Atwasat

ركن العامرية.. ليست مرحلة يأس بل هي حياة وصحة وجمال..

فدوى بن عامر الإثنين 27 يونيو 2016, 06:13 مساء
فدوى بن عامر

(فاي) رقم له أهمية جمالية كبيرة في علوم الحساب والرياضيات رغم إثارته الكثير من الجدل حول كونه أسطورة وحسب، ومع هذا فلازال يحظى باهتمام الكثير من المبدعين والفنانين. هو عبارة عن تناسب قائم على الاتزان لأطوال بين قيمتين عدديتين تنتج الرقم 1.61 ويطلق عليه النسبة الذهبية (Golden Ratio)، ويُقال أن الأشياء الجميلة في الطبيعة تتبع هذه النسبة بما في ذلك الوجه الجميل للإنسان.

وكما (فاي) للحساب والرياضيات، فإن السنوات الأربعينية للمرأة هي سنون الجمال بكل معانيه إلا أن هذا الكلام ليس من الأساطير في شيء. فبالإضافة إلى اكتمال الجمال المادي فإن المرأة تبلغ فيها ذروة الجمال الروحي والفكري. وبذلك تكون المرحلة الأربعينية للمرأة هي المرحلة الذهبية الحقيقية في حياتها والتي يتعين عليها استثمارها بأحسن ما يكون.

وكما (فاي) للحساب والرياضيات، فإن السنوات الأربعينية للمرأة هي سنون الجمال بكل معانيه إلا أن هذا الكلام ليس من الأساطير في شيء.

قالت لي إحداهن مستغربة حال صديقتها "عمرها 40 فوق ومقاسها 12..! حتى مش خايلة..!" هذا هو واقع الحال في عمومه في بلادنا.. دائماً مختلف ومخالف عما يجب أن يكون، وبدون الغرق في التفاصيل المزعجة والتي لا تخفى على أحد فالحبال الاجتماعية الغليظة تطوق عنق أي امرأة بكل شراسة وتشدّها دائماً للوراء، كما تزداد قوة وضيقاً على الأربعينية بوجه خاص لأسباب عديدة. فالمجتمع التعيس في بعض جوانبه، اصطلح على تسمية الفترة الأربعينية من عمر المرأة بمرحلة (سن اليأس)..!! هذه لعمري خارقة من الخوارق وطامة أخرى تضاف لسلسلة الطامات الكثيرة لما لهذه التسمية الغبية من مدلولات سلبية لا حصر لها حيثُ تحولت سن الأربعين من مرحلة الحياة والصحة والجمال إلى مرحلة الخوف والقلق وقد تصل حد الكآبة.

المجتمع التعيس في بعض جوانبه، اصطلح على تسمية الفترة الأربعينية من عمر المرأة بمرحلة (سن اليأس)..!! هذه لعمري خارقة من الخوارق وطامة أخرى تضاف لسلسلة الطامات الكثيرة.

الأمر بالفعل يبعث على يأس حقيقي، لا لبلوغ المرأة هذا العمر وإنما لبؤس معتقدات مجتمعنا الذي ما انفك مسلّطاً أوهامه المريضة على المرأة المستضعفة. فالمجتمع الذي يطلق تسمية شريرة كهذه على نسائه الأربعينيات إنما هو مجتمع يعاني خللا جوهريا في منظومته الفكرية والأخلاقية وافتقارا شديدا وافتقادا كاملا لكل مقومات الحس الإنساني والجمالي.

الغريب والمثير للشفقة والخيبة معاً هو استسلام تلك الأربعينية لهذه التسمية الشنيعة بدون أي تحرّج، بل عدم التورّع عن نشرها بكل حماسة أو بالأحرى غباوة..! في ذات الوقت تكرر الحزينة صادقة وبحسرة مشوبة بحسد أن الرجل الأربعيني يمثل عنفوان الشباب..!

لا أدري كيف تكون المرحلة الأربعينية للمرأة (مرحلة يأس) وإحباط وقنوط وهي في الحقيقة مرحلة برّاقة، تنعكس على المرأة نوراً وبهاء وتبلغ أوج الحب والثقة وتصل حد الاكتمال الفكري الناضج والعاطفي العقلاني.

الغريب والمثير للشفقة والخيبة معاً هو استسلام تلك الأربعينية لهذه التسمية الشنيعة بدون أي تحرّج بل عدم التورّع عن نشرها بكل حماسة أو بالأحرى غباوة..!

هي سن الاستقرار والاستقلال الذاتي والذهني وبزوغ الشخصية وسطوع الكاريزما وهي مرحلة تكاد تخلو من أي منغصات حيث تخطت فيها المرأة، على الأغلب، مرحلة الحمل وما فيها ويتبعها من سنوات الوهن على الوهن.

بالإضافة هي مرحلة جني ثمرات ما زرعته في عشرينياتها و ثلاثنياتها فإن لم يكن بالشيء الكثير أو المُرضي لها كأن تشعر مثلاً بتسرب سنوات العمر على غير إدراك منها لانشغالها التام بالأولاد والرفيق وكل شيء آخر إلا نفسها فما عليها إلا البدء من جديد بثقة وقوة وفتح آفاق أخرى للعمل الدؤوب وتحقيق الطموحات، أما الاستكانة لمرحلة "اليأس" فلن تولد إلا يأساً حقيقياً وبؤساً عظيماً عليها وعلى من حولها.