Atwasat

«نيويورك تايمز»: «داعش» يتعرض لـ«ضغط قاتل» قد يفقده آخر معاقله بليبيا

القاهرة - بوابة الوسط: (ترجمة: هبة هشام) الأحد 03 يوليو 2016, 01:13 مساء
WTV_Frequency

وضعت العمليات العسكرية التي تقودها قوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الوطني تنظيم «داعش» تحت «ضغط قاتل» يهدد بإخراج التنظيم من أكبر معاقله خارج سورية والعراق، وفق ما ذكرته جريدة «نيويورك تايمز».

وتتزامن التطورات الأخيرة في ليبيا، وفق تقرير «نيويورك تايمز» الأميركية، مع خروج «داعش» من مدينة الفلوجة العراقية، وهو ما أعدته الجريدة «ضربة موجعة لخطط توسع التنظيم الطموحة في المنطقة».

واستبعدت الجريدة نجاح «داعش» في تحويل مدينة سرت إلى «نسخة من مدينة الرقة» في إشارة إلى عاصمته في سورية، مع نجاح قوات «البنيان المرصوص» في حصار مقاتلي التنظيم داخل مساحة ضيقة وسط مدينة سرت، وقطع طريق الهروب الوحيد عبر البحر.

تتزامن التطورات في ليبيا مع خروج «داعش» من الفلوجة في «ضربة موجعة لطموحاته الإقليمية».

وقالت: «مع تقدم القوات الليبية إلى عمق سرت، تفككت شبكة الخوف التي سيطرت على المدينة سابقًا وساعدت (داعش) في إحكام سيطرته عليها» وظهر ذلك في استبدال علم التنظيم الأسود بالعلم الليبي وإنزال الرافعات التي استخدمها التنظيم لتنفيذ عقوبات الإعدام العلنية.

لكن الجريدة لفتت إلى تباطؤ العمليات العسكرية مقارنة بالمراحل الأولى مع انكماش المساحة التي يسيطر عليها التنظيم، من 150 ميلا من الشريط الساحلي إلى نحو أربعة أميال فقط، إلى جانب الزيادة الكبيرة في الخسائر البشرية.
ورصد مراسل الجريدة، الذي تمكن من زيارة خطوط المواجهة ضد التنظيم في سرت، ديكلان وولش زيادة حدة التوترات داخل مدينة سرت وعند خطوط المواجهة رغم تقدم قوات «البنيان المرصوص»، خاصة عقب مقتل 36 من القوات الليبية وجرح أكثر من 150 آخرين في يوم وصفه بـ«الأكثر دموية منذ بدء المعارك العسكرية». ووصل عدد الجرحى جراء العمليات القتالية حتى الآن إلى نحو 800، وفق أحد المصادر الطبية في مصراتة.

ورغم الدعم القوي الذي تحظى به حكومة الوفاق الوطني من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن سلطتها السياسية على الأرض مازالت ضعيفة. وقالت الجريدة إن «معظم المقاتلين انضموا للمعارك ضد التنظيم للقتال تحت اسم مدينتهم أو كتائبهم أو للانتقام».

مساعدات غربية
وفي ما يخص المساعدات العسكرية التي تقدمها القوى الغربية في المعركة ضد «داعش»، أشارت الجريدة إلى وجود طائرات دون طيار تحلق بصفة مستمرة في سماء سرت، مما يؤكد وجود فرق صغيرة من قوات عمليات خاصة بريطانية وأميركية تقوم، وفق مسؤولين ليبيين، بمهام المراقبة وتقديم معلومات وإحداثيات الأهداف لقوات المدفعية والطيران.

لكنها لفتت إلى أن المساعدات الغربية اقتصرت على تقديم المعلومات والاستخبارات، رغم طلبات العسكريين بليبيا الحصول على أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية، وهي خطوة يتردد المسؤولون الغربيون في اتخاذها خوفًا من زيادة الاضطرابات داخل ليبيا وزعزعة التوازن الهش بين الفصائل المتناحرة وإشعال حرب أهلية قد تتضمن أطرافًا خارجية.

وقال السياسي من مصراتة محمد بن رصالي: «تنسق القوات البريطانية والأميركية معنا الضربات الجوية ورصد الأهداف». وقال القائد الميداني إبراهيم مصطفى (29 عامًا9 قوله: «رغم الوعود الغربية بالدعم لم تأت تلك المساعدات حتى الآن».
وتعمل قوات «البنيان المرصوص» باستمرار على تمشيط المناطق المحررة لإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات التي زرعها «داعش» في عدة مناطق حول المدينة.

ورغم زيادة وتيرة العمليات العسكرية، يستمر «داعش» في حملته الدعائية، مستخدمًا محطة الراديو المحلية بمدينة سرت حيث يبث دروسًا دينية وتهديدات دموية ضد أعدائه.

ومع تقدم قوات الحكومة، احتشد مقاتلو التنظيم في مجمع واقادوقو، الذي حوله التنظيم إلى «منبر للوعظ» ومخزن للأسلحة بينما تجمعت أسرهم في حي الدولار بلا مياه أو كهرباء، وفق ما نقله مواطنون من سرت.

يتردد الغرب في إمداد القوات الليبية بالسلاح خوفًا من زيادة الاضطرابات وزعزعة التوازن الهش بين الفصائل.

وسيطر تنظيم «داعش» على مدينة سرت نحو 18 أشهر أحال حياة سكانها إلى «جحيم»، طبقًا لوصف أحد الجنود على خطوط المواجهة يدعى حمد (16 عامًا)، الذي قال إن الحياة تحت حكم التنظيم كانت بمثابة «الجحيم. إذا أغلق المقاهي وأعاد تسمية المدارس، وجلد الفتيات لعدم ارتدائهن النقاب».

هذا إلى جانب انتشار تنفيذ حدود الجلد وقطع اليد علانية، وخص بالذكر واقعة كان ضحيتها رجل قطع التنظيم يده لأنه سرق دواء مضطرًا لضيق حيلته وفقره.

وأضاف: «بدأت الكوابيس عندما شرع التنفيذ في إعدام المدنيين علانية وترك أجسادهم في الطرقات للتعفن. كنت أستيقظ مذعورًا وأشعر بأنني أختنق». وأعدم «داعش» عبد الله صديق حمد (15 عامًا) بإلقائه من فوق مبنى مرتفع بتهمة الكفر.

«نيويورك تايمز»: «داعش» يتعرض لـ«ضغط قاتل» قد يفقده آخر معاقله بليبيا
«نيويورك تايمز»: «داعش» يتعرض لـ«ضغط قاتل» قد يفقده آخر معاقله بليبيا

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الدولار يواصل الارتفاع مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية
الدولار يواصل الارتفاع مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية
إعادة تشغيل الوحدة الأولى في محطة كهرباء حقل الاستقلال بعد صيانتها
إعادة تشغيل الوحدة الأولى في محطة كهرباء حقل الاستقلال بعد ...
حكومة الدبيبة: حصر 1549 ملفا للمتضررين من المياه الجوفية في زليتن
حكومة الدبيبة: حصر 1549 ملفا للمتضررين من المياه الجوفية في زليتن
تحذير أفريقي بعد تأجيل مؤتمر سرت.. ماذا قال وزير خارجية الكونغو؟
تحذير أفريقي بعد تأجيل مؤتمر سرت.. ماذا قال وزير خارجية الكونغو؟
عبد الصادق: 10 مليارات دولار لرفع إنتاج النفط الليبي إلى 1.4 مليون برميل
عبد الصادق: 10 مليارات دولار لرفع إنتاج النفط الليبي إلى 1.4 ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم