Atwasat

احتجاج رسمي وسخرية شعبية... من «البدعة المجرية»

القاهرة - بوابة الوسط السبت 01 أكتوبر 2016, 12:22 مساء
WTV_Frequency

ألقى رئيس الحكومة المجرية، فيكتور أوريان بحجر في وجه المجتمع الدولي، عندما اقترح إنشاء مدينة للاجئين في ليبيا، ثم اختفى بعد أن طالته ردود الأفعال الليبية تنديدًا ورفضًا وسخرية.الاقتراح الذي قدمه أوريان أمام قمة الهجرة غير النظامية التي انعقدت بالعاصمة النمساوية فيينا الأسبوع الماضي، أثار غضبًا ليبيًا واسعًا، عبرت عنه جهات عدة من بينها وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، ومسؤولون كبار ومنظمات مجتمع مدني، فضلاً عن عدد من المثقفين.

واعتبرت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق تصريحات رئيس الوزراء المجري «انتهاكًا لسيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلاليتها، وهو ما يعد خرقًا صريحًا لميثاق الأمم المتحدة ولكل المواثيق والأعراف الدولية».

وأعربت وزارة الخارجية في بيان، أول من أمس، عن الاستياء العميق من مثل هذه التصريحات التي لا تصب في مصلحة التعاون والاحترام الذي يسود علاقات ليبيا بدولة المجر ودول الاتحاد الأوروبي عمومًا، وبالأخص تلك التي تطل على الضفة المقابلة لليبيا من المتوسط.

وزارة الخارجية بحكومة الوفاق اعتبرت تصريحات أوربان خرقًا صريحًا لميثاق الأمم المتحدة

وقالت الوزارة: «في الوقت الذي نشاطر فيه العالم أجمع لا سيما دول الاتحاد الأوروبي المشاغل والقلق جراء مسألة الهجرة غير النظامية، وضرورة التوصل إلى حل عادل وإنساني ينصف الدول والمهاجرين على حد سواء، فإنها تعرب عن استغرابها الشديد من الزج باسم ليبيا وطرح مقترحات تنتهك سيادة ليبيا والليبيين في محفل إقليمي لم تدع ليبيا للمشاركة فيه، ويناقش مواضيع تخص دولاً أخرى بينها خلافات حول مسائل مالية وسياسية لا علاقة للدولة الليبية بها لا من قريب ولا من بعيد».

وطالبت وزارة الخارجية «المجر ودول الاتحاد الأوروبي التراجع عن مثل هذه التصريحات والتشاور مع دولة ليبيا في كل ما يخص ليبيا تجاه مسألة الهجرة غير النظامية، وعدم تحميل ليبيا أية أعباء أخرى خاصة أنها تعاني أكثر من غيرها».

وكان النائب في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، موسى الكوني، رد الاقتراح المجري، بسخرية لاذعة؛ عندما كتب عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر، الأحد، «إن ضفاف نهر الدانوب أنسب لذلك حيث يتوافر الماء والغذاء والأمن أنسب لذلك».ومعلوم أن نهر الدانوب هو أطول أنهار الاتحاد الأوروبي، ويمر بفيينا عاصمة النمسا، وبراتيسلافا، عاصمة سلوفاكيا، وبودابست، العاصمة المجرية، وبلجراد العاصمة الصربية، كما أنه يمر أو يحاذي 10 دول أوروبية.

وقوبل تعليق الكوني باستحسان واسع بين الليبيين عبرت عنه عمليات التداول الواسع لتغريدته على مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت أيضًا هجومًا على الاقتراح وصاحبه، فيما لم يصدر عن الجانب المجري أي رد فعل.

وفي السياق نفسه، أعرب مقرر «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» في ليبيا، أحمد عبد الحكيم حمزة، عن قلقه إزاء تبني بعض الدول الأوروبية سياسات التضييق على اللاجئين والمهاجرين، ومن بينها الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء المجري. وقال حمزة لـ «الوسط»: «لن نسمح بأي مشروع لتوطين المهاجرين واللاجئين الأفارقة على الأراضي الليبية وتحويل ليبيا إلى مركز احتجاز كبير للمهاجرين حمايةً لأوروبا».

179  سيدة ليبية وجهن نداءً إلى المجتمع الدولي يرفض الدعوة المجرية باعتبارها انتهاكًا صارخًا للسيادة

وطالب حمزة الأطراف السياسية الليبية بمختلف توجهاتها إلى رفض هذه المقترحات، التي يطرحها الأوروبيون لأجل تحقيق مصالحهم على حساب ليبيا.

من جهة ثانية، وقعت 179 سيدة ليبية، الاثنين الماضي، نداءً وجهنه إلى المجتمع الدولي يرفض الدعوة المجرية جاء فيه «نعلن بكل صراحة ووضوح، رفضنا الكامل لما نعده انتهاكًا صارخًا للسيادة الليبية وتدخلاً غير مأمون العواقب»، وجاء في النداء أيضاً: «مثل هذا المقترح بالإمكان تحويله وتحديدًا على ضفاف نهر الدانوب الذي يمتاز بوفرة الماء والغذاء والأمان إذا لزم الأمر».

واعتاد رئيس الوزراء المجري إطلاق التصريحات المثيرة بشأن قضية اللاجئين، الأمر الذي عرّضه لأكثر من أزمة سياسية ودبلوماسية كان أشهرها في أبريل الماضي، عندما قال إن دستور بلاده يحظر «الأسلمة» ويجبر الحكومة على معارضة أي نوع من الهجرة الجماعية التي من شأنها تعريض هذه المبادئ للخطر».

وقال أوريان المناهض لاستقبال اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا، أيضًا إنه لا يريد أي مهاجرين في بلاده، فيما لجأت حكومته إلى تشييد أسلاك شائكة على حدودها الجنوبية في محاولة منها لمنع اللاجئين من المرور إلى الدول الأوروبية الأخرى.وترفض المعارضة المجرية سياسات أوريان ومواقفه التي تصفها بـ«المخجلة»، لكنها لا تملك قوة نيابية توقفه، خاصة في ظل مساندة حركة «جوبيك» اليمينية المتطرفة التي تملك 20 % من مقاعد البرلمان لسياساته، علما بأن الرجل الذي بدأ حياته السياسية معارضًا للحكم الشيوعي في الثمانينات، يتزعم حزبًا يمنيًا هو الحزب المدني المجري «فيدس».

أوروبان.. رجل العواصف المتكررة!
ولد فيكتور أوربان العام 1963 بوسط المجر. وفي العام 1977 التحق بكلية الحقوق في جامعة بوادبست، حيث اضطر لتدبير مصاريف حياته بنفسه فعمل مدققا لغويا في مجلة للعلوم الاجتماعية أصدرتها الجامعة، فتأخر تخرجه ثلاث سنوات. لكنه تعلم اللغة الإنجليزية وحصل على منحة لدراسة تاريخ الأيديولوجيا الليبرالية في جامعة أوكسفورد، تحمل تكلفتها الملياردير الأميركي اليهودي جورج سوروس.

ونال أوروبان شهرته في 30 مارس 1988، عندما شارك في تأسيس «رابطة الشباب الديمقراطي» وهو مازال في الرابعة والعشرين.

انتخب أوروبان نائبا برلمانيا العام 1990، في أول انتخابات تشريعية عقب انتقال المجر نحو التعددية الحزبية، وبعد ثلاثة أعوام أمسك بقيادة «رابطة الشباب الديمقراطي»، التي تحولت في العام 1995 إلى حزب سياسي محافظ.

وفي انتخابات العام 1994 حافظ أوروبان على مقعده التشريعي، بل أصبح حزبه ثاني أكبر قوة في البرلمان، قبل أن يحتل المركز الأول في انتخابات العام 1998.

وبالتحالف مع مستقلين وأحزاب من وسط اليمين، أصبح أوروبان رئيسا للحكومة في 16 يوليو 1998، ولم يكن عمره يتجاوز الخامسة والثلاثين. أما في العام 2002، فقد تصدر حزبه نتائج الانتخابات لكن تحالفا بين خصومه حرمه من رئاسة الحكومة التي عاد إليها بعد 4 سنوات.
للاطلاع على العدد (45) من «صحيفة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة PDF)

احتجاج رسمي وسخرية شعبية... من «البدعة المجرية»
احتجاج رسمي وسخرية شعبية... من «البدعة المجرية»
احتجاج رسمي وسخرية شعبية... من «البدعة المجرية»
احتجاج رسمي وسخرية شعبية... من «البدعة المجرية»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
ضبط شخصين متهمين بالاتجار في الحشيش
ضبط شخصين متهمين بالاتجار في الحشيش
حادث سيارة بالعاصمة طرابلس دون إصابات
حادث سيارة بالعاصمة طرابلس دون إصابات
وصول قطع غيار لصيانة الوحدة الرابعة في محطة كهرباء الرويس
وصول قطع غيار لصيانة الوحدة الرابعة في محطة كهرباء الرويس
بالصور: مائدة رحمن ليبية في أوغندا
بالصور: مائدة رحمن ليبية في أوغندا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم