هاجم عضو مجلس النواب عن مدينة مصراتة، فتحي باشاغا، رئيس ما يعرف بـ«حكومة الإنقاذ» خليفة الغويل واتهمه بـ«الإساءة لأهل مصراتة»، معتبرًا أن دعوته لتشكيل حكومة وحدة وطنية بالاشتراك مع رئيس «الحكومة الموقتة» عبدالله الثني يدل على رغبته الشخصية في السلطة دون اعتبار لصالح الوطن.

وقال باشاغا في حوار مع «الوسط»: «إن الغويل ومَن معه يعيشون في عزلة حقيقية وصاروا منبوذين شعبيًّا بفعل سياساتهم السابقة التي كرست للفوضى الإدارية والفساد المالي»، مضيفًا: «اليوم نراه يعبث بأمن العاصمة واستقرارها من خلال استغلاله بعض الشباب وإيهامهم بالوعود الكاذبة وبأسلوب شراء الذمم».

ولم ينج رئيس «المؤتمر الوطني» المنتهية ولايته نوري بوسهمين، ولا رئيس الحكومة الموقتة من انتقادات باشاغا الذي تطرق لعدد من القضايا الشائكة كمستقبل «الاتفاق السياسي» وتأثير تحرير سرت من تنظيم «داعش» على الليبيين، فضلاً عن تصوره للمَـخرج الأمثل من الأزمة الليبية، فإلى نص الحوار:

ما موقفك من اقتحام مجلس الدولة؟
فعل خارج عن القانون وينم عن استهتار المسؤولين وعدم مراعاتهم العواقب الناجمة عن هذا التصرف العبثي.

وهل تتوقع نقل مقر مجلس الدولة؟
لا.. هذا أمر مستحيل لأن نقل المجلس يعد إنهاءً للاتفاق ولا توجد أسباب لنقله. في طرابلس الحياة مستمرة وطبيعية والخلاف في حيز ضيق جدًّا لا يتعدى مساحة هكتار.

ألا ترى أن هناك خللاً في الترتيبات الأمنية؟
- نعم.. هذا صحيح، فالترتيبات الأمنية لم توضع لها خطة صحيحة لتطبق، ولم أر أحدًا يعترض على ذلك، وفي اعتقادي أن اللجنة التي تم تشكيلها فشلت في وضع خطة.

إدًا ما الحل؟
أن يعي الجميع أنه لابد من قيام دولة وأن تضع اللجنة خطة لتنفيذ التطبيقات الأمنية بالاتفاق، كما أرى أنه يجب على الحكومة تسمية المراكز الأمنية الشاغرة.

كيف يتم ذلك؟

الغويل ومَن معه يعيشون في عزلة حقيقية وصاروا منبوذين شعبيًّا بفعل سياساتهم السابقة التي كرست للفوضى الإدارية والفساد المالي.

هناك العديد من المراكز الأمنية بالجيش والشرطة شاغرة حتى الآن، ولذلك يجب تسمية أشخاص وتعيينهم بتلك المراكز حتى يتحملوا مسؤولياتهم في تأمين الدولة.

هل تعتقد أن رئيس «حكومة الإنقاذ» ومَن معه سينجحون في إسقاط المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق؟
 الغويل ومَن معه يعيشون في عزلة حقيقية وصاروا منبوذين شعبيًّا بفعل سياساتهم السابقة التي كرست للفوضى الإدارية والفساد المالي وانهيار مستوى الخدمات في عهدهم، ناهيك عن ارتفاع مستوى الجريمة المنظمة بسبب العجز الواضح لتلك الحكومة. اليوم نراه يعبث بأمن العاصمة واستقرارها من خلال استغلاله بعض الشباب وإيهامهم بالوعود الكاذبة وبأسلوب شراء الذمم وهذه سياسة لا تبنى دولة محترمة على الإطلاق.

وما تعليقك إذًا على تصريحاته بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع عبدالله الثني؟
 تصريحات الغويل بشأن تنسيقه مع الثني تعتبر اعترافًا صريحًا منه بأنه رفض التوافق في السابق وزايد على الموقِّعين على الاتفاق السياسي لأسباب شخصية تتمثل في تشبثه بالسلطة رغم أنه أثبت عجزه وفشله عند توليها. وتقديري أن ذلك يعتبر دليلاً قاطعًا على أن الغويل والثني لا ينطلقان من مبدأ موضوعي وإنما يهدفان إلى فعل المستحيل لأجل الاستمرار في السلطة رغم عجزهما وفشلهما ومعاناة المواطن من سياساتهما طيلة السنوات الماضية.

بتقديرك.. هل سيؤثر انقلاب الغويل على عبدالرحمن السويحلي باعتبارهما من مصراتة؟

مدينة مصراتة تنأى بنفسها عن الصراعات السياسية وتتقدم الصفوف في الاستحقاقات الوطنية، مصراتة دعمت الحوار والتوافق وتصدرت الحرب على الإرهاب في سرت وقدمت مئات من الشهداء وآلاف من الجرحى ولم تبتغِ من ذلك إلا مصلحة الوطن وللأسف نشاهد الغويل اليوم وهو يسيء لنضال هذه المدينة المجاهدة ويحاول التكسب- باسم مدينة مصراتة- على حساب تضحيات الرجال، ولكنه لن يحقق ذلك بفضل وعي وحصافة رجالات مدينة مصراتة الشرفاء.

كيف ترى المَخرج من الانسداد السياسي الذي بلغ ذروته مع انقلاب الغويل؟

الإعلان عن تحرير سرت سيكون له بالغ الأثر في إثبات قدرة الليبيين على الدفاع عن وطنهم هذه المعركة الشريفة وحدت الليبيين، وتمثل نموذجاً حياً على التوافق والوحدة الوطنية.

المخرج السياسي كما قلنا في عديد المناسبات هو تغليب المصلحة الوطنية ونبذ لغة القوة وسياسة المغالبة والإقصاء، المخرج هو بناء جسور الثقة بين جميع القوى الوطنية والالتفاف حول الاتفاق السياسي كأساس عام وشامل والجلوس على طاولة مستديرة للتفاهم على آليات تنفيذ الاتفاق والخروج بحلول عملية وواقعية تضمن رفع المعاناة عن المواطن من خلال توحيد مؤسسات الدولة بما يضمن الاستقرار والتهيئة إلى المرحلة الدائمة بعد الاستفتاء على الدستور.

بتصورك.. مَـن يدعم الغويل ورئيس «المؤتمر الوطني» المنتهية ولايته نوري بوسهمين محليًّا وإقليميًّا؟
لا أعتقد أن الغويل وبوسهمين من الأهمية أو الفاعلية ليتم الرهان عليهما من دولة إقليمية أو أجنبية، فهما أقل من أن يكونا محل دعم أو اهتمام من أي طرف، ولعل الهستيريا والعزلة وجنون السلطة هي ما دعتهما إلى فعل أي شيء واستغلال بعض الشباب الغيور على وطنه وغسل أدمغتهم واستخدامهم حتى يحققوا من خلالهم أغراضهما، لكنهما أقل من أن يفلحا في ذلك لأنهم مصابان بمتلازمة الفشل، ولعل هذه المتلازمة زادت من حدة العبث الذي يقترفانه في حق الوطن والمواطن.

وكيف يؤثر تحرير سرت على الوضع السياسي في البلاد؟

إعلان تحرير سرت سيكون له بالغ الأثر في إثبات قدرة الليبيين على الدفاع عن وطنهم وشجاعتهم وتضحياتهم. هذه المعركة الشريفة وحدت الليبيين شرقًا وغربًا وجنوبًا، وتمثل نموذجًا حيًّا على التوافق والوحدة الوطنية، وأرجو أن يكون هذا النصر بذرة توافق وطني حقيقي رواها خيرة رجال الوطن بدمائهم الطاهرة الزكية.

هل ستعقد لجنة الحوار قريبًا جلسة بخصوص التطورات الأخيرة؟
نعم، وصلتنا رسالة من المجلس الرئاسي، ولكن مازال هناك تشاورات حول مكان وتاريخ الانعقاد.

ماذا تتوقع بشأن جدول الأعمال ومكان انعقاد الجلسة؟
ستكون حول متابعة تنفيذ وتطبيق الاتفاق والبحث عن حلول للمشاكل والعقبات. لم يتم الاتفاق على مكان الانعقاد حتى الآن، ولكن هناك إجماع على أن يكون اللقاء داخل ليبيا.