Atwasat

الكاتب الشاب خليل الحاسي مهدد في حياته

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 30 أكتوبر 2016, 09:57 صباحا
عمر أبو القاسم الككلي

في ندوة "المثقف ومهام المرحلة" التي أقيمت في بنغازي سنة 2012، في إطار الاحتفالات بالذكرى الأولى لـ17 فبراير في بنغازي 11-13/2012، قلت في تعليق لي على إحدى المحاضرات ما مؤداه أنه ينبغي إصدار قانون يجرم فتاوى التكفير باعتبارها تحريضا مبيتا ومتعمدا على القتل.

وتناولت هذه النقطة كتابة بعد ذلك بفترة في مقال لي عنوانه "بين الرأي وفتوى التفكير" نشر بـ"بوابة الوسط" 23 أبريل 2014، أرى أنه من المهم أن أقتبس منه الفقرة التالية:

"وصفُ الديموقراطيين واللبراليين لخصومهم من تيارات الإسلام السياسي [بالظلامية] يظل، في نهاية الأمر، مجرد رأي، أو رأيا مجردا. أما وصف تيارات الإسلام السياسي للديموقراطيين والليبراليين [بالكفر وأنهم كفار] فيأتي في إطار الفتاوى الدينية. أي يتخذ بعدا مجسدا تنتفي عنه صفة التجريد. الرأي يتوجه إلى العقل ويكون قابلا للنقض، أما الفتوى فأمرها مختلف. إنها موجهة إلى استثارة المشاعر والعواطف الدينية وتمثل حكما جازما ينغلق أمام أية محاولة للنقض. إنها "فعل" تحريض ضد الآخر. فتاوى التكفير هي، عمليا، تحريض على إزهاق الأرواح. والتحريض على إزهاق الأرواح فعل تجرمه القوانين."

أدعو المثقفين والكتاب والإعلاميين والحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني، في ليبيا وخارجها، إلى الوقوف إلى جانب خليل الحاسي ودعمه بالسبل الممكنة

والدليل على ذلك أننا لم نسمع أنه تم الاعتداء على شخص ذي توجه ديني وُصف من قبل أشخاص لا ينتمون إلى هذا التيار بأنه ظلامي. في حين أن حوادث الاعتداء إلى حد القتل على الذين يتم تكفيرهم من قبل شخصيات دينية متعددة.

أعادني إلى هذا الموضوع الفتوى التي صدرت يوم الجمعة 28/ 10/ 2016 من قبل الشيخ (محمد الدرسي) إمام ومحفظ جامع "العلي القدير" في مدينة البيضاء ضد الكاتب والفنان الشاب خليل الحاسي.

لقد أصبح مصير خليل الحاسي، الكاتب المستنير، بمقتضى هذه الفتوى الظلامية، غامضا وغير مأمون وحياته أصبحت مهددة بخطر حقيقي وقد يضطر إلى إيجاد سبيل للاختباء والتخفي أو مغادرة الوطن وتظل أسرته مهمومة ومغمومة وقلقة بسببه وقد تطال المضايقات والاعتداءات بعض أفرادها. في حين سيظل "الشيخ" محمد الدرسي، الظلامي، آمنا على حياته ويمارس شؤونه اليومية كالمعتاد مهما وصف بأنه رجعي أو متخلف أو متطرف أو ظلامي.

وبهذه المناسبة أدعو المثقفين والكتاب والإعلاميين والحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني، في ليبيا وخارجها، إلى الوقوف إلى جانب خليل الحاسي ودعمه بالسبل الممكنة.