Atwasat

هل يلتقي المساران الجزائري والمصري عند نقطة الحل؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 29 ديسمبر 2016, 06:54 مساء
WTV_Frequency

شهدت العاصمتان الجزائرية والمصرية تحركًا نشطًا على أعلى مستوى لإخراج العملية السياسية في ليبيا من وضع الركود، بل من حالة الانسداد أحيانًا، وبالتالي محاولة فتح الطريق أمام حل للأزمة الليبية عبر اتصالات ولقاءات عالية التمثيل لأطراف الأزمة، بغية بناء الثقة بين هذه الأطراف أولاً ثم تقريب وجهات النظر بينها، وصولاً إلى تحقيق التوافق بين جميع الأطراف.

فبينما زار رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، الجزائر سعيًا للاستفادة بخبرتها في التعامل مع ظروف مرت بها مشابهة إلى حد ما للأوضاع في ليبيا، تحوّل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى القاهرة حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أعلن بعدها عن عزمه الدعوة إلى عقد جلسة برلمانية لبحث النقاط محل الخلاف في الاتفاق السياسي، الموقع في منتجع الصخيرات بالمملكة المغربية في ديسمبر من العام الماضي.

للاطلاع على العدد (58) من «جريدة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

هذه التحركات واكبتها تصريحات مهمة من موسكو دعت بشكل مباشر إلى ضرورة إشراك المشير خليفة حفتر في «قيادة البلاد»، منتقدةً أداء المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، واتهمته بعدم الحياد، كما اعتبرت أن «حكومة الوفاق لا تستطيع القيام بمهامها كونها تسيطر على مساحات صغيرة على الأرض»، وفق تصريح نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، لشبكة «بلومبرغ» الأميركية، أول من أمس الثلاثاء.

وفي المقابل أكدت خمس حكومات غربية فاعلة في الشأن الليبي، في مقدمتها الولايات المتحدة مجددًا، دعمها المجلس الرئاسي باعتباره «السلطة التنفيذية الشرعية الوحيدة في ليبيا»، داعية في بيان مختلف المؤسسات للتعاون مع المجلس لـ«تمكينه من انتهاج سياسة اقتصادية فعالة تلبي احتياجات السكان الليبيين الأكثر إلحاحًا».

السراج إلى الجزائر
ففي الجزائر التقى السراج كلاً من رئيس الحكومة عبدالمالك سلال ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، عبدالقادر مساهل؛ حيث ناقش معهما «الوضعين السياسي والأمني بالإضافة إلى كيفية تسريع مسار تسوية النزاع في ليبيا، وفق وكالة الأنباء الجزائرية، التي أفادت بأن زيارة السراج تدخل في إطار التشاور بين البلدين، مؤكدة «دعم الجزائر الثابت والقائم على الحوار الشامل والمصالحة الوطنية في ظل احترام السيادة الوطنية لليبيا».

أما السراج فقال إن زيارته الجزائر تندرج في إطار «التشاور المستمر والمتكرر» بين البلدين للتوصل إلى حل إيجابي» للأزمة التي تعيشها ليبيا حاليًا، زيارة السراج الجزائر سبقتها زيارتا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، في سياق الجهد الجزائري لدفع الاتفاق السياسي خطوات إلى الأمام باتجاه حل الأزمة الليبية.

زيارة عقيلة للقاهرة
وفي القاهرة أكد الرئيس السيسي خلال لقائه عقيلة أن «المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق البرلمان الليبي وعقيلة صالح للتوصل إلى توافق يشمل مختلف الأطياف السياسية الليبية، وإعلاء المصلحة الوطنية الليبية فوق أية مصالح ضيقة، والحفاظ على وحدة التراب الوطني الليبي»، حسب تصريح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف.

وقال يوسف: «إن الرئيس السيسي أكد أيضًا أن الدور المصري لا ينطلق إلا من احترام مصر لقيم الإخاء بين الأشقاء العرب وحسن الجوار وحرصها على أمن وازدهار الشعب الليبي».

مؤشرات التصعيد
أما على الأرض فإن أمرين قللا من الرهان الكبير على نجاح سريع لحراك الجزائر القاهرة، وما أتى في سياقه من الحراك الدولي، الأول هو التصعيد العسكري الذي شهده الجنوب الليبي على خلفية معلومات ترددت بشأن تحشيد مسلح لإعادة الهجوم على منطقة الهلال النفطي من قبل ما يعرف بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي»، التي يعد المفتي السابق الصادق الغرياني على رأس مرجعيتها، واتهام وزير الدفاع المفوض في حكومة الوفاق المهدي البرغثي بالمشاركة في هذا التحشيد، مما دفع السلاح الجوي التابع للقيادة العامة للجيش بشن غارة قال المتحدث باسم الجيش إنها استهدفت معسكرًا لـ«سرايا الدفاع عن بنغازي» قرب بلدة هون.

ولم يدل المجلس الرئاسي حتى الآن ببيان أو تصريح يرد فيه على اتهام البرغثي بالمشاركة في الإعداد لهجوم على الهلال النفطي، الأمر الثاني هو استمرار أزمة نقص السيولة النقدية في المصارف الليبية، وعودة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة على المواطنين، مما زاد في معاناتهم المعيشية اليومية.

استمرار المخاوف
هذا الواقع قلل كما أشرنا من رهان الناس وربما كثير من المتابعين للشأن الليبي على العام 2017 كعام الحل في ليبيا، بما ينذر من تصعيد محتمل في منطقة الجنوب بين الجيش والقوات المساندة له في المنطقة، والقوات المحسوبة على حكومة الوفاق ومنها القوة الثالثة التي تمثل في غالبيتها مدينة مصراتة من ناحية، ومن ناحية أخرى القوات التابعة «لسرايا الدفاع عن بنغازي» وما يمكن أن يؤدي إليه هذا التصعيد من تداعيات سلبية على الجهود السياسية القائمة الآن في غير عاصمة، وبما قد يزيد من درجة احتقان الشارع في ظل استمرار أزمة الخدمات الخانقة وعلى رأسها نقص السيولة وانقطاع التيار الكهربائي.

للاطلاع على العدد (58) من «جريدة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

وتبقى الإشارة إلى مخاوف أخرى لا يخفيها كثير من الليبيين، وتتعلق بالسؤال عن مساري التحركين الجزائري والمصري في التعامل مع الأزمة الليبية، وما إذا كانا ينطلقان من رؤية مشتركة أو من رؤيتين مختلفتين لطبيعة الأزمة ومفاتيح حلها، وباختصار هل سيلتقي المساران أم سيصطدمان؟

هل يلتقي المساران الجزائري والمصري عند نقطة الحل؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
غسيل الكلى بالمنزل في سرت
غسيل الكلى بالمنزل في سرت
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الرسمية (الخميس 25 أبريل 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الرسمية (الخميس ...
بالصور: مساعدات ليبية إلى غزة
بالصور: مساعدات ليبية إلى غزة
الكبير يزور المؤسسة العربية المصرفية في نيويورك
الكبير يزور المؤسسة العربية المصرفية في نيويورك
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم