Atwasat

المشهدُ الدراماتيكيُ الليبي!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 15 مارس 2016, 03:27 مساء
أحمد الفيتوري

أما قبل:
أيتها العرافة المُقدسة
ماذا تفيدُ الكلماتُ البائسة
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافلِ الغبار
فاتهموا عينيك يا زرقاء بالبوار
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار
وحين فوجئوا بحدِ السيف، قايضوا بنا
والتمسوا الفرار.
أمل دنقل - من قصيدة" لا تصالح"

جاء في الأنباء:
أن الأمم المتحدة في بيان لها ذكرت بأن جيوشا متعددة الجنسيات تحاربُ في ليبيا، وأن رئيس الولايات المتحدة أوباما صرح بأن ليبيا غرقت في الفوضى، قائلا:

عندما أتساءل لماذا ساءت الأمور، أدركُ أني كنتُ أثق بأن الأوروبيين بفعل قربهم من ليبيا، سيكونون أكثر انخراطا في متابعة الوضع بعد التدخل، وعرج أوباما قائلا" كاميرون كان لاحقا شارد الذهن في أمورٍ أُخرى، أما الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي فقد كان يرغبُ في أن يعلن بصخب عن نجاحاته في الحملة الجوية، في حين الواقع أننا نحن من دمر الدفاعات الجوية لجيش القذافي". وفي الأثناء: دعا المجلس الرئاسي الليبي المدعوم دوليا السبت 12 مارس المؤسسات الليبية إلى بدء نقل السلطة إلى حكومة الوحدة الوطنية، مُناشدا المجتمع الدولي وقف التعامل مع أي قوى مُعارضة، وقال المجلس في بيان إن الوثيقة التي وقع عليها أغلب أعضاء البرلمان لدعم الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى موافقة شخصيات سياسية أخرى، تمثلُ مفتاح عبور لبدء العمل. ودعا البيان كل المؤسسات السيادية والعامة في ليبيا ورؤساء الهيئات المالية لبدء الاتصال فورا بحكومة الوفاق الوطني من أجل تسليم السلطة بأسلوبٍ سلمي ومنظم. ومن جهة أخرى دعا مُنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين العالقين في مناطق القتال في مدينة بنغازي، وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان الخميس أنها تلقت تقارير تُفيد أن العديد من الأسر عالقة في مناطق القتال في مدينة بنغازي، وعلى وجه التحديد في ضاحيتي" قنفوده والقوارشة" حيث تواجه هذه الأسر نقصاً في الكهرباء والغذاء والإمدادات الطبية- بحسب التقارير- من جهته ناشد منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا على الزعتري" جميع الأطراف المُتحاربة ضمان الخروج الآمن لجميع المدنيين العالقين في المناطق المُتأثرة بالقتال والراغبين في المُغادرة".

تعليق على الأنباء:
أولا- لاحظ أن سياق هذه الأنباء"المفاجأة" فكل ما فيها يسقط بالباراشوت، وينهمر كما مطر الصيف على رؤوس الليبيين، [وتحب تفهم تدوخ!]، ثانيا- من هذا يبدو أن كل شيء جائز في المسألة الليبية السريالية كأن ينبثق" فجر ليبيا" من حيث لم تزود، ثالثا- أنها مسألة دولية بحت فلا حول ولا قوة لليبيين فيها، الليبي كما الأطفال فاغر الفاه والذباب يحوطه، رابعا- " المغنية الصلعاء" ليبيا في واد وما يحدث لهذه المغنية من واد آخر بمعنى أن مسرحية" المغنية الصلعاء" من نوع العبث ومنه ليس للمشاهد أن ينتظر أي سياق فما يحدث يحدث والسلام. أما خامسا- أن ممثلي" المغنية الصلعاء" يحفظون أدوارهم وليس بالضرورة أنهم يعون ما يقولون، وبالعودة إلى ما قبل ننوه إلى ما جاء في قصيدة" أمل دنقل" أعلاه حول ما رأت" زرقاء اليمامة" من غبار فيلاحظ أن التعمية والتعجيج سلوك للتغبير على" آل المسألة" ومن ثم على" المسألة"، فالجيوش على الأرض متعددة الجنسية، وقادة" المسألة" الدوليين كما" ساركوزي وكاميرون" في حالة لا تُغني ولا تُسمن خراف ليبيا العجفاء، وفي هذا الحال فإن على الجيوش التي تتقاتل في بنغازي العودة إلى العقال والسلام ، و" مجلس الرئاسة" كفيل بالحل بأي طريقة ولا محالة من ذلك سيأتي بالثعلب من ذيله، سيتغلب علي الجيوش مُتعددة الجنسية ويطرد الجيشين المُتحاربين من بنغازي ويكفل عدم"سرحان كاميرون".

المُلاحظ أنه كلما انبثق" فجر ليبيا" انبثق خُلبا، فلم يفلح مرة إما بسبب" سرحان كاميرون" وإما بسبب" عشيقة بوسهمين" أو بما شابه أباهُ فما ظلم.

ولأنه كما يظهر الشاشة سوداء فسأحاول إيقاف العرض حتى تبيض، ويشيب شَعرُ البلاد التي ليست كالبلاد، لنقل مثلا أن الفاعل الدولي- وكما يهددوننا- انسحب من ليبيا، ونُذكر في خصوص التهديدات بتصريحات النائب الأول لرئيس مجلس النواب والرئيس للجنة الحوار عن مجلس النواب السيد" امحمد شعيب"، أُعيد ، لنقل الفاعل الدولي فك يده من العجينة الليبية المخبلة، أي ذهب" كاميرون" بسرحانه بعيدا وافتك" أوباما" نفسه، وهكذا دواليك. فهل ستكون ليبيا دولة أفشل مما" هي دولة فاشلة " كما يُصرح- كثيرا- الدوليون؟. في ظني أن الإجابة تكون مني بسؤال: ماذا سيسخط ربك" القرد" غزالا مثلا؟.

مُقترح آخر: تسليم مجلس الرئاسة" الدولة الفاشلة" على بكرة أبيها للسيد" مارتن كوبلر" وشركة"بلفنجر" الألمانية، لنرى لمن سيعطي"ممرات آمنة"، ومن أين وكيف ينبثق" فجر ليبيا"، وما هو فاعل بـ" سرحان كاميرون"؟...

و" ما من اللي يزحف تحت اللي يمرد" أو كما قال عمي عبدو الطرابلسي رحمة الله عليه.