اعتبر عميد بلدية درنة المكلف العميد حمد مفتاح الشلوي أن مشكلة مدينة درنة هي مشكلة «عقائدية بالدرجة الأولى»، مشيرًا إلى أنه يسعى إلى مصالحة وطنية شاملة «بين جميع الأطراف وأولياء الدم» وتمكين شرعية الدولة الحقيقية والمتمثلة في الجيش والشرطة، بمساعدة أهالي درنة والمناطق المجاورة لها والتنسيق مع غرفة عمليات عمر المختار.

العميد حمد الشلوي الذي كلفه الحاكم العسكري للمنطقة الممتدة من درنة شرقًا إلى بن جواد غربًا، رئيس الأركان العامة اللواء عبدالرزاق الناظوري، في شهر نوفمبر الماضي، قال لـ«بوابة الوسط» الخميس «إن المشكلة الموجودة في درنة هي مشكلة عقائدية بالدرجة الأولى، وانتقلت من كونها عقائدية إلى عقائدية فكرية مسلحة، وهذا الأمر أدى إلى عزل مدينة درنة عن الوطن الحبيب وعن مشاكله وهمومه، وأولياء الدم في مدينة درنة هم طرف رئيسي في درنة وهم أحق بالتحاور والحديث معهم لحلحلة القضية العالقة في مدينة درنة وما مطالبهم للمرحلة المقبلة للوصول إلى صلح شامل».

المشكلة الموجودة في درنة هي مشكلة عقائدية بالدرجة الأولى، وانتقلت من كونها عقائدية إلى عقائدية فكرية مسلحة، وهذا الأمر أدى إلى عزل مدينة درنة عن الوطن.

ولفت عميد بلدية درنة حمد الشلوي إلى «أن مدينة درنة تعاني جراء إغلاق الطرق إليها بسبب الحروب والاقتتال على أطرافها بين الجيش والتشكيلات المسلحة فيها، ونقص الغاز والوقود والمواد الغذائية والأدوية فاقم من الأمر وزاد من معاناة الأهالي، فنحن حاليًّا نسعى لحل المشكلة جذريًا والوصول لحل يرضي الجميع تزامنًا مع سعينا للمصالحة الوطنية الشاملة وإظهار حسن النوايا لسكان مدينة درنة بأننا جئنا لحل كل مشكلاتهم العالقة».

ونبه العميد حمد الشلوي إلى أنه لن يسمح بأن يكون هناك تشكيل مسلح داخل مدينة درنة يكون موازيًا للجيش والشرطة، مشيرًا إلى «أن هذا الأمر ينطبق على كل المدن الليبية ليس فقط مدينة درنة».

وأضاف الشلوي «إن مدينة درنة تعتبر وسيطة لمنطقتي البطنان والجبل الأخضر ونحن نعول على هاتين المنطقتين كثيرًا في فض النزاعات المسلحة داخل مدينة درنة بمساعدة الأعيان والحكماء والعقلاء ورجال الدين، لأنها تحتضن خليطًا عامًا وكبيرًا من جميع القبائل خاصة القاطنة في برقة».

وأعلن عميد بلدية درنة عن أنه بدأ العمل من خلال مكتبه في مدينة البيضاء بشكل موقت لقربها من مدينة درنة، ولوجود أغلب الجهات الحكومية فيها وقمنا بالتنسيق مع عدد من المحلات والفروع التابعة لمدينة درنة ومنها الفتائح والآثرون وكرسه وما زالت الاتصالات متواصلة مع الجميع، ونسعى لتكوين إدارات وأقسام بلدية درنة للبدء في العمل بشكل رسمي، وفي الوقت الحالي وفي ظل سيطرة الجماعات المسلحة لا نستطيع دخول مدينة درنة أو إقامة مكتب فيها.

وحول دور مجلس النواب قال الشلوي «في الحقيقة نحن نتواصل مع عضوي مجلس النواب عن درنة والمناطق المحيطة لها وهما خير الله التركاوي وفرج الصفتي على تواصل دائم معي، لكن النائبة انتصار شنيب لم أتواصل معها نهائيًا ولم أرها، وبصراحة غالبية أعضاء مجلس النواب يُسخّرون كل جهدهم من أجل مساعدة أهالي درنة».

وأشار العميد حمد الشلوي إلى «أن مدينة درنة تمتلك مقومات سياحية كبيرة جدًّا كما تمتلك ميناءً بحريًا كبيرًا ومميزًا، لكن سيطرة الجماعات المسلحة على هذا الميناء حال دون استخدامه الاستخدام الأمثل والذي توقف منذ أكثر من 3 سنوات، ونحن الآن بصدد تشغيل كل المرافق المتوقفة بمدينة درنة والتي كانت قائمة قبل ذلك».

ووجه عميد بلدية درنة العميد الشلوي كلمة لأهالي مدينة درنة تمنى فيها تعاون الجميع لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والتي سوف تجرى الأيام المقبلة لإنقاذ مدينة درنة وإرجاعها لحضن الوطن من جديد وكل ما نقوم به حاليًّا من خطوات لصالح المدينة وأهلها الطيبين.