Atwasat

الناتو لن يرد بشكل سريع على طلب السراج

بروكسل - بوابة الوسط: علي أوحيدة الأحد 19 فبراير 2017, 04:01 مساء
WTV_Frequency

بات من المستبعد أن يرد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشكل سريع على طلب تسلمه الحلف الأربعاء الماضي من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، بالحصول على دعم مباشر لتأهيل الأجهزة الأمنية الليبية وتأمين تدريبات لها.

وكان الحلف أعلن في عدة مواقف سابقة أنه ينتظر مثل هذا الطلب لتوسيع مجال تعامله مع الوضع الليبي، وجاءت قمة وارسو الأطلسية في يوليو الماضي لتقر بهذا الموقف أيضًا.إلا أن قرار القمة الأطلسية لا يعتد به حاليًا، وفق دبلوماسيين أوروبيين تحدثوا عن ظروف نتائج هذه القمة وانعقادها وقت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي كان لها التوجه نفسه مع أعضاء بارزين في الحلف، وتحديدًا بريطانيا وإيطاليا الأكثر قربًا للمجموعات المسيطرة على طرابلس، والمتحفظة على قائد الجيش الليبي خليفة حفتر.

يجري الرئيس ترامب أول زيارة للناتو يوم 25 مايو المقبل

الحسابات الأوروبية
وقال دبلوماسي في بروكسل لـ«بوابة الوسط» إن الحلف قد ينتظر عدة عناصر محددة قبل اتخاذ أية خطوة جوهرية على طريق ترجمة التزاماته تجاه المجلس الرئاسي، أهمها انتظار ما ستسفر عنه التحركات الحالية حول الأزمة الليبية وخاصة من قبل دول الجوار، وثانيًا استكمال الاتصالات مع إدارة الرئيس ترامب، وثالثًا ضمان أن قوى أخرى مثل روسيا ومصر لن تعرقل جهود الناتو عبر مبادرات موازية مؤيدة للمشير حفتر.

ويجري الرئيس ترامب أول زيارة للناتو -على الإطلاق- يوم 25 مايو المقبل، حيث من المقرر افتتاح مقر جديد للحلف في بروكسل، وذلك وسط مضاربات بشأن توجهات ترامب الفعلية تجاه العديد من الملفات الحيوية.ويرى خبراء في الشأن الأطلسي أن خطط الناتو لدعم أجهزة أمنية في بلد مثل ليبيا تظل ممكنة وسريعة التنفيذ عند الضرورة، ولكن غياب جسم عسكري ذا مصداقية في غرب البلاد لا يسمح بذلك، وقد لا يتجاوز الأمر دورات تأهيلية محدودة في العدد والمدة بشكل رمزي، وقد تجري خارج ليبيا نفسها.

المعضلة الروسية
ويمثل موقف روسيا في الواقع المعضلة الأولى للحلف الأطلسي في ليبيا، وفق الخبراء. ولم تعط الاتصالات المكثفة ومتعددة المستويات التي أجراها المسؤولون الغربيون طوال الأيام الأربعة الأخيرة في كل من بون وميونخ مع وزير خارجية روسيا حول ليبيا، أي نتائج تذكر.

واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بوزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا والممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، حيث تم التطرق للوضع الليبي لكن دون الإعلان عن أي تفاصيل، مما يعني استمرار التجاذب بين موسكو والغرب.وفي مؤشر على فقدان الصبر الغربي تجاه روسيا في ملف ليبيا، وجه وزير خارجية بريطانيا مايكل فالون -عبر وسائل الإعلام- تحذيرًا لروسيا من مغبة «إضعاف الناتو في ليبيا أو اختباره هناك(...)».

ولكن التحذير البريطاني ينظر إليه في الواقع كسعي من الدول الغربية لجس نبض موسكو تجاه أية صفقة معها في ليبيا وفي مناطق أخرى، وفق دبلوماسي أوروبي تحدثت إليه «بوابة الوسط».

موسكو تريد إحياء اتفاقيات التسلح وبناء خط للسكك الحديدية بين بنغازي وسرت

ويعي الأوروبيون أن مصالح روسيا تظل هائلة في ليبيا، وأن موسكو تريد إحياء اتفاقات التسلح وبناء خط للسكك الحديدية بين بنغازي وسرت، والتمتع بهامش تحرك في شرق المتوسط، والضغط على الأوروبيين عند الضرورة في ملف الهجرة.

ويُستشف أن الروس لا يريدون غلق الباب تجاه أي مخاطب ليبي على عكس النهج الذي اختاره الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الليبيين، فالروس يواصلون مراهنتهم على الحفاظ على قنوات الاتصال مع كل الأطراف وتحديدًا رئيس المجلس الرئاسي وخليفة الغويل رئيس ما يُسمى بـ«حكومة الإنقاذ»، والذي يتردد أنه اجتمع بالسفير الروسي في تونس.ضبابية أوروبية
ومن المؤشرات التي تؤكد الضبابية التي تساور المسؤولين الغربيين تجاه الموقف الروسي قرار الناتو فتح «مركز للتنسيق» بشكل رسمي في نابولي بإيطاليا، الغرض منه مراقبة ما يجري في ليبيا، وهذا يعني أن الحلف يريد استباق أي تمركز روسي أو انفلات واسع النطاق في غرب ليبيا، وهو أمر يتردد بإلحاح في المجالس الدبلوماسية.

الحلف الأطلسي يريد استباق أي تمركز روسي أو انفلات واسع النطاق في غرب ليبيا

وقال الحلف الأطلسي إنه يريد تأهيل الأجهزة الليبية بحيث تكتسب مؤسسات ومرافق صلبة مثل وزارة للدفاع، وهيئة أركان، ومركز للقيادة الموحدة، وهي الخطوة نفسها التي اعتمدها مع الجيش الأفغاني ولم تؤتِ ثمار حاسمة، وفق الخبراء، حيث لا تزال حركة طالبان تسير على زهاء نصف البلاد.

وفي أسوأ الحالات، فإن الناتو وفي حال إقراره بصعوبة مهمته فإنه سيركن إلى استكمال الدور الأوروبي في مساعدة حكومة طرابلس في مهمة تأهيل خفر السواحل الليبي والتصدي للهجرة غير الشرعية، وهو الهاجس الأول للدول الغربية ولأسباب انتخابية معروفة.

كما توجد احتمالات أخرى تتمثل في دعم عسكري مباشر للمجلس الرئاسي من بريطانيا وإيطاليا، تحت غطاء استجابة الناتو للطلب الليبي، مما يجنب المواجهة الأطلسية الروسية في ليبيا، والمعارضة المصرية - الجزائرية المحتملة.

الناتو لن يرد بشكل سريع على طلب السراج
الناتو لن يرد بشكل سريع على طلب السراج
الناتو لن يرد بشكل سريع على طلب السراج
الناتو لن يرد بشكل سريع على طلب السراج

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الكهرباء» تجري صيانات واسعة في طرابلس
«الكهرباء» تجري صيانات واسعة في طرابلس
طرابلس.. استرجاع مسروقات من محل ذهب تقدر بنصف مليون دينار
طرابلس.. استرجاع مسروقات من محل ذهب تقدر بنصف مليون دينار
الكبير يتفق مع نورلاند وهاريس على «الحاجة لإدارة فعالة للموارد العامة»
الكبير يتفق مع نورلاند وهاريس على «الحاجة لإدارة فعالة للموارد ...
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من الخليج إلى درنة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من الخليج إلى درنة
حكومة حماد تبحث تزايد أعداد النازحين السودانيين في الكفرة وأجدابيا
حكومة حماد تبحث تزايد أعداد النازحين السودانيين في الكفرة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم