Atwasat

كُلُّ عامٍ والليبيون أيضا في سلام

أحمد الفيتوري الثلاثاء 20 ديسمبر 2016, 08:41 صباحا
أحمد الفيتوري

سترتطمُ الوجوه بالأرض يا سارة
وستخلق موسيقى من العدم
ستغرس أشجار اللوز لتؤجج ذاكرتنا المهترئة
سيبتلعهم البحر يومًا يا سارة
وسنرقصُ حتى يتساقط شعرنا
الملوَّث برائحة بنادقهم
- فيروز العوكلي

•خمسة عقود حرب!
سنة سادسة حرب هذه السنة الكبيسة 2016، لكنها في الحقيقة خمسة عقود حرب، فمنذُ انقلاب سبتمبر والليبيون يُساقون إلى الحروب زُرافات ووحدانا في قارات العالم: أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، وهي حُروب خاسرة خاضها القذافي في كثير من الأحوال بالباطل، أحيانا لحسابه، وكثيرا لحساب الغير من أوغندا، الى تشاد، و حتى لبنان ونيكاراجوا، وما بينهم مصر وتونس.

لم تكن البتة حروب الليبيين بل حروب الزعيم الأهوج ولجهات دولية وإقليمية، أما حرب الليبيين فقد خاضوها ما بين عامي 1911 و1946 ضد المستعمر الإيطالي، وأما حربهم الكبرى فقد كانت حرب السلام ما كان المحافظة عليه أصعب من نيله، السلام ما خاضوا الحرب لنيله ثم المحافظة عليه بين عامي 1951 و1969

وهذه السنة الكبيسة 2016 خاضها الليبيون في حرب ضد الإرهاب في بنغازي وسرت، وهي حرب فرضت على الليبيين حين كان من الممكن تفاديها قبل أن يستشري سم الإرهاب في جسد البلاد، وقد حدث التمهيد للإرهاب عقب مارس 2011 م، حين قام التحالف الدولي بالتدخل العسكري بناء على قرار مجلس الأمن 1973 ولم ينجز هذا التحالف مهمته، بل ترك البلاد تعصف بها رياح أعضائه بين جذب وشد، لقد أمست ليبيا بلادا تتقاذفها أمواج دولية وإقليمية.. أمواج تتجسد كميليشيات على الأرض، وكلها ساهمت في إشعال حرب أهلية لم تضع أوزارها بعد، وإن مازال حتى الساعة بالإمكان السيطرة عليها بأن لا تدخل المسألة الليبية في الحرب الباردة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي في المنطقة، وأن يتفادى المجتمع الدولي الزج بليبيا في الحرب الدائرة في سوريا.

إن الليبيين يستأهلون السلام لأن العالم لم ينه مهمته التي استصدر من أجلها قرار 1973، ولأنه من الممكن بالنسبة لليبيا تفادي ما يحدث الآن في سوريا.

• حرب السلام
ما أسهل الحرب ما أصعب السلام، في هذه اللحظة تبدو ليبيا في البرزخ حيث يبدو نيل السلام ممكنا لتأزم الوضع، ولأن الحرب تدق الأبواب بكل يد مضرجة بالدم، السلام بيّن والحرب بينة... وكل الخطوات التي تتم الساعة تلهثُ في اللحظة الاستثنائية التي ترفعها لحظة الحرب في المنطقة التي تتفاقم أوضاعُها سريعا وتزداد نيران حربها، اللحظة الاستثنائية الساعة تشير عقاربها إلى أن الحرب قد تدفع الخائفين منها إلى حالة تعقل من أجل الخروج من بوتقة الحرب التي تجُرُ البلاد منذ أمد إلى الهلاك البين وما يصعبُ العودة عنه.

خلال هذه الأيام هناك مُلتقيات عدة، وحوارات ومُمكنات مطروحة لأجل السلام ما نيلهُ صعب لكنهُ ممكن، وكما توضح اللحظة أن اللقاءات هي التي تثمر في حين وضع العصى في الدواليب غير مُجد، وعلى ذلك علينا أن نخوض حرب السلام ذا ليس بالهين، لكنهُ في الأخير يقودنا إلى الحلول المُمكنة التي تتوفر عبر المزيد من اللقاءات.

لقد تتابعت اللقاءات. أي أن الحوار الوطني قد أخذ مساره الصحيح، ولم يعُد حكرا على مجموعة صغيرة يجعل منها البعض صاحبة الحل والعقد ويراها الكثيرون لا تمثلُ إلا نفسها، وقد ردد كوبلر باسم الأمم المتحدة أن مسألة إعادة النظر في اتفاق الصخيرات مسألة ليبية تخص الليبيين أولا وأخيراً، وأن الأمم المتحدة مجرد راع، وما صرح به المندوب الأممي يفتح أفاقا ليس لإعادة صياغة اتفاق الصخيرات وحسب ولكن أيضا بالإسراع بذلك، فالسلام لا ينتظر كما الحرب المُتمهلة والتي تقتاتُ بالوقت.

• كل عام والليبيون أيضا في سلام
هناك مفردات للسلام عام 2016 يمكنُ البناء عليها عام 2017، ومنها نجاح الوفاق في حل مسألة النفط حتى الآن، ومنها هذه اللقاءات المتلاحقة، ومنها هذه النجاحات في الحرب ضد الإرهاب، لهذا وغيره بالإمكان أبدع مما كان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*فيروز العوكلي شاعرة شابة من درنة