Atwasat

فياض وليبيا.. أول تحدٍ أميركي للأمم المتحدة

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 12 فبراير 2017, 08:56 صباحا
WTV_Frequency

انتقد دبلوماسيون في مجلس الأمن موقف الولايات المتحدة من مسألة تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، مبعوثًا أمميًّا إلى ليبيا بدلاً عن الألماني مارتن كوبلر، المقرر أن تنتهي ولايته آخر مارس المقبل. ووصف الدبلوماسيون طريقة رفض واشنطن توصية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتعيين فياض بأنها «لا تصدق»؛ إذ «اُستُشيرت الولايات المتحدة مسبقًا حول الأمر، وتلقت الرسالة التي وجهها غوتيريش إلى مجلس الأمن بترشيح فياض»، وفق الدبلوماسيون الذي أكدوا مفاجأتهم بالرفض الأميركي لترشيح فياض قبل دقيقتين من انتهاء المهلة على قبول الترشيح.

دبلوماسيون بمجلس الأمن: واشنطن لم تبدِ ممانعة في المشاورات التي سبقت عملية الترشيح

وأكد الدبلوماسيون، وفق ما أوردت عنهم جريدة «الحياة» اللندنية، أن الأمانة العامة كانت «استمزجت موقف أعضاء مجلس الأمن في شكل فردي، وبينهم الولايات المتحدة، وحصلت على الضوء الأخضر للمضي قدمًا في ترشيح فياض، ووجهت رسالة بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن، مساء الأربعاء، وفق التقليد المتبع»، إذ أن القاعدة الإجرائية تقضي بأن يوجه الأمين العام رسالة الترشيح إلى مجلس الأمن بعد مشاورات مع أعضائه في شأن الاسم المقترح للمنصب، وينتظر رد المجلس بعد وقت يُتفق عليه، في رسالة رسمية، وغالبًا ما يأتي رد المجلس بالإيجاب بناءً على المشاورات المسبقة.

أول تحدٍ للقرارات

ووصفت الجريدة اللندنية موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من تعيين فياض بأنه وضع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام «أول تحدٍ لقراراته»، في موقف وصفته إسرائيل بـ «فاتحة عهد جديد في الأمم المتحدة».

ورفضت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، ترشيح فياض لتولي رئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في أسلوب مخالف للتقليد الدبلوماسي المتبع بين الأمانة العامة ومجلس الأمن. وقال دبلوماسيون في المجلس إن هايلي «لم تبدِ ممانعة في المشاورات التي سبقت عملية الترشيح، لتعلن رفض الترشيح قبل دقيقتين من انتهاء مهلة التعيين»، ما شكَّل مفاجأة في أوساط مجلس الأمن والأمانة العامة على السواء.

وأعلن غوتيريش في بيان صدر عن مكتبه أنه اختار ترشيح فياض «بناءً فقط على مؤهلاته الشخصية»، مشددًا على أن موظفي الأمم المتحدة «يعملون بصفتهم الشخصية حصرًا، ولا يمثلون أي حكومة أو بلد»، لكنه لم يحدد إن كان سيسحب ترشيح فياض.

مصير ترشيح فياض
ويمكن للأمين العام نظريًّا أن يبقى على ترشيح فياض، ويعينه في المنصب، إلا أن مهمته كمبعوث خاص للأمين العام لن تكون ممكنة من دون تعاون وموافقة دولة كبرى في مجلس الأمن بسبب متابعة المجلس عمل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن كثب.

غوتيريش متمسك بتعهده توظيف أفراد مؤهلين بما يحترم في الوقت نفسه التنوع الجغرافي

وأكد مكتب غوتيريش أن الأمين العام «متمسك بتعهده توظيف أفراد مؤهلين، بما يحترم في الوقت نفسه التنوع الجغرافي، مع الإشارة إلى أنه لم يسبق لإسرائيلي أو فلسطيني أن عمل في منصب رفيع في الأمم المتحدة، وهو وضع يعتبر الأمين العام أنه يحتاج إلى أن يُصحَّح، لكن فقط بناءً على المؤهلات الشخصية للمرشحين إلى مناصب محددة».

وقالت هايلي في بيان عقب إبلاغها رئاسة مجلس الأمن رفض تعيين فياض، إن الولايات المتحدة «أصابتها الخيبة بسبب ترشيح رئيس الحكومة السابق للسلطة الفلسطينية» لهذا المنصب. وأضافت أن الولايات المتحدة «لا تدعم الرسالة التي (كان) سيعنيها هذا التعيين داخل الأمم المتحدة»، وأنها «لا تعترف حاليًّا بدولة فلسطين»، وأن الأمم المتحدة «كانت لوقت طويل منحازة من دون إنصاف للسلطة الفلسطينية على حساب حلفائنا في إسرائيل»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها «تشجع الجانبين على العمل معًا للتوصل إلى حل». وأضافت أن الولايات المتحدة «ستعمل منذ الآن بالأفعال، ولن تكتفي بالأقوال، لدعم حلفائنا».

خلفية فلسطينية - إسرائيلية
ووصف السفير الفلسطيني رياض منصور، وفق ما نقلت «الحياة»، موقف هايلي بأنه «مستغرب»، وقال: «نستغرب مثل هذا الموقف غير المفهوم، وسبب معارضة تعيين شخص بمنتهى الكفاءة ليقوم بمهمة أممية». وسارع السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلى الترحيب بحفاوة بموقف هايلي، وقال في بيان: «إن عهدًا جديدًا بدأ في الأمم المتحدة تقف فيه الإدارة الأميركية بحزم خلف إسرائيل، من دون أن تقدم اعتذارات، ضد أي محاولة لأذية الدولة اليهودية». وأضاف أن الإدارة الأميركية «أثبتت مجددًا أنها تقف بحزم إلى جانب دولة إسرائيل في المحافل الدولية، خصوصًا الأمم المتحدة»، وأنها «تعمل لأجل المصلحة المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والحلف الخاص بين أمتينا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من «مئوية ليبيا» الجمعة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من ...
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. وليبيا لا تسمح بإدانة المقاومة
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم