يتزامن اليوم الأحد الموافق 17 يوليو مع الذكرى الثانية لاغتيال السيدة فريحة البركاوي، إثر إطلاق الرصاص على سيارتها وهي في طريقها لتوصيل المساعدات للمحتاجين.
فريحة البركاوي تلك السيدة الفاضلة التي دفعت حياتها ثمنًا لمبادئها، حيث عرفت بمواقفها المساندة لدولة المؤسسات والقانون، ومكافحة الفساد في مرافق الدولة.
تزوجت مِن المُناضل رجب محَمّد الهنيد أحد أبناء مدينة درنة، والذي وقف في وجه الاستبداد وقضى في سجون نظام القذّافي المستبد سبعة عشر عامًا، ورزقها الله بنتين وولدًا. اشتغلت في حقل التعليم فعملت مديرة لإدارة رياض الأطفال بمدينة درنة، وساهمت في الأعمال الخيرية فكانت لها أيادٍ بيضاء على كثير من الفقراء والمحتاجين والمساكين، وكانت عضوًا نشيطًا بالحركة العامّة للكشافة والمرشدات، وعضوًا بالاتحاد النسائي وبجمعيّة الهلال الأحمر الليبيّ.
وبعد انطلاق ثورة 17 فبراير مارست فريحة البركاوي دورها في المؤتمر الوطني بأمانة وإخلاص ووطنية، وقد وصفتها أستاذة العلوم السياسية بجامعة بنغازي ورفيقتها الدكتورة أم العز الفارسي في نعيها لها قائله: «استمرت فريحة طيلة عامين في العمل مع المؤتمر ونشطت في اللجنة المالية وساهمت في دعم المواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود وكانت أحوال درنة وما آلت إليه ظروفها على قائمة أولويات فريحة، زد على ذلك ضرورة خلق كتلة تعبر عن المرأة في المؤتمر، ثم تطورت الأحداث والتجاذبات مما حدا بفريحة إلى أن تقدم استقالتها من المؤتمر، إيمانًا منها بأن التمديد للمؤتمر مجرد إضاعة للوقت إذ فشل في أداء مهامه وخرجت من المؤتمر غير طامعة في جاه أو مكاسب، إذ رفضتها فلم تقبل بمنحة السيارة 45.000 دينار، ولا بالإيفاد في المهام مسببة موقفها بأن وضعية البلاد وحالة الإهدار للمال العام التي كانت شاهدة عليها لن تكون طرفًا فيها، كما أن آخرين من ذوي الشهداء، وفقراء ليبيا أحق بها».
الرصاص الكثيف الذي حاولوا به تغييب السيدة فريحة البركاوي لم ولن ينجح في ذلك حيث يبقى اسمها حاضرًا في ذاكرة الشرفاء والوطنيين ومواقفها الوطنية ستظل خالدة في ذاكرة الوطن.
تعليقات