أعرب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، عن أمله في وساطة روسية لحل الأزمة الليبية، نافيًا الاتفاق مع القائد العام للجيش المشير أركان حرب خليفة حفتر خلال زيارتهما القاهرة يومي 14 و15 فبراير الجاري واجتماعهما مع اللجنة المصرية المعنية بليبيا برئاسة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي.

وقال السراج في مقابلة مع «رويترز» اليوم الأحد، في ميونيخ، إنه «يود من روسيا أن تقدم المساعدة في التغلب على الأزمة في ليبيا» مجيبًا بـ«نعم» عند سؤاله عن إمكانية أن تصبح موسكو «وسيطًا مفيدًا لنقل الرسائل السياسية أو الضغط على حفتر».

وقالت «رويترز» إن روسيا تتوقع زيارة قريبة للسراج إلى موسكو، معتبرة أن جولة المشير أركان حرب خليفة حفتر على متن حاملة طائرة روسية في البحر المتوسط، تظهر الدعم الذي يحظى به من الكرملين.

وتوقع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني «أن تلعب روسيا دورًا إيجابيًّا في حل الأزمة الليبية». متمنيًا «أن يكون لأي طرف ينخرط في ليبيا تأثير إيجابي بمعنى أن يفهم رسالة أنه (السراج) يرغب في الجلوس مع الأطراف الليبية الأخرى».

الطرف الآخر لا يزال رافضًا الحوار
واستضافت القاهرة خلال الأسبوع الماضي كلاً من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، والقائد العام للجيش المشير أركان حرب خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ووفد من المجلس الأعلى للدولة برئاسة النائب الثاني لرئيس المجلس محمد إمعزب، غير أن اللقاء الذي كلن مرتقبًا بين حفتر والسراج لم يتم.

ويسعى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، بقيادة السراج، إلى إعداد خطط لتشكيل قوات أمن ليبية موحدة منذ أن وصل إلى طرابلس في مارس 2016، إلا أنه لم يحقق تقدمًا يذكر، وفق «رويترز».

وذكرت «رويترز» أن السراج «أجرى محادثات مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وسفير موسكو لدى ليبيا». وقال معلقًا على الاجتماعين «إنه بعث برسالة واضحة مفادها بأن حكومته لا ترغب في استثناء أي قادة عسكريين».

وأوضح رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أنه «يرغب في توحيد القوى العسكرية والتعاون في محاربة الإرهاب، وانضواء تلك القوات العسكرية تحت مظلة سياسية».

ونوهت «رويترز» إلى أن مصادر مصرية لم تسمها «قالت في وقت سابق إن السراج وحفتر وافقا على الالتزام بخطة تهدف إلى تشكيل لجنة مشتركة للتفاوض على المصالحة، وإجراء انتخابات بحلول فبراير 2018».

لكن السراج أوضح لـ«رويترز» خلال المقابلة، التي جرت على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن بميونخ في ألمانيا، «أنه لم يجر التوصل إلى اتفاق في القاهرة، مشيرًا إلى أن الطرف الآخر لا يزال رافضًا الحوار».

السراج يرفض استقبال المهاجرين
ويرى مسؤولون غربيون أن حكومة الوفاق الوطني «وسيلة لبسط الاستقرار في ليبيا التي تعاني الاقتتال منذ الحرب الأهلية التي أطاحت معمر القذافي في العام 2011. وأصبحت البلاد أيضًا نقطة سفر رئيسية للمهاجرين القاصدين الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط».

ووعدت إيطاليا والاتحاد الأوروبي في وقت سابق من فبراير الجاري بتمويل إقامة مخيمات للاجئين تديرها حكومة الوفاق الوطني في إطار حملة أوسع لكبح تدفق المهاجرين من أفريقيا، لكن السراج قال «إن المساعدة غير كافية».

وجدد السراج رفضه استقبال أي مهاجرين يجري ترحيلهم من أوروبا مضيفًا: «إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي الالتزام بوعوده بمساعدة ليبيا في مراقبة حدوده الجنوبية إلكترونيًّا وإعادة المهاجرين إلى بلدانهم».

وقال السراج خلال المقابلة: «إن الحديث يتركز على الناس الذين يأتون من أفريقيا وينتهي بهم المطاف في ليبيا وليس على إعادة المهاجرين من أوروبا إلى ليبيا». وأوضح أن الحديث يتركز أيضًا على الدعم الاقتصادي والإنساني والخدمات الطبية وتوفر أطباء حتى عودة المهاجرين إلى بلدانهم