بدأت في مقر كلية الشرطة بالعاصمة الإيطالية روما، اليوم الاثنين، أعمال لقاء دول شمال وجنوب المتوسط حول الهجرة القادمة من ليبيا، وذلك في حضور وزراء داخلية خمس دول من الاتحاد الأوروبي، هي: فرنسا والنمسا وإيطاليا وسلوفينيا وألمانيا، بالإضافة إلى ليبيا والجزائر وتونس إلى جانب سويسرا والمفوضية الأوروبية.
اقرأ أيضًا- تحذير أوروبي عشية لقاء روما حول الهجرة القادمة من ليبيا
ويبحث المجتمعون خطة متكاملة تقضي بإرساء مجموعة اتصال لإدارة الهجرة القادمة من ليبيا تحديدًا، في وقت يتزايد فيه وصول المهاجرين غير الشرعيين من الساحل الليبي إلى إيطاليا، حيث أنقذت البحرية الإيطالية يوم الأحد وحده أكثر من 3300 مهاجر أفريقي.وقالت مصادر إيطالية، اليوم، إن ليبيا تقدمت للمؤتمر بمطالب محددة للحصول على معدات وتجهيزات ومرافق، تناهز قيمتها الإجمالية 800 مليون يورو، بهدف السيطرة والتحكم في تدفق المهاجرين وموجات النزوح من أراضيها.
وتطالب السلطات الليبية بتمكينها من عشر سفن للبحث والإنقاذ، وعشرة زوارق سريعة وأربع طائرات عمودية، و24 مركبًا مطاطيًا، وعشر سيارات إسعاف، و30 سيارة من نوع جيب، و15 سيارة نقل أخرى، و30 منظومة اتصال عبر الأقمار الصناعية.
وخصصت المفوضية الأوروبية نظريًا 200 مليون يورو، وهو مبلغ تعهد به الاتحاد الأوروبي، ضمن خطة إدارة الهجرة القادمة من ليبيا، ولم يتم الإفراج عن المبلغ بعد.ويقول الدبلوماسيون إن المطالب الليبية الجديدة ستمثل اختبارًا لمدى صدقية الطرف الأوروبي، الذي يواجه معضلة في تمويل مجمل سياسته الخارجية والأمنية وكرَّس أموالاً طائلة لتركيا.
وإذا ما تمت تلبية المطالب التي تقدم بها الوفد الليبي، فإن المبلغ قد يتم استقطاعه من خطة أوسع للتعامل مع الهجرة في الدول الأفريقية، وفق المصادر، مما يولد إشكاليات جديدة إضافية.
ويبحث مؤتمر روما نقطة هامة أخرى تتمثل في إنشاء غرفة عمليات وغرفتين لمتابعة موجات نزوح المهاجرين من ليبيا، تتولى تنسيق التحركات لملاحقة المهربين ومراقبة تحركاتهم وتنظيم عمليات الإغاثة والرصد.كما أن الخلافات تظل قائمة بشأن إنشاء مخيمات أو معسكرات لإقامة اللاجئين والمهاجرين في ليبيا ودول المنطقة، وتوجيه مراكب المهاجرين إلى دول أخرى غير إيطاليا.
كما يبحث المجتمعون وسط تكتم تام تحديد موقف مشترك للتعامل مع المنظمات غير الحكومية، التي تساعد المهاجرين للالتحاق باليابسة الأوروبية، وما يعتبره الأوروبيون تواطئًا مع شبكات التهريب.
ولا يجري الحديث حاليًا على ملاحقة شبكات التهريب في الساحل الليبي، ولكن تعقب المهربين في عرض البحر.ويرافق رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في المداولات حول الهجرة وفد ليبي يضم وزير الداخلية عارف الخوجة ووزير الخارجية محمد الطاهر سيالة، فيما يجري رئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي لقاءً مع رئيس مجلس الشيوخ الأيطالي مساء اليوم.
اقرأ أيضًا- جنتيلوني والسراج يناقشان العلاقات الاقتصادية ومكافحة تهريب المهاجرين
وفي غضون ذلك، توجه وزير الخارجية الإيطالية أنجلينو ألفانو إلى واشنطن لبحث الوضع الليبي مع المسؤولين الأميركيين، بعد أيام فقط من اتصالات أجراها في العاصمة الأميركية الرجل الثاني في المجلس الرئاسي الليبي أحمد معيتيق، حيث ذكرت مصادر متطابقة أنه سعى للاتصال بمسؤولين من إدارة ترامب، وحثهم على إبداء مزيد من التركيز والاهتمام في إدارة الشأن الليبي ودعم حكومة الوفاق.
تعليقات