Atwasat

فجر ليبيا تصل إلى نهاية طريقها المسدود

عمر الكدي الخميس 27 نوفمبر 2014, 01:10 مساء
عمر الكدي

ثمة مؤشرات على حدوث انشقاقات داخل قوات فجر ليبيا مؤخرا، عجلت في تقهقرها من الجبل الغربي وانسحابها نحو طرابلس، وجاء في بيان نشر على الصفحة الرسمية لعملية فجر ليبيا إن"سقوط مدينة ككلة مساء اليوم هو نتيجة لتخاذل بعض ممن حسبوا على عملية فجر ليبيا، والذين تآمروا عليها من داخلها من أجل الكراسي والمناصب وحطام الدنيا الزائل واضعين أيديهم في أيدي أبالسة العصر".

كما دعا المكتب الإعلامي لفجر ليبيا في بيان آخر"يدعو المكتب الاعلامي لعملية فجر ليبيا كل أحرار ليبيا وشرفائها، إلى وحدة الصف و جمع الكلمة و نبذ الخلاف، والتراشق بالتهم والاتهامات بالتخوين، كما ندعوا الجميع للحذر الشديد لما يبث الآن من خصوم الثورة التصحيحية فجر ليبيا في صفحات التواصل من أكاذيب وإشاعات لا أساس لها من الصحة أبدا، لغرض التفريق بين الثوار والقيادات وبين المدن والجهات."

وهو ما يعني أن مكونات فجر ليبيا لم تعد على كلمة واحدة، وأصبح كل طرف منها يبحث عن خلاصه بمفرده، كما أن تراجع عبد الرحمن السويحلي عن لهجته الحادة في تصريحاته الأخيرة، وخاصة عندما قال إن ليبيا للجميع سواء للذين ساهموا في ثورة السابع عشر من فبراير أو لم يساهموا، كل ذلك يؤكد أن الحسابات تغيرت منذ أن أدرج مجلس الأمن الدولي جماعة أنصار الشريعة في قائمة المنظمات الإرهابية.

كما أن دعوة المجلس البلدي بمصراته جماعة أنصار الشريعة في بنغازي ودرنه إلى حل نفسيهما، مؤشر آخر على تغير الحسابات، فمن ناحية يريد بلدي مصراته التأكيد على أن فجر ليبيا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأنصار الشريعة، ومن ناحية أخرى يريد حل تنظيم إرهابي حسب على فجر ليبيا، وقد يؤدي استمراره في القتال في بنغازي ودرنه إلى جر فجر ليبيا إلى قائمة الإرهاب، بالإضافة إلى انشقاق كتيبة البوراوي في الزاوية عن فجر ليبيا.

مكونات فجر ليبيا لم تعد على كلمة واحدة، وأصبح كل طرف منها يبحث عن خلاصه بمفرده

أما بيان مثقفي مصراته الموجه إلى شرق البلاد فيؤكد أن شرائح عريضة في مصراته باتت تضيق ذرعا بنتائج عملية فجر ليبيا، ولأنها لا تملك صوتا مسموعا تطوع بعض المثقفين الشجعان بالحديث باسمهم، وجميعنا يعلم أن جلسة الحوار الأولى في غدامس أدت إلى ظهور وجهتي نظر في مصراته، واحدة يمثلها فتحي باشاغا، والأخرى يمثلها السويحلي وصلاح بادي وبوزعكوك والمناعي.

بالتأكيد فإن قرار مجلس الأمن فكك التحالفات الوهمية لفجر ليبيا، لأن أنصار الشريعة لا تمثل آيدولوجيا فجر ليبيا، ولكن تطوعت بعض مكونات فجر ليبيا بالدفاع عن أنصار الشريعة، لمجرد أنهم يقاتلون قوات اللواء خليفة حفتر، فالمفتي السابق الصادق الغرياني كان أول المدافعين عن أنصار الشريعة، وخاصة عندما صنف مجلس النواب الجماعة إرهابية، لكنه في مؤتمر العلماء والوعاظ عاد ليتنصل منهم، وهو يتبوأ صدر المنصة إلى جوار نوري أبو سهمين وعمر الحاسي، حيث كان المتحدثون يوجهون الشكر إليه قبل أبو سهمين والحاسي، وكأنه المرشد الأعلى"للثورة الليبية".

حدثت كل هذه التطورات خلال أسبوع واحد، فماذا كان سيحدث لو أصدر مجلس الأمن قائمة العقوبات على الأفراد التي تضم 250 أسما معظمهم من فجر ليبيا؟، بالتأكيد يجيد التجار حسابات الربح والخسارة أكثر من المهن الأخرى، ولا يمكن الفصل بين الإخوان المسلمين ومصراته التي امتطوها بالرغم من قلة عددهم، إلا عندما تشعر مصراته أنها خسرت عسكريا وسياسيا ما كانت ستحصل عليه سلميا، وأتوقع أن ترتد مصراته على الإخوان المسلمين قريبا، فالذي يمتطي الأسد ليرهب به الناس سيلتهمه الأسد عندما يجوع، وهذا ما لم يحسب حسابه الإخوان المسلمون، الذين بدأ الشقاق يظهر بينهم وبين الجماعة الليبية المقاتلة.