يشكك مراقبون في إمكانية عودة النفط الليبي إلى الأسواق العالمية بشكل سريع خلال الأشهر المقبلة رغم الإمكانات الهائلة والموارد النفطية الكبيرة في ليبيا، بسبب التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه صناعة النفط وتعرقل عودة الاستثمارات الأجنبية، وفق تقرير أعده موقع «سي إن إن» الأميركي.

ووصف تقرير «سي إن إن» ليبيا بأنها «أكبر الألغاز» في سوق النفط الدولي نظرًا لعدم استقرار الأوضاع داخلها وحالة الانقسام السياسي المسيطرة على المشهد.

وشككت مؤسسة «جي بي سي إنرجي» بفيينا في عودة الإنتاج الليبي بشكل سريع في الأشهر المقبلة، متوقعة بقاءه عند المستويات الحالية، رغم اتفاق توحيد طرفي مؤسسة النفط الوطنية.

مدير مؤسسة «كليبر داتا» الأميركية: ليبيا تملك القدرات والموارد لكنها لا تملك الاستقرار

وعزت ذلك إلى حالة البنية التحتية ومنشآت النفط والتي تدمرت بشكل كبير جراء المعارك المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، التي تتطلب صيانة وإصلاحات باهظة الثمن.

هذا إلى جانب عدم الاستقرار السياسي والأمني، الذي يعيق زيادة الإنتاج النفطي ويتسبب في تراجع الاستثمارات الأجنبية، وذكرت «جي بي سي إنرجي» أن تنظيم «داعش» ما زال يشكل تهديدًا على صناعة النفط رغم الخسائر التي تكبدها نتيجة المعارك العسكرية في سرت.

وتوصلت ليبيا، صاحبة أكبر احتياطي خام في أفريقيا، إلى اتفاق لتوحيد طرفي المؤسسة الوطنية للنفط تحت إشراف المجلس الرئاسي ومجلس النواب، وهو ما اعتبره التقرير «انفراجة في أزمة النفط» قد يؤدي إلى زيادة سريعة في إنتاج النفط خلال أشهر.

ونقل التقرير الخميس عن مدير أبحاث السلع في مؤسسة «كليبر داتا» الأميركية، مات سميث، إن «ليبيا تملك القدرات والموارد لكنها لا تملك الاستقرار أو التماسك اللازمين».

لكنه قال إن ليبيا تملك ميزة إضافية في «حرب الأسعار الجارية»، وهي أن الخام الليبي عالي الجودة ويسهل تحويله إلى منتجات أخرى مثل الجازولين.

ووفق بيانات «كليبر داتا» المعنية بتتبع شحنات الخام على مستوى العالم، 50% من صادرات ليبيا النفطية تذهب إلى إيطاليا، 13% إلى فرنسا، و13% إلى الصين.

%50 من صادرات ليبيا النفطية تذهب إلى إيطاليا، 13% إلى فرنسا، و13% إلى الصين.

ورغم أن ليبيا في حاجة ماسة إلى استعادة إنتاجها النفطي لمعالجة الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، قالت «سي إن إن» إن زيادة الإنتاج في ليبيا قد يشكل «ضربة» للأسواق العالمية التي تعاني في الأساس من تخمة المعروض. ووصلت أسعار النفط إلى 43.69 دولار للبرميل وهو الأقل خلال شهرين.

وتخوف بعض المراقبين من أن يؤدي زيادة الإنتاج النفطي إلى إغراق السوق الدولية «المشبعة بالفعل» بمزيد من النفط الخام عالي الجودة مما يدفع الأسعار إلى مزيد من الهبوط.

وتذبذب الإنتاج النفطي بليبيا بشكل واضح منذ العام 2011 نتيجة ما تلى من أحداث عنف، من 1.6 مليون برميل يوميًا العام 2010، إلى حوالي 80 ألف برميل يوميًا العام 2011، ليرتفع مرة أخرى إلى مليون برميل بين العامين 2012 - 2013 لينخفض مجددًا بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني إلى أقل من 300 ألف برميل يوميًا، أي ما يعادل خمس الإنتاج العام 2010.