات الغاز إلى إيطاليا عبر خط أنابيب غرين ستريم في ليبيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سلمه دعوة لزيارة موسكو.. سفير روسيا يبحث مع عقيلة سياق استقالة باتيلي
سلمه دعوة لزيارة موسكو.. سفير روسيا يبحث مع عقيلة سياق استقالة ...
«التعليم»: امتحانات الشهادة الثانوية في موعدها 2 يونيو المقبل
«التعليم»: امتحانات الشهادة الثانوية في موعدها 2 يونيو المقبل
نقابة هيئة التدريس الجامعي تحذر من انهيار الاتفاق المبرم مع الحكومة
نقابة هيئة التدريس الجامعي تحذر من انهيار الاتفاق المبرم مع ...
جريدة «الوسط»: الحالة الليبية تستنسخ سيناريو غسان سلامة وستيفاني ويليامز
جريدة «الوسط»: الحالة الليبية تستنسخ سيناريو غسان سلامة وستيفاني ...
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 19 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 19 أبريل 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم