حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم الوضع الإنساني داخل ليبيا مع استمرار الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة، وقالت إن 43 مستشفى، من بين 98 تم فحصها (أي ما يعادل 44%) معطلة كليًا أو جزئيًا، وذلك بسبب نقص الأدوية والإمدادات الطبية.

وقام فريق فريق تابع للمنظمة بتقييم عدد من المستشفيات والمنشآت الصحية في ليبيا، ورصد نقص كبير في الأدوية والإمدادات الطبية، إضافة إلى النقص الحاد في الأطقم الطبية والموارد البشرية المدربة من ممرضات وفنيين.

وقالت المنظمة إن نحو 1.3 مليون ليبي لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، ولا يملكون الوصول للموارد الصحية. وتأثرت المراكز والمنشآت الصحية نتيجة استمرار الصراع.

وأوردت الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني، أمس السبت، بعض تفاصيل خطتها للاستجابة الإنسانية في ليبيا خلال العام 2017، وقالت إنها وشركاءها من منظمات الإغاثة الدولية بحاجة إلى تمويل بقيمة 46 مليون دولار خلال العام 2016 للوفاء بالاحتياجات الإنسانية.

وأوضحت أن خطة الاستجابة للعام 2017 تستهدف 1.3 مليون ليبي بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية وصحية، بينهم 45 % من السيدات و34 % من الأطفال.

وتعتمد خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2017 على ثلاثة أهداف، هي تحسين وصول المدنيين للخدمات الصحية الأساسية والطارئة، عن طريق توفير الأدوية الأساسية والأدوات الطبية والدعم الفني.

وثانيًا تقوية الهيكل الصحي الحالي وتفادي انهيار النظام الصحي في ليبيا عن طريق ضمان تطوير الأطقم الطبية الأساسية ونظام الإحالة الوظيفية. هذا بالإضافة إلى توفير برامج مكافحة والكشف عن الأمراض المعدية والوبائية مثل الحصبة وشلل الأطفال وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، ويشمل ذلك صيانة أنظمة التطعيم ضد الأمراض المعدية.

ونفذت منظمة الصحة العالمية خلال العام الماضي عددًا من المشروعات الصحية حول ليبيا لرفع كفاءة القطاع الصحي وتوفير الأدوية والأدوات الطبية، وتدريب الأطباء وكوادر طبية.

وحذرت المنظمة من تفاقم الوضع الإنساني مع استمرار الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة. وقالت إن «انعدام الأمن وانتشار العنف حول ليبيا خلق أوضاعًا معيشية صعبة ودمر البنية التحتية للقطاع الصحي، ويعطل حصول المواطنين على الخدمات الصحية والعامة، مما يزيد من مخاطر تعرض المدنيين للإصابات والموت ويزيد من حركات النزوح».